- الأستاذة إليانور ستاين تشارك تجربتها في احتجاجات 1968، مقارنةً إياها بالحراك الطلابي الحالي، مؤكدةً على أهمية الدفاع عن القضايا الأخلاقية وحقوق الإنسان.
- الطلاب يواجهون تحديات كبيرة بما في ذلك التهديد بالإيقاف وضغوطات سياسية، لكنهم يستمرون في مطالبهم للعدالة والسلام، مبرزين أن التضامن مع القضايا الإنسانية يتجاوز الحدود والزمان.
لم تنس المحاضرة في مجال تغير المناخ وحقوق الإنسان في جامعة ولاية نيويورك، إليانور ستاين، مشاركتها طلاب جامعة كولومبيا خلال احتجاجات عام 1968 المناهضة للحرب على فيتنام والعنصرية، وتعرضها للاعتقال من قبل عناصر الشرطة الأميركية، وهو ما تصفه بالموقف الأخلاقي الذي يكرره طلاب ذات الجامعة من خلال تضامنهم مع غزة ضد الحرب الإسرائيلية على القطاع قائلة: "العنصر الرئيسي في جامعة كولومبيا في عام 1968 واليوم هو أن الطلاب يتخذون موقفاً حيال أكبر قضية أخلاقية في عصرهم"، مضيفة "في وقتي كان الأمر يتعلق بفيتنام والعنصرية، أما اليوم هو احتلال غزة والإبادة الجماعية".
طلاب جامعة كولومبيا... وقود الحراك الطلابي الداعم لغزة
وبرز حراك طلاب جامعة كولومبيا الأميركية مؤخراً بوصفه الوقود للحراك الطلابي الرافض للحرب الإسرائيلية على غزة، وقد سبق أن كانت ذات الجامعة مسرحاً لاحتجاجات أخرى كتلك المناهضة لحرب فيتنام (1954- 1975)، والعنصرية في الولايات المتحدة، وفضلاً عن كونها الجامعة التي انطلقت منها شرارة المظاهرات الداعمة لفلسطين وامتدت إلى جامعات أخرى في الولايات المتحدة وحول العالم في الآونة الأخيرة، تبرز جامعة كولومبيا بتاريخها الحافل بالتظاهرات الطلابية.
وعن مشاركتها في احتجاجات 1968، ذكرت ستاين أنها انضمت إلى الاعتصام في قاعة هاميلتون، وأنهم ظلوا نحو أسبوع في القاعة، وكان الطلاب يواصلون احتجاجاتهم في أربعة مبانٍ بالحرم الجامعي، موضحة أنه جرى استدعاء الشرطة إلى الحرم الجامعي صباح 30 أبريل حيث تم اعتقال أكثر من 700 طالب وإصابة حوالي 150 طالباً في تلك العملية، مضيفة أن "التظاهرات لم تنته بالاعتقالات، بل على العكس اشتدت، كما هو الحال في يومنا".
وذكرت ستاين أن ثمة "محاولات تبذل لإسكات" دعم الطلاب والأساتذة لفلسطين، موضحة "محاولة حجب (دعم) فلسطين بالقوة بدأت قبل وقت طويل من دخول الشرطة إلى الحرم الجامعي، وتطورت الأحداث بشكل طبيعي واتسعت، لأنه ببساطة يمكنك إبعاد طالب أو فصله، لكن لا يمكنك إبعاد فكرة"، مشيرة إلى العدد الكبير للمؤسسات التعليمية المدمرة في غزة و الطلاب والأكاديميين الذين فقدوا حياتهم، قائلة "حتى الآن لم أسمع تعبيراً عن التضامن أو القلق أو الغضب من جامعة واحدة في الولايات المتحدة"، مردفة "لو كانت جامعة في إسرائيل، أو فرنسا، أو أي مكان آخر في العالم تم تدميرها في صراع، لكان هناك رد فعل كبير من الأكاديميين في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة. لكن حتى الآن هناك صمت تام (بخصوص غزة)، وهذا أمر لا يغتفر".
