تستمر المعاناة في مخيمات النازحين بالشمال الغربي السوري مع اختلاف فصول السنة. فبعد نهاية فصل الشتاء البارد وغرق الخيام في الوحل، جاء فصل الصيف بحرارته التي تؤدي إلى انتشار الحشرات في معظم المخيمات.
وكان الوضع جيدا في مخيم "نسيم الشام" الواقع على طريق كللي باتبو، حيث كانت سرعة الرياح تمنع انتشار الحشرات، لكن السكان عبروا عن تخوفهم مع توقعات الأرصاد الجوية بانخفاض سرعة الرياح.
وتقول النازحة من قرية جبالا بريف إدلب الجنوبي زهرة فارس الإبراهيم، لـ"العربي الجديد": "الحياة سيئة هنا، في النهار الحرارة مرتفعة، والماء حار، ولا أملك مروحة لترطيب الأجواء، وفي الليل تنتشر الحشرات، فلا نستطيع النوم".
ويقول النازح عمر عبد الرزاق المصطفى، لـ"العربي الجديد": "حياة الخيام ليست حياة طبيعية، لكن ليس باليد حيلة. نعاني من برد الشتاء ومن حرارة الصيف، ونتعرض حاليا لانتشار البعوض والجرذان، وأحيانا العقارب والأفاعي، لدي ستة أطفال، ولا أستطيع شراء ناموسية تحميهم من البعوض، وأتمنى أن توفر منظمات المجتمع المدني لنا بعض المستلزمات".
ويشير النازح صفوان المصطفى إلى أن "غياب شبكة الصرف الصحي يفاقم انتشار الحشرات في المخيم، ولا تقتصر المشكلة على الحشرات، فقد قتل شباب المخيم العام الماضي أفعى وأكثر من ثلاثين عقربا".
وأزمة انتشار العقارب والأفاعي والحشرات قديمة ومتجددة، ويعاني منها معظم نازحي مخيمات الشمال السوري، خاصة المخيمات العشوائية التي شيدت في مناطق وعرة بريف إدلب الشمالي الغربي، كون هذه المناطق بيئة طبيعة للعقارب والأفاعي.
وفي المخيمات التي شيدت في أراض زراعية أو على أراض ترابية من دون بنية تحتية، يعيش النازحون المعاناة ذاتها، ويشتكون بالدرجة الأولى من الذباب، ومن تسلل الأفاعي والعقارب إلى داخل خيامهم.
ويزيد سوء الوضع في المخيمات القريبة من مكبات القمامة، خاصة بمنطقة مشهد روحين، التي تضم تجمعا لمخيمات شيدت في عام 2020، بعد سيطرة النظام السوري على المناطق الجنوبية من محافظة إدلب، بالإضافة لمناطق من الأجزاء الشمالية في محافظة حماة التي كانت تسيطر عليها فصائل المعارضة السورية.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
