- الاحتجاجات تصاعدت بعد رفض نائبة رئيس الجامعة الكشف عن استثمارات الجامعة وإدانتها للإبادة في غزة، مما دفع نقابتي الطلاب والأساتذة للتصويت لصالح مقاطعة الجامعات الإسرائيلية وسحب الاستثمارات.
- الطلاب المشاركون في الاعتصام يعبرون عن عزمهم على الاستمرار في الاحتجاج حتى تحقيق مطالبهم، مشيرين إلى التناقض في مواقف الجامعة تجاه الأزمات العالمية ومؤكدين على التزامهم بالعدالة لفلسطين.
أقام عشرات من طلاب جامعة ساسكس البريطانية في مدينة برايتون الواقعة في إقليم شرق ساسكس جنوب شرقي البلاد، مخيّماً واعتصاماً مفتوحاً في الباحة الرئيسيّة من حرم الجامعة، أمام المكتبة العامة، تضامناً مع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وسط حرب إسرائيل المتواصلة عليه منذ أكثر من سبعة أشهر. ويأتي ذلك في سياق توسّع التحركات الطالبية في بريطانيا في مواكبة للحراك العالمي تضامناً مع غزة وتنديداً بالإبادة الجماعية التي تُرتكَب في حقّ الشعب الفلسطيني بالقطاع المحاصر والمستهدف.
وكان طلاب جامعة ساسكس المحتجّون قد انطلقوا، عند الساعة الثانية عشرة ظهراً من اليوم الاثنين، في تظاهرة جابت حرم الجامعة واختُتمت أمام مبنى الإدارة، حيث راحوا يهتفون "جامعة ساسكس متورّطة في الإبادة" و"الحرية لفلسطين" و"أوقفوا القصف في غزة". بعد ذلك، نصبت مجموعة من الطلاب خيماً، وقد التحق طلاب مشاركون في التظاهرة بتلك المجموعة، وأُعلنت ساحة المكتبة العامة "ساحة محرّرة" من أجل غزة. وهذه خطوة أخرى تأتي مشابهة لما سُجّل في خلال الاحتجاجات الطالبية بالجامعات البريطانية وسواها في العالم.
وفي اليوم 220 من الحرب التي تشنّها قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، أُحصي 21 مخيّماً طالبياً في بريطانيا، وذلك في 21 جامعة تتوزّع في مختلف أنحاء البلاد. ومن المتوقّع انضمام مزيد من الطلاب والجامعات البريطانية إلى هذا الحراك.
ويأتي التحرّك الاحتجاجي الذي ينظّمه طلاب جامعة ساسكس البريطانية، اليوم الاثنين، بعد سلسلة تظاهرات أسبوعية نظّمها الطلاب بمبادرة من النادي الفلسطيني في ساسكس، على مدى أشهر، ضدّ الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وفي أعقاب رفض نائبة رئيس جامعة ساسكس ساشا روزينيل مطالب نقابة الطلاب ونقابة الأساتذة والعاملين في الجامعة بالكشف عن الاستثمارات التي تقوم بها الجامعة ورفضها إدانة الإبادة الجماعية التي تُرتكَب في قطاع غزة.
وكانت الرسالة التي وجّهتها روزينيل في إطار ردّها على مطالب النقابات، في الأسبوع الماضي، بعد اجتماع لها مع ممثلين عن الطلاب، قد أثارت غضباً كبيراً بين الطلاب وبين أساتذة محاضرين، إذ رفضت المطالب المرفوعة للإدارة، من ضمنها وقف التعامل مع جامعات إسرائيلية.
وقد صدرت، اليوم الاثنين، صحيفة الطلاب في جامعة ساسكس "ذا بادجر" بعنوان رئيسي "ساسكس لن تدين إبادة الفلسطينيين، بحسب نائبة الرئيس روزينيل"، ووُزّعت على جميع الطلاب الذين التحقوا بالجامعة صباحاً. وكانت نقابتَا الطلاب والأساتذة في جامعة ساسكس قد صوّتتا أخيراً، بالأغلبيّة، على قرارات تدعو إلى مقاطعة الجامعات الإسرائيلية وسحب الاستثمارات من إسرائيل ودعم الطلاب الفلسطينيين المتضرّرين من الحرب وعدم ملاحقة العمل الطالبي السياسي من أجل فلسطين.
محمد، شاب تركي من طلاب جامعة ساسكس المشاركين في المخيّم الاحتجاجي، يقول لـ"العربي الجديد": "رفضت نائبة رئيس الجامعة مطالبنا. ونحن اليوم هنا للاحتجاج على عدم إدانة الجامعة الإبادة في غزة، واختيارها استخدام مصطلحات محايدة لتوصيف الحرب التي تُرتكَب في حقّ الشعب الفلسطيني في غزة". ويضيف: "في السابق، أدانت الجامعة الغزو الروسي لأوكرانيا ورفعت علم الأخيرة على مبنى الإدارة. كذلك تفتخر جامعة ساسكس بتاريخها المتعلّق بموقفها ضدّ الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، لكنّها اليوم لا تتّخذ أيّ موقف ضدّ الفصل العنصري في فلسطين". ويتابع: "سوف نبقى في هذا المخيّم حتى تحقيق مطالبنا المعقولة. اليوم فقط بدأنا، ولن نقبل نحن الطلاب أن تكون جامعتنا متورّطة في الإبادة الجماعية".
تجدر الإشارة إلى أنّ جامعة ساسكس كانت من أولى الجامعات في بريطانيا التي سُجّلت فيها تحرّكات طالبية ضدّ نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، وكانت لإدارة الجامعة في حينه مواقف ضدّ هذا النظام. كذلك خُصّصت منح لطلاب من جنوب أفريقيا، وأُطلق اسم نيلسون مانديلا على إحدى القاعات المركزية في الجامعة.
من جهتها، تقول الطالبة اللبنانية زينة المشاركة في تحرّك طلاب جامعة ساسكس لـ"العربي الجديد": "ننفّذ هذا النشاط حتى تستمع لنا إدارة الجامعة، لأنّها لم تفعل في خلال تظاهراتنا في الأشهر السبعة الأخيرة". وتشدّد على أنّ "لا يمكن تجاهل نشاطنا. نحن الآن في مركز الجامعة، ونأمل تحقيق سحب الاستثمارات من الشركات التي تموّل الإبادة". وتصف زينة تفاعل الطلاب بأنّه "رائع جداً. واليوم نرى طلاباً كثيرين من خلفيات متعدّدة، معنا هنا. نحن هنا وسوف نبقى حتى تحقيق المطالب".