أدّى نقص الرعاية الطبية وضعف الإمكانيات المادية لتأمين أدوية الأمراض المزمنة شمال غربي سورية إلى تدهور الحالة الصحية للطفلين الشقيقين سيدرا وفيصل النايف المصابين بالشلل.
ويعيش والد الطفلين نواف النايف، المنحدر من قرية محاريم بريف سراقب الشرقي، في مخيم عشوائي صغير على أطراف جبل كللي شمال مدينة إدلب، ولديه أربعة أطفال كانوا بصحة جيدة وفي حالة طبيعية، لكن ارتفاع درجات الحرارة وضعف الوصول إلى النقط الطبية كانت لهما مضاعفات على وضع ابنته سيدرا، التي أصيبت بشلل في طرفيها، وابنه فيصل الذي أصيب بشلل رباعي وضمور في الدماغ.
ويؤكد نايف أن ما يفاقم المعاناة ويؤدي إلى تدهور حالة ابنيه الصحية عجزه عن تأمين الأدوية اللازمة لمواكبة وضعهما الصحي، مشيرا إلى إصابة ابنته سيدرا بمرض المياه البيضاء. (غشاوة تصيب عدسة العين وتؤدي إلى إضعاف الرؤية).
وعلاوة على معاناتها من الشلل، أصيبت الطفلة سيدرا بمرض المياه البيضاء في إحدى عينيها، وغداً الخميس موعد إجراء العملية الجراحية. تقول لـ"العربي الجديد"، إن "الطبيب طلب أن لا آكل ولا أتذوق أي شيء غداً قبل إجراء العملية الجراحية لعيني المصابة بالمياه البيضاء، أخي فيصل طريح الفراش لا يستطيع الحركة نهائياً، وهو بحاجة لمساعدة والديّ لفعل أي شيء".
ويشعر نواف النايف باليأس تجاه أطفاله، لاسيما عند عدم قدرته على تأمين الدواء في ظل حياة النزوح وعدم توفر فرص العمل والظروف الاقتصادية المتردية. ويوضح لـ"العربي الجديد" أن "ثمن الأدوية مرتفع ويجب تأمينه بشكل مستمر"، مضيفاً: "عندما لا أستطيع تأمين الدواء تتفاقم حالة أطفالي الصحية، وضع ابني فيصل أسوأ من حالة سيدرا، فهو لا يستطيع القيام بأي حركة، بالإضافة إلى ضمور في الدماغ ".
وكانت مديرية صحة إدلب، شمال غربي سورية، قد أعلنت مطلع يناير/كانون الثاني، أن 14 مستشفى في المحافظة انقطع عنها الدعم المادي منذ ثلاثة أشهر، ما يهدد حياة مئات آلاف المدنيين ويحرمهم من الرعاية الصحية المجانية خلال الفترة القادمة، فيما أشار فريق "منسقو استجابة سورية" حينها إلى أنّ 18 منشأة طبية تقدم خدماتها لأكثر من مليون ونصف مليون مدني في شمال غرب سورية انقطع عنها الدعم، وذلك بالتزامن مع ازدياد الضغوط على المنشآت الأخرى وعدم قدرتها على تقديم الخدمات لجميع المدنيين في المنطقة، وحذر حينها من عواقب كارثية ستترتب على إيقاف الدعم للمنشآت الطبية، وازدياد المخاوف من انتشار الأوبئة في منطقة الشمال السوري.