يستيقظ عمر ويسابق الوقت للتوجّه إلى المدرسة، كما عادته. وفي حين أنّ صيام رمضان للمرّة الأولى جعل الصغير المغربي البالغ من العمر سبعة أعوام ثقيل الخطى، يأتي تشجيع والدته والهدية الموعودة ليشكّلا له دافعاً لإكمال يومه. فبعد الإفطار، سيُحتفى به عبر تصويره كأنّه في حفلة عرس مع كلّ الأجواء المرافقة.
تحرص عائلات كثيرة في المغرب على أن يكون صيام أبنائها الأوّل في يوم حلول ليلة القدر (27 رمضان)، أو أن يكون هذا اليوم من ضمن الأيام التي يصومها هؤلاء الصغار، نظراً إلى مكانة هذه الليلة ورمزيّتها في الشهر الكريم.
وفي الفترة التي تسبق بدئهم خوض الصيام للمرّة الأولى، يتحضّر الأطفال لما ينتظرهم من "مكافأة" بعد انتهاء اليوم، وكلّهم شوق إلى خوض التجربة.
لباس تقليدي وتوثيق الفرحة
بعد تناول الإفطار، تتوجّه عائلات كثيرة مع أطفالها إلى استوديوهات التصوير باللباس التقليدي. والاستديوهات تكون مستعدّة لهذا الحدث الاستثنائي السنوي، فتُوَفَّر مواقع تصوير عدّة في فضاءات تشبه قاعات الأعراس، إلى جانب العمارية (هودج لحمل العريس أو العروس) وحصان مسرج وملابس عصرية وتقليدية وأضواء بمختلف الألوان وفرق موسيقية تقليدية تُضفي على المكان رونقاً وأجواءً حماسية.
وتشهد مداخل الاستوديوهات ازدحاماً كبيراً، إذ ينتظر الأطفال دورهم لتسجيل ذلك والاحتفاظ بالصور للذكرى. ويشارك الجميع في الاحتفال؛ فكلّما حان دور أحد تُلتقَط له صور بلباس العرس ثمّ في أثناء امتطائه حصاناً.
وفي هذه المناسبة المميّزة، ترتدي الفتيات "التكشيطة" والفتيان الجلباب أو "الجابدور"، الأمر الذي يجعل يوم هؤلاء الصغار استثنائياً، إذ إنّهم يعيشون فرحة الصيام والاحتفال.
مهرجان العرس المغربي
من سياق متّصل، تختار عائلات أخرى كثيرة اصطحاب أطفالها إلى مهرجان العرس المغربي التقليدي في العاصمة الرباط، وهو من تنظيم غرفة الصناعة التقليدية بالرباط (حكومية). وهذا المهرجان الذي بدأ يوم الاثنين في العاشر من إبريل/ نيسان الجاري ينتهي غداً الأربعاء في 19 منه.
ويوفّر هذا المهرجان أمكنة خاصة للتصوير بحسب معايير العرس المغربي، بالإضافة إلى فضاءات أخرى لعرض كلّ ما يرتبط بالأعراس.
وقبل عملية التصوير، تعمل "النكافة" (المرأة التي تزيّن العروس) على وضع لمساتها الخاصة على الأطفال، سواء من خلال اللباس والحلي أو من خلال تعليمهم كيفية الجلوس من أجل التقاط صورهم.
وتحرص العائلات من خلال الاحتفال بأطفالها على الحفاظ على العادات والتقاليد، سواء بحملهم فوق العمارية أو بإلباسهم التكشيطة أو باختيار نوعية اللباس الذي قد يكون فاسياً وأمازيغياً وريفياً، وقد يختلف ما بين تقليدي وعصري.
تجدر الإشارة إلى أنّ موسم الاحتفالات هذا ذا الطابع الروحاني زاخر بعزف الموسيقى الخاصة وإطلاق الزغاريد ابتهاجاً وكذلك الصلاة.
(الأناضول)