تشغل قضية الطفل أرشي باترسبي (12 سنة) يوميات آلاف البريطانيين منذ قرار المحكمة العليا بوقف عمل الأجهزة التي تبقيه على قيد الحياة، إلا إذا رفضت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان القرار، والتي تقدم محامي العائلة بطلب إليها، وفق ما نقلته صحيفة "ذي أندبندت".
تقول دانس باترسبي، والدة الطفل، إن المحكمة العليا البريطانية سمحت بتقديم الطلب إلى المحكمة الأوروبية، لكنها قيدت الدعوى بجدول زمني، فإن لم تتمكن المحكمة الأوروبية من مساندتنا قد يتم تنفيذ قرار المحكمة.
وناضل والدا آرتشي من دون جدوى في المحاكم البريطانية خلال الفترة الماضية، لمنع مستشفى لندن الملكي من إيقاف جهاز التنفس الصناعي، والذي كان مقرراً أن يتم تنفيذه في الأول من أغسطس/ آب.
وبعد أن استأنفت الأسرة، طلبت الحكومة البريطانية من محكمة الاستئناف إلقاء نظرة أخرى على القضية، ووجد القاضي أندرو ماكفارلين أن الأدلة الطبية أظهرت أن أعضاء الطفل في طريقها إلى الموت، ولذا من الأفضل نزع الأجهزة.
ووفق التقارير الطبية، حتى لو استمر العلاج الذي يحافظ على الحياة، فإن الطفل سيموت خلال الأسابيع القليلة المقبلة بسبب فشل الأعضاء، ثم فشل القلب.
كيف بدأت مأساة الطفل أرشتي باترسبي؟
تعود قصة باترسبي إلى 7 إبريل/ نيسان الماضي، حين تعرض لإصابة دماغية، ويعتقد أنه كان يشارك في تحد عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتم العثور عليه فاقداً للوعي في منزله، مع وجود أربطة على رأسه، ويعتقد والداه أنه ربما كان يشارك في تحدٍ عبر الإنترنت، ما أدى إلى إصابته.
وأحدثت القصة غضباً كبيراً في أنحاء المملكة المتحدة، ضد التأثيرات السلبية لتطبيقات التواصل الاجتماعي، إذ يعتقد أن الطفل كان يشارك في تحد متداول عبر منصة "تيك توك"، ما أدى إلى حصول تلف في دماغه، إذ يطلب من المشاركين قطع الأوكسيجين عن الدماغ بواسطة الربط، وهو ما أدى إلى وفاة أطفال ومراهقين آخرين.
يقول الطبيب نيك فلين إن "هذا التحدي يشكل خطراً على صحة الإنسان، إذ إن محاولة قطع الأوكسيجين عن الدماغ تؤدي إلى حالة مشابهة لما يحدث عند الغرق أو الاختناق، أو الإصابة بالسكتة القلبية، ونقص الأوكسجين لمدة ثلاثة دقائق تؤدي عملياً إلى حصول تلف في أجزاء كبيرة من الدماغ".
منذ شهر إبريل الماضي، لم يستعد أرشي باترسبي وعيه أبداً، ما دفع الأطباء لتأكيد أن حالته الطبية حرجة، ولا يوجد أمل بالشفاء، خاصة أن الإصابة وصلت إلى جذع الدماغ، ما يعني استحالة عودته من الغيبوبة، وطالبوا بإزالة أجهزة التنفس.
ويخوض والدا الطفل معركة قانونية منذ مايو/ أيار الماضي من أجل إبقاء ابنهما على قيد الحياة، وتم منح آرتشي فرصة بعد أن طلب وزير الصحة ستيف باركلي من المحاكم "النظر على وجه السرعة" في الطلب الذي رفعه والداه لمواصلة علاجه.
لكن المحكمة وجدت أن لا فائدة من إبقاء الأجهزة، وخلصت هيئة مؤلفة من ثلاثة قضاة في المحكمة العليا إلى أن قرار سحب الأجهزة يعد صحيحاً من الناحية القانونية، وأعربوا في بيان مطول عن تعاطفهم مع عائلة الطفل، وأنه من الصعب القبول بفقدان الأهل لأطفالهم، لكنهم استطردوا أن قرار محكمة الاستئناف صحيح، إذ لا يوجد أي أمل في الشفاء.