لقي ما لا يقل عن 41 شخصاً حتفهم، بعدما اجتاحت الفيضانات الموسمية شمال شرقي الهند وبنغلادش، ما أدى إلى غرق ملايين المنازل، وتشرد ملايين الأشخاص، وتم تحويل مدارس إلى ملاجئ بشكل طارئ لإيواء سكان القرى التي غمرتها المياه في غضون ساعات.
في ولاية آسام الهندية، لقي تسعة أشخاص على الأقل حتفهم جراء الفيضانات، بينما رأى مليونا شخص منازلهم غارقة في مياه الفيضانات، حسب ما أفادت وكالة إدارة الكوارث الحكومية، كما تسببت الصواعق في أجزاء من بنغلادش في مقتل 21 على الأقل منذ أمس الجمعة.
وطلب كلا البلدين من الجيش المساعدة في مواجهة الفيضانات الشديدة، التي يمكن أن تتفاقم بسبب توقع استمرار هطول الأمطار خلال عطلة نهاية الأسبوع، حيث فاض نهر براهمابوترا، أحد أكبر الأنهار في آسيا، وأغرق 3 آلاف قرية وأراضي زراعية في 28 مقاطعة من أصل 33 في ولاية آسام.
في آسام، تضرر أكثر من 1.8 مليون شخص من الفيضانات بعد خمسة أيام من الأمطار المستمرة، وقال رئيس وزراء الولاية، هيمانتا بيسوا سارما، للصحافيين، إنه طلب من مسؤولي المنطقة تقديم "كل المساعدات والإغاثة اللازمة" للمتضررين من الفيضانات.
زاد الوضع سوءا صباح السبت، بعد توقف موقت للأمطار بعد ظهر الجمعة، وقال أمين حكومة منطقة سيلهيت، مشرف حسين، إن "الوضع سيء. أكثر من أربعة ملايين شخص عالقين بسبب الفيضانات. المنطقة بأكملها تقريبا محرومة من الكهرباء".
وتقول هيئة الأرصاد الجوية إن الفيضانات ستتفاقم خلال اليومين المقبلين بسبب هطول أمطار غزيرة متوقعة في بنغلادش وشمال شرق الهند.
وقبل هطول الأمطار هذا الأسبوع كانت منطقة سيلهيت تتعافى من أسوأ فيضانات شهدتها منذ نحو عقدين في نهاية مايو/أيار، وقد ادت مياه الفيضانات القادمة من شمال شرق الهند إلى تصدع سد كبير على نهر البراق المشترك بين البلدين، وغمرت المياه مائة قرية على الأقل وأسفرت عن مصرع عشرة أشخاص على الأقل.
وقال سانجاي أونيل، المسؤول في محطة الأرصاد الجوية في غوهاتي عاصمة ولاية آسام: "نتوقع هطول أمطار معتدلة إلى غزيرة في عدة أجزاء من ولاية آسام حتى الأحد".
وجرى إلغاء العديد من خدمات القطارات في الهند وسط هطول أمطار متواصلة خلال الأيام الخمسة الماضية، وفي بلدة هافلونغ بجنوب ولاية آسام، كانت محطة السكة الحديد مغمورة بالمياه ورواسب الوحل والطمي.
وطُلب من الجيش الهندي مساعدة وكالات الاستجابة للكوارث في إنقاذ الأشخاص الذين تقطعت بهم السبل، وتوفير الغذاء والضروريات لأولئك الذين غمرت مياه الفيضانات منازلهم، وقال مسؤول بالجيش "نستخدم الزوارق السريعة والطوافات القابلة للنفخ لإنقاذ المتضررين من الفيضانات".
تعليق العمل بمطار في بنغلادش بسبب الفيضانات
وفي بنغلادش، كانت المناطق القريبة من الحدود الهندية هي الأكثر تضرراً، وكانت مستويات المياه في جميع الأنهار الرئيسية في جميع أنحاء البلاد مرتفعة، وفقاً لمركز لتنبؤات الفيضانات في دكا عاصمة البلاد، ويوجد في البلاد نحو 130 نهراً.
وقال المركز إن حالة الفيضانات من المرجح أن تتدهور في منطقتي سونامغانج وسيلهيت الأكثر تضرراً في المنطقة الشمالية الشرقية، وكذلك في مناطق لالمونيرات وكوريغرام ونيلفاماري ورانجبور شمالي بنغلادش.
كما عُلّقت الرحلات الجوية في مطار عثماني الدولي في سيلهيت لمدة ثلاثة أيام، حيث اقتربت مياه الفيضانات من الوصول إلى المدرج، بحسب حافظ أحمد، مدير المطار.
وتهدد الفيضانات باستمرار ملايين الأشخاص في بنغلادش، البلد الذي يقع على ارتفاع منخفض. لكن خبراء يقولون إن تغير المناخ يزيد من وتيرتها وشدتها ويضعف إمكانية توقع حدوثها.
وبنغلادش، التي يبلغ عدد سكانها 160 مليون نسمة، دولة منخفضة وتواجه تهديدات من الكوارث الطبيعية المرتبطة بتغير المناخ مثل الفيضانات والأعاصير.
وفقاً للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة، سيحتاج حوالي 17 في المائة من سكان بنغلادش إلى إعادة توطينهم خلال العقد القادم أو نحو ذلك، إذا استمر الاحترار العالمي بالمعدل الحالي.
(فرانس برس، أسوشييتد برس)