- مدير عام مركز "سيدار" للدراسات القانونية يشير إلى انطلاق عدة قوارب من شمال لبنان باتجاه قبرص، معظمها تحمل عائلات سورية، وتأكيد على معاناة هذه العائلات ورغبتهم في العودة إلى لبنان رغم الصعوبات.
- تفاقم معاناة المهاجرين بسبب الخطاب التحريضي ضدهم في لبنان وإجراءات الترحيل، بينما تنبه "ألارم فون" إلى منع السلطات القبرصية لقوارب المهاجرين والظروف القاسية التي يعيشونها، مع التزام الرئيس القبرصي بالعمل مع لبنان لحل قضية الهجرة غير النظامية.
في وقت يتصاعد فيه الخطر والضغط على اللاجئين السوريين في لبنان، تعود مأساة الهجرة غير النظامية عبر البحر إلى الواجهة مجدداً. فقد أوقف الجيش اللبناني، اليوم الأربعاء، قارباً يحمل مهاجرين غير نظاميين من عائلات سورية، بعدما أعادته السلطات القبرصية إلى المياه اللبنانية.
تقارير صحافية عربية وقبرصية تشير إلى أن خمسة قوارب تحمل ما لا يقل عن 500 مهاجر انطلقت من لبنان، واحتجزت من قبل خفر السواحل القبرصي، وعادت قوارب أخرى إلى ميناء طرابلس في الشمال اللبناني.
وفي هذا السياق، يؤكد محمد صبلوح، مدير عام مركز "سيدار" للدراسات القانونية، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن "هناك عدداً من القوارب، دون وجود إحصاء رسمي دقيق به، قد انطلق من شمال لبنان باتجاه قبرص قبل أيام". ويرجح أنّ "معظم الركاب في تلك القوارب هم عائلات سورية. ومن بين هؤلاء، عاد بعضهم إلى لبنان بعد منعهم من قبل السلطات القبرصية من المرور"، مشيراً إلى أنه "رغم الصعوبات التي يواجهونها، فإنهم يُطالبون بالعودة إلى لبنان".
ويشير صبلوح إلى أنّ 3 مراكب عادت إلى شاطئ المنية، شمالي لبنان، وقد وقع واحدٌ منها في قبضة الجيش اللبناني، وهناك تضارب في المعلومات حول عدد الركاب، بين 300 و500، لكن المخاوف تبقى على مصيرهم، واحتمال تسليمهم إلى النظام السوري، لافتاً إلى أنه "حتى الآن لم يُبلّغ عن وقوع ضحايا أو إصابات، علماً أنّ هناك من عمد إلى رمي نفسه في البحر، والسباحة نحو الشاطئ".
ويلفت صبلوح إلى أن "المهاجرين يعتبرون فريسة لعصابات التهريب، التي تعمل تحت غطاء أمني غامض، دون معرفة الأسباب الحقيقية وراء ذلك. يُخاطرون بحياتهم ويضعون كل ما لديهم في مواجهة الظروف القاسية التي يعيشونها". وأشار إلى أن "حالتهم تفاقمت بشكل ملحوظ في ظل التصاعد الخطير للخطاب التحريضي ضد السوريين في لبنان، وتصاعد الدعوات إلى طردهم، إلى جانب إجراءات الترحيل التي تهددهم بتسليمهم إلى نظام الأسد في سورية".
كذلك يشير صبلوح إلى أن صفحة "ألارم فون" المعنية بدعم المهاجرين عبر منصة "أكس" نبّهت أمس إلى أن السلطات القبرصية منعت خمسة قوارب من الإبحار، وهناك أشخاص محاصرون في البحر منذ أربعة أيام، ويعيشون ظروفاً قاسية جداً، بلا طعام أو ماء، وهم بحاجة ماسّة إلى المساعدة، وبعض الركاب يعانون من مشاكل صحية.
في 8 إبريل/نيسان الجاري، أجرى الرئيس القبرصي نيكوس خريستودلويدس محادثات واسعة في بيروت مع المسؤولين اللبنانيين بشأن ملف الهجرة غير النظامية. وأكد خلال هذه المحادثات التزامه مع لبنان بالعمل على حفظ أمن الدولتين وأمن شرق البحر المتوسط.
وجرى التوافق، وفقاً لبيان صادر عن رئاسة الحكومة اللبنانية، على أنّ قبرص ستسعى لدى الاتحاد الأوروبي لوضع إطار عملي مع لبنان، على غرار التعاون بين الاتحاد الأوروبي وكل من مصر وتونس. ومن المتوقع أن تمنح هذه الخطوة الحكومة اللبنانية المزيد من المساعدات الضرورية، وتوفر حوافز للنازحين السوريين للعودة إلى بلادهم.
وعلّقت قبرص، السبت الماضي، معالجة كل طلبات اللجوء التي قدمها سوريون، بذريعة أنّ أعداداً كبيرة منهم لا تزال تصل إلى الجزيرة عبر قوارب تنطلق خصوصاً من سواحل لبنان.
تعود قضية الهجرة غير الشرعية إلى الواجهة مجدداً عبر السواحل اللبنانية، حيث يواجه اللاجئون السوريون معاناة متزايدة، خاصة بعد حادثة خطف وقتل المسؤول في حزب القوات اللبنانية، باسكال سليمان، على يد عصابة سورية، ما زاد الخطاب التحريضي ضد السوريين بشكل ملحوظ. وتزايدت الإجراءات القمعية وحملات التفتيش على اللاجئين، مما تسبب في تعرض بعضهم للاعتداء في مناطق مختلفة من لبنان، بما في ذلك بيروت وكسروان وجبيل.