ما هي حقيقة أضواء الزلزال؟

15 سبتمبر 2023
ما بعد الزلزال (فيليب لوبيز/ فرانس برس)
+ الخط -

نشر العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو وصور تشير إلى ظهور أضواء كثيفة في سماء المغرب أو ما يشبه البرق قبل الزلزال وأثناء حصوله، لتتحول إلى جدل بين الناشطين والخبراء حول مدى صحة وجودها. ولطالما حيرت هذه الأضواء العلماء الذين لم يتمكنوا من فهم أسباب ظهورها. إلا أن كثرة الحديث عنها أخيراً، وتحديداً بعد ظهورها قبل الزلازل التي ضربت مناطق في تركيا وسورية ثم المغرب، طرحت علامات استفهام حول ماهيتها. لكن هل من علاقة علمية بين الضوء في السماء وما يحدث في باطن الأرض؟
يشير العديد من الخبراء الجيولوجيين إلى غياب التفسيرات العلمية الدقيقة حول هذه الظاهرة. ويقول عدد من هؤلاء لشبكة "سي أن أن" الأميركية إن الأضواء التي تضيء السماء وتشبه الانفجارات لا تزال محيرة بالنسبة إليهم، وما من تفسير علمي واضح لأسباب حدوثها. ويوضح أستاذ الفيزياء في جامعة سان ماركوس الوطنية في ليما (البيرو)، خوان أنطونيو ليرا كاتشو، أن هذه الأضواء حقيقية وقد تترافق مع الزلازل، لكن ما من تفسير لحدوثها.
ويقول عالم الجيوفيزياء المتقاعد جون دير، الذي كان يعمل في هيئة المسح الجيولوجي الأميركية، إن هذه الانفجارات من الضوء الساطع المتراقص بألوان مختلفة، حيرت العلماء لفترة طويلة، ولا يوجد حتى الآن إجماع حول أسبابها، لكنها "حقيقية بالتأكيد". أضاف أنها قد تكون مرتبطة بطبيعة الزلزال ومدى قوته، ولا يوجد أي سبب واضح لحصولها.
وتعرف هيئة المسح الجيولوجي الأميركية أضواء الزلزال بأنها ظاهرة تشبه البرق والتوهجات الإشعاعية، ويختلف الجيوفيزيائيون حول طبيعة التقارير العلمية التي تتناولها. تضيف أن العلماء انقسموا بين مؤيدين للتقارير الصادرة عن الجيولوجيين، والتي تتحدث عن وجود إضاءة غير عادية بالقرب من وقت حدوث الزلزال ومركزه، فيما يشكك البعض الآخر في هذه التقارير. فئة ثالثة من العلماء ترى أن هذه الإضاءة ربما تكون مرتبطة بالاهتزازات التي تضرب شبكات الكهرباء أثناء وقوع الزلازل.

تجربة علمية

قام أستاذ الفيزياء المساعد في جامعة سان خوسيه الحكومية فريدمان فرويند، والباحث في أحد مراكز الأبحاث التابعة لناسا،  بتطوير نظرية ضوء الزلازل، وخلص إلى أسباب عدة قد تؤدي إلى ظهورها بحسب مجلة "ناشيونال جيوغرافيك"، وأشار وزملاؤه إلى أن هذه الأضواء ناتجة عن شحنات كهربائية يتم تنشيطها في أنواع معينة من الصخور أثناء النشاط الزلزالي، وأطلقوا على أبحاثهم تلك "نظرية أضواء الزلازل".


وبحسب الخبراء، يمكن أن تتخذ أضواء الزلازل أشكالاً مختلفة. فإما تأتي على شكل برق، أو قد تكون مثل شريط مضيء في الغلاف الجوي يشبه الشفق القطبي. وفي أحيان أخرى، قد تظهر على شكل ألسنة لهب، أو ومضات صغيرة من النور. 
وبحسب فرويند، قد تكون هذه الإضاءة مرتبطه بما يحصل في باطن الأرض. ويعتقد بأن الشوائب الموجودة في بلورات الصخور، والتي تتعرض لضغط ميكانيكي بسبب الزلازل، تحدث هذه الإضاءة. يضيف: "قبل الزلازل، كانت كميات هائلة من الصخور - في القشرة الأرضية - تتعرض للضغط، فتولد الكهرباء، فيما رجح خبراء آخرون أن هذه الإضاءة ناتجة عن تكسر الصخور وانبعاث غاز الرادون".

وفي 12 نوفمبر/ تشرين الثاني 1988، أبلغ الناس عن ظهور كرة من الضوء أرجوانية وردية ساطعة على طول نهر سانت لورانس في كيبيك، وقبل 11 يوماً من وقوع زلزال قوي في منطقة بيسكو (البيرو)، عام 2007. وظهرت أضواء وكانت عبارة عن ومضات ساطعة أضاءت السماء. كما أظهر مقطع فيديو التقط في الصين قبل وقت قصير من زلزال سيتشوان عام 2008 سحباً مضيئة تطفو في السماء. وقبل زلزال عام 2009 في لكويلا بإيطاليا، تمت مشاهدة لهيب الضوء يومض فوق شارع حجري.