مع ساعات الصباح الباكر، ينطلق الثلاثيني محمد أبو دقة نحو أرضٍ زراعية مليئة بأشجار الزيتون جنوبي قطاع غزة، حاملاً المعدات التي يحتاجها لقص أغصان تلك الأشجار. من بين ما يحمله منشار كهربائي لقص الأغصان، وفأس قديم لتحويل أخشاب الأشجار إلى قطع صغيرة تستخدم كحطب للتدفئة. ويبيع أبو دقة الحطب خلال فصل الشتاء في مقابل مردود مادي بالكاد يكفيه لتلبية احتياجات أسرته. يقول إنه لجأ إلى هذه المهنة بعدما فقد الأمل في الحصول على فرصة عمل بشهادته الجامعية، مضيفاً أن جمع الحطب بات مصدر دخله الوحيد، بالإضافة إلى عاملين اثنين يساعدانه في العمل. ويوضح أنه في ظل الوضع الاقتصادي المتردي في القطاع، يعمل الشاب الفلسطيني في مهن لا علاقة لها بمجاله الدراسي أو وضعه الاجتماعي، مضيفاً أن مهنة جمع الحطب موسمية، ويعدها البعض "تراثية ونادرة، في ظل انخفاض أعداد العاملين فيها بالمقارنة مع ما كانت عليه في السابق".
يتابع أبو دقة: "البدائل الكهربائية التي ظهرت في العصر الحديث، والتي تقلل الحاجة لاستخدام الحطب، أدت إلى ندرة وجود هذه المهنة". ويذكر أنه رغم ذلك، فإن فئة من سكان القطاع ما زالت تتردد على المحال التي تبيع الحطب لشرائه، لكن بكميات أقل، مقارنة بالكميات التي كانت تُباع قبل سنوات.
وفي فصل الشتاء، يلجأ فلسطينيون لاستخدام الحطب كمصدر للتدفئة داخل المنازل وفي الأماكن المفتوحة، كما يستخدمه البعض كبديل عن الغاز لطهي الطعام.
(الأناضول)