من جانبها أشارت الأكاديمية التركية والأستاذة المساعدة في قسم التاريخ بجامعة كولومبيا، نسليهان شن أوجاق، خلال مقارنتها بين مظاهرات عام 1968 وتلك الجارية الآن، إلى أن طلاب الجامعة يبدون "متشائمين" بشأن تلبية مطالبهم خلال المظاهرات المؤيدة لفلسطين، واستبعدت "استجابة إدارة الجامعة لمطالب المحتجين"، قائلة إن "احتمال حدوث ذلك ضئيل جداً". موضحة أن إدارة الجامعة "تريد توجيه تهم خطيرة" إلى الطلاب الموقوفين وأن معظم هؤلاء الطلاب قد ينالون عقوبات مثل الإيقاف أو حتى الفصل من الجامعة، في ظل وجود ضغوط على إدارة الجامعة من الكونغرس الأميركي سواء من الجمهوريين أو الديمقراطيين، وقالت إن أحد الاختلافات بين احتجاجات عام 1968 واحتجاجات هذا العام كان في جلسات الاستماع للطلاب المعتقلين، وأكدت أن الطلاب يُمنعون حالياً من إحضار محامين إلى الجلسات، بينما كان الوضع مختلفاً في احتجاجات 1968، إذ كان من حق الطلاب آنذاك الاستعانة بمحامي".
احتجاجات طلاب جامعة كولومبيا.. 50 عاماً من الذاكرة
قبل أكثر من 50 عاماً، كانت الجامعة رائدة لمظاهرات طلابية ضد العنصرية والتمييز، ومعقلاً لاحتجاجات مناهضة لحرب فيتنام، ففي عام 1968، نظم طلاب بجامعة كولومبيا مظاهرات احتجاجاً على مشاركة إدارة جامعتهم في معهد التحليلات الدفاعية (IDA)، الذي يقال إنه أجرى أبحاثاً عسكرية حول الأسلحة المستخدمة في حرب فيتنام بالتعاون مع الحكومة.
في اليوم الأول للمظاهرات في 23 إبريل/ نيسان 1968، وبمشاركة ما يقرب من 300 شخص، بدأ طلاب في الاحتجاج داخل الحرم الجامعي، مطالبين بإنهاء الحرب على فيتنام ووقف المشاركة بالبحوث العسكرية، واتسعت المظاهرات أيضاً للاحتجاج على التمييز العنصري، حيث قام طلاب بدخول صالة ألعاب رياضية كان من المزمع بناؤها بالقرب من حديقة مورنينجسايد في نيويورك، للضغط على إدارة الجامعة لوقف بنائها، لأنها كانت تحمل شبهة عنصرية.
وكما حدث في المظاهرات التي جرت هذا العام دعماً لفلسطين، احتل طلاب قاعة "هاميلتون هول" في الحرم الجامعي، عام 1968، وبقوا هناك لعدة أيام، وواصلوا احتجاجاتهم في أربعة مبانٍ أخرى، وإثر ذلك طلبت إدارة الجامعة المساعدة من شرطة نيويورك، ليدخلوا في مواجهات مع الطلاب أدت لاعتقال أكثر من 700 شخص وإصابة حوالي 150 شخصًا.
وبصورة مشابهة لما حصل قبل 56 عاما، أقام طلاب بجامعة كولومبيا، منتصف شهر أبريل من هذا العام، مخيمات في الحرم الجامعي لدعم فلسطين، واقتحموا مبنى "هاميلتون هول"، وبينما تم اعتقال 108 طلاب في اليوم الأول الذي تم فيه استدعاء الشرطة إلى الحرم الجامعي ، امتدت التظاهرات الطلابية إلى جامعات أخرى في الولايات المتحدة خلال وقت قصير، ويطالب الطلاب المحتجين إدارة جامعاتهم بوقف الاستثمارات المرتبطة بإسرائيل وإنهاء الإبادة الجماعية في غزة.
(الأناضول، العربي الجديد)