فيلم قصير عن مخدرات مخيم عين الحلوة

صيدا

انتصار الدنان

avata
انتصار الدنان
05 ديسمبر 2015
C48232DE-D211-4CFD-933C-C787B72F64CF
+ الخط -
لا تنتظر مجموعة من شباب مخيم عين الحلوة مبادرة خارجية تستهدف محاربة انتشار المخدرات في مخيمهم، بل يبادرون بأنفسهم ولو من خلال إمكانات متواضعة وتجهيزات ضعيفة

يعاني مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في صيدا (جنوبي لبنان) من مشكلة انتشار المخدرات، خصوصاً بين جيل الشباب. ويشير البعض إلى أنّ نسبة المتعاطين من بين شباب المخيم ترتفع عن النصف. وفي ظلّ ضعف المبادرات التي تولي هذه المشكلة اهتمامها، قررت مجموعة شبابية من قلب المخيم أن تطلق مبادرتها الخاصة.

الشاب عمر عماد الحسن (20 عاماً) عمل أخيراً مع مجموعة من الشباب على إنتاج فيديو قصير يحذر بطريقة غير مباشرة من أخطار المخدرات. وتشارك الشبان إنتاجهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي والتطبيقات الهاتفية خصوصاً "واتساب" ما أدى إلى انتشاره بشكل كبير.

يدرس الحسن التمريض في أحد معاهد مدينة صيدا. هو في السنة الثانية من الاختصاص. ومع ذلك فإنّ له اهتمامات أخرى. يقول: "كوّنت فرقة للتمثيل والإخراج مع مجموعة من شباب جيلي وجميعهم مثلي من سكان عين الحلوة، أطلقنا اسم أصحاب الأرض عليها، وهي تتألف من 8 أشخاص أساسيين، و35 ثانويين". يضيف: "أنتجنا في البداية فيلماً قصيراً مدته 12 دقيقة من دون صوت، حول جرائم القتل في المخيم، اعتمدنا فيه على الحركات الإيمائية". يتابع: "بعد ذلك كتبت قصة قصيرة عن المخدرات حولتها إلى فيلم، وهي تتمحور حول شخص يأتي إلى المخيم من ألمانيا فيؤسس عصابة لترويج المخدرات بمختلف أنواعها. ترسل الدولة بعد ذلك شخصاً اسمه الحانوتي (حفّار القبور) يعمل لحسابها ويؤسس مجموعة تهدف إلى القضاء على مجموعة الألماني مروج المخدرات. وتنجح في ذلك في نهاية الفيلم".

يقول الحسن: "كتبت القصة وأنتجت الفيلم عن المخدرات بالذات، لأنّ معظم أصدقائي تعاطوا المخدرات، ومنها الهيرويين والحشيش. ولي صديق منهم بدأ التعاطي عندما كان في الصف السابع الأساسي. ففكرة الفيلم الشخصية إبعاد أصدقائي عن هذا العالم الذي يؤدي دائماً إلى نتائج سيئة. كذلك كنت أعمل في مستشفى الأقصى داخل مخيم عين الحلوة، فشهدت على واقعة نقل أحد الأشخاص المدمنين وهو مصاب بنوبة عصبية حادة جداً بسبب المخدرات. لم نتمكن من تهدئته بأي شكل بسبب قوة تأثير المخدرات عليه".

يتابع: "لديّ ستة أصدقاء يتعاطون المخدرات. السبب الرئيس في ذلك بحسب ما يقولون أنّهم يريدون التسلية، ومحاولة نسيان ما يتعرض له الشباب الفلسطيني في لبنان من إحباط. فمخيم عين الحلوة مثلاً محاصر بالحواجز الأمنية التابعة للجيش اللبناني، وفرص العمل ضئيلة جداً للفلسطينيين. يضاف إلى ذلك الوضع الأمني السيئ في المخيم، بسبب المعارك الداخلية وانتشار جرائم القتل بشكل مستمر".

الفيلم الأخير الذي أنتجته عن المخدرات، ولاقى رواجاً كبيراً بداية من الأصدقاء وصولاً إلى الكثير من أهالي المخيم، بالترافق مع أصداء إيجابية، يسعى إلى دحر هذه الظاهرة القاتلة التي تقضي على الشباب الفلسطيني، بحسب الحