سيناء: أول اصطياف في بحر الشيخ زويد منذ 8 أعوام

16 يوليو 2022
فتح شواطئ سيناء للعامة بعد إغلاق طويل (خالد دسوقي/ فرانس برس)
+ الخط -

تحوّل عيد الأضحى إلى عيدين بالنسبة إلى سكان مدينة الشيخ زويد وقرى مدينة رفح في محافظة شمال سيناء شرقي مصر، بعدما فتح الجيش الطريق أمامهم للوصول إلى شاطئ بحر مدينة الشيخ زويد المغلق باعتباره منطقة عسكرية منذ عام 2014، ضمن التدابير المتخذة لمحاربة تنظيم "ولاية سيناء" الموالي لتنظيم "داعش". وجاء ذلك بعد سلسلة عمليات عسكرية نفِذت منذ مارس/ آذار الماضي، وسمحت بسيطرة الجيش على مساحات واسعة تواجد فيها التنظيم.
لكن مواطنين طرحوا أسئلة حول احتمال تجدد إغلاق الشاطئ لأسباب أمنية، كما حصل في السنوات الماضية، وإمكان السماح بفتح استراحات وتقديم الخدمات للرواد خلال موسم الصيف الحالي، كما يحصل على شاطئ بحر مدينة العريش المجاورة.

يقول المواطن أحمد أبو عكر لـ"العربي الجديد": "رفعت جهات عدة في محافظة شمال سيناء توصيات إلى قيادة عمليات الجيش وقائد الجيش الثاني الميداني تحديداً اللواء ركن حرب محمد ربيع، بفتح الشاطئ أمام سكان مدينتي رفح والشيخ زويد، كي يشعروا بأمان، بعد سنوات طويلة من القلق والخوف نتيجة عمليات داعش في المنطقة. وبعد إلحاح متكرر من جهات عدة، صدرت تعليمات بفتح الشاطئ خلال عيد الأضحى، من دون تحديد فترة استمرار القرار".
يضيف أبو عكر الذي كان أحد أوائل المواطنين الذين قصدوا شاطئ البحر حين علم بقرار فتحه: "حضر مئات من المواطنين للاستمتاع بالنظر إلى الشاطئ ومياه البحر بعدما حرموا منه منذ عام 2014، إثر الهجوم الذي شنه داعش على موقع عسكري تابع للجيش في منطقة كرم القواديس ضمن مدينة الشيخ زويد. ويستدعي إكمال فرحة المواطنين بالقرار استمرار فتح الشاطئ، وإيصال خدمات البنى التحتية إلى المنشآت، وإعطاء رخص للمواطنين والتجار الذين يرغبون في إنشاء استراحات ومحلات ومطاعم في منطقة الشاطئ، ما يخدم المصطافين ويحرك العجلة الاقتصادية، بعد سنوات عجاف عاشت فيها المدينة ضعفاً اقتصادياً غير مسبوق، بسبب العمليات العسكرية وهجمات داعش".
وكان الجيش المصري أغلق شاطئ بحر محافظة شمال سيناء أمام الناس بالكامل، باستثناء الصيادين الذين فرض تنسيق رحلاتهم مسبقاً مع أجهزته، وحصرها في فترات محددة لمنع تسلل المجموعات الإرهابية عبر الساحل في اتجاه مراكز الجيش، أو استهدافهم القطع التابعة لسلاح البحرية في عرض البحر الأبيض المتوسط، وهو ما تكرر مرات خلال سنوات الصراع بين "داعش" والأمن المصري، خصوصا في مدينتي رفح والشيخ زويد. لكن المجموعات القبلية حررت اخيراً بمساندة الجيش ساحل البحر بدءاً من الشيخ زويد وصولاً إلى أجزاء واسعة من ساحل بحر مدينة رفح. 

شاطئ الشيخ زويد على خريطة الاصطياف بعد سنوات (أوليكسي كوفاليوف/ Getty)
شاطئ الشيخ زويد على خريطة الاصطياف بعد سنوات (أوليكسي كوفاليوف/ Getty)

ويقول مهندس يعمل في مجلس مدينة الشيخ زويد لـ"العربي الجديد": "فتح الشاطئ أمام المواطنين أحد أهم وجوه الاستقرار الأمني الذي تعيشه المدينة للمرة الأولى منذ عام 2013، وجاء تلبية لرغبات جهات مختلفة في مدينة الشيخ زويد، علماً أن اعتبار الشاطئ منطقة عسكرية مغلقة، ومنع المراكز التابعة للجيش من وصول أي شخص إليه، حال دون تطويره واستمتاع المواطنين بجماله، وهو ما اعتادوا عليه طوال عقود، قبل أن يضطروا إلى قصد شاطئ بحر مدينة العريش المجاورة لكن بعد بذل عناء شديد بسبب صعوبة المواصلات والتحرك داخل مدينة الشيخ زويد ومنها وإليها، في ظل كثرة العمليات العسكرية وهجمات التنظيم الإرهابي". يتابع أن "الخطوة التالية التي يجب أن تتخذ تشمل إبقاء الشاطئ مفتوحاً، وإيصال كافة الخدمات المطلوبة من اجل توفير أجواء الاصطياف اللازمة للمواطنين، وبينها مد خطوط كهرباء جديدة، وتوفير شبكة طرق جيدة تسمح بتنقل المواطنين في شكل سلس، وإعطاء تسهيلات واضحة وكبيرة لمشاريع التجار وأصحاب المهن، مقابل رسوم زهيدة، من أجل دعمهم لتوفير أجواء مناسبة للمصطافين، وتلبية احتياجاتهم تمهيداً لزيادة الإقبال على البحر هذا الموسم، بعد غياب سنوات طويلة". ويشير إلى "ضرورة توفير منقذين بحريين للحيلولة دون تعرض المواطنين لخطر الغرق، خصوصاً في ظل رغبة الشباب بالسباحة في بحر المدينة الذي اشتاقوا إليه. وقد سجلت حالات غرق ووفيات في بحر مدينة العريش خلال الأيام القليلة الماضية".

قضايا وناس
التحديثات الحية

يُذكر أن مدينة الشيخ زويد أحد المراكز الإدارية الستة في محافظة شمال سيناء، وتقع على الطريق بين القنطرة ورفح، وتبعد 334 كيلومتراً من القاهرة و12 كيلومتراً من قطاع غزة، وتضم آثاراً عدة منها "الصخرة" على شاطئ بحر المدينة، التي قُطعت من جبل موسى جنوب سيناء خلال فترة الاحتلال الإسرائيلي للمنطقة، ووضعت في الشيخ زويد لكتابة أسماء الطيارين الإسرائيليين الذين سقطوا في مياه الشيخ زويد، ونحتت على شكل خريطة فلسطين وكتبت عليها أسماء الطيارين.

المساهمون