طالب آلاف الموظفين في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، برحيل مدير عمليات المؤسسة الأممية في قطاع غزة ماتياس شمالي عن منصبه بشكل فوري، بعد تصريحاته الأخيرة التي تحدّث فيها عن دقة الضربات العسكرية الإسرائيلية خلال العدوان الأخير.
وشارك موظفو أونروا في تظاهرة حاشدة دعا لها اتحاد الموظفين العرب في المؤسسة الأممية، اليوم الإثنين، بعنوان "ارحل ماتياس"، لمطالبة المفوض العام فيليب لازاريني بإقالة مدير العمليات في غزة وفتح تحقيق في تصريحاته الأخيرة.
ورفع الموظفون المشاركون لافتات كتب عليها باللغتين العربية والإنكليزية "ارحل يا ماتياس" و "عليك أن تغادر من منصبك" و "أين أنت من جرائم الاحتلال بحق المدنيين والأطفال" و"إنجازاتك تتمثل في خفض المساعدات الإغاثية وتقليص أعداد العاملين وزيادة أعداد الطلبة في المدارس".
وبموازاة اللافتات وترديد الشعارات الغاضبة ضد شمالي، رفع الموظفون صوراً لأطفال وطلبة مدارس استشهدوا في الغارات الإسرائيلية التي طاولت منازلهم وبيوتهم خلال العدوان الأخير على القطاع، وأخرى توثق أسماءهم والمستويات الدراسية الخاصة بهم.
في الأثناء، قال رئيس اتحاد الموظفين العرب في أونروا أمير المسحال، إن المؤسسة الأممية مطالبة بإقالة شمالي فوراً باعتباره شخصاً غير مرغوب به في القطاع بعد تتالي أخطائه وانحيازه الواضح للرواية الإسرائيلية على حساب اللاجئين وحقوقهم.
وأضاف المسحال في كلمته خلال التظاهرة الحاشدة، أن شمالي بتصريحاته الأخيرة أثار الجدل ورفع حالة الغضب ضده، لا سيما من اللاجئين على وجه الخصوص، مشدداً على أن السنوات الأخيرة التي قاد فيها عمليات أونروا شهدت فشلا في شتى المجالات والبرامج.
وطالب رئيس اتحاد الموظفين العرب، المؤسسة الأممية بتحمل مسؤولياتها تجاه اللاجئين والبدء في حصر الأضرار التي تعرض لها القطاع على صعيد اللاجئين ومنازلهم، والقيام بدورها تجاه أكثر من 1.2 مليون فلسطيني يعيشون في القطاع.
وأشار المسحال، إلى أن أونروا لم تقم خلال العدوان بدورها تجاه اللاجئين الذين نزحوا إلى المدارس هرباً من القصف الإسرائيلي وإدخال المساعدات الشعبية لهم، لافتاً إلى أن اتحاد الموظفين لن يقف مكتوف الأيدي أمام التقصير الحاصل.
وبحسب رئيس اتحاد الموظفين العرب، فإن الكثير من القطاعات والبرامج تحتاج إلى المزيد من العاملين لتغطية العجز، كما هو حال القطاع التعليمي في أونروا الذي يعمل فيه قرابة 1300 معلم، لكنه يحتاج إلى توفير وتثبيت 500 معلم بشكل عاجل يعمل بعضهم بنظام المياومة.
وفي أعقاب الغضب الفلسطيني إثر تصريحات شمالي، أدلى مدير عمليات أونروا بتصريحات اعتذر فيها عن استفزازه مشاعر الفلسطينيين، لا سيما عوائل الشهداء والجرحى وأصحاب البيوت التي دُمرت بفعل القصف الإسرائيلي، إلا أن الاعتذار لم يخفف من المطالبات برحليه رسمياً عن منصبه.
إلى ذلك، قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أحمد المدلل لـ "العربي الجديد"، إن شمالي أصبح شخصاً منبوذاً في غزة وبات رحليه أمراً ضرورياً بالنسبة للفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية الخاصة باللاجئين، خصوصاً بعد تصريحاته الأخيرة التي عكست انحيازاً واضحاً للاحتلال.
وشدد المدلل على أن استمرار مدير عمليات أونروا الحالي في منصبه سيدفع الفصائل نحو رفع وتيرة الخطوات التصعيدية حتى رحليه تماماً عن منصبه، مؤكداً أن الشارع الفلسطيني يرى في رحيل شمالي عن منصبه أمراً منتهياً كون تصريحاته بمثابة "سقطة" لمسؤول في مؤسسة أممية.
ووفقاً للقيادي في الجهاد الإسلامي، فإن الفترة المقبلة ستشهد المزيد من الأنشطة والفعاليات للضغط على أونروا لاستبدال شمالي ورحليه عن منصبه، في ضوء الفشل الذريع الذي شهدته مختلف الأنشطة والبرامج المقدمة لمئات الآلاف من اللاجئين منذ توليه إدارة العمليات.
وكثيراً ما طالبت لجان اللاجئين الشعبية والفصائل الفلسطينية برحيل شمالي عن منصبه، بعد فصل عدد من الموظفين من عملهم، فضلاً عن توحيد المساعدات الإغاثية المقدمة للاجئين وحرمان الآلاف منها مطلع العام الجاري، إلى جانب وقف التوظيف في المؤسسة الأممية.