في بريطانيا، تعمل شركة "موتابيليتي" على تحسين حياة أشخاص ذوي إعاقة من خلال إصدار سندات اجتماعية للاستثمار المستدام سمحت أيضاً بتمويل شراء مركبات وكراسي متحركة ودراجات تعمل بالطاقة الكهربائية.
ويعكس المشروع الأهداف التجارية للشركة مع الاهتمام بتزويد المستثمرين في السندات الاجتماعية تقارير شفافة حول كيفية تخصيص الأموال، ما يمنحهم فرصة للمساهمة في المشاريع التي تعالج التحديات الاجتماعية والبيئية، مع تحقيق عائدات مالية.
ويورد تقرير نشره موقع "سترايتز تايمز" أن السندات المستدامة ظهرت في السنوات الأخيرة كأداة مبتكرة لتمويل مبادرات تعزز التقدم الاجتماعي والبيئي، واكتسبت هذه الأدوات أهمية في محفظة الدخل الثابت بسبب قدرتها على جلب عائدات مالية، ودورها في المساهمة في مستقبل أكثر استدامة، في وقت توفر الرابطة الدولية لأسواق رأس المال (ICMA) مبادئ للحفاظ على شفافية ونزاهة هذه السندات.
وحالياً تزدهر استثمارات السندات الخضراء التي تستخدم في تمويل مجموعة مشاريع ذات فوائد بيئية ومناخية، وتتنوع من الطاقة المتجددة إلى الحفاظ على التنوع البيولوجي. وقد شهدت نمواً سريعاً منذ أن أطلقت عام 2007 بتأثير تزايد الوعي البيئي، والمطالب بتنظيم الممارسات المستدامة.
ونما عدد مُصدّري السندات الخضراء من مجرد عدد قليل إلى أكثر من 600، غالبيتهم شركات ومؤسسات مالية.
ولدى التفكير في المخاطر أثبتت السندات الخضراء أنها بديل موثوق به لتلك التقليدية، وتوفر سوقاً ذات تصنيف عالٍ.
كذلك اكتسبت السندات الاجتماعية وتلك المستدامة زخماً في السنوات الأخيرة، وشكلت أدوات مهمة لدعم مبادرات مثل الإسكان قليل الكلفة والرعاية الصحية والتعليم، كما أكدت على غرار السندات الخضراء الشفافية والمقاييس القائمة على النتائج.
ورغم أن مستقبل السندات المستدامة ما زال في طور النشوء، لكن يتوقع أن يستمر في النمو مع وجود تنظيم أكبر ودعم إرشادات تسهّل الروابط الاجتماعية والاستدامة للوصول إلى مجتمع أكثر عدلاً ومساواة. ويرى مديرون في شركة "أكسا" الفرنسية للتأمين أن "هذه السندات تسرّع الرحلة إلى مستقبل أكثر استدامة، وتسمح للمستثمرين بالمساهمة في الحفاظ على البيئة وتحسين المجتمع مع إمكان تحقيق عائدات مالية، ما يجعلها أكثر من خيار استثماري، بل أيضاً وسيلة لتحفيز التغيير الإيجابي في العالم".
(كمال حنا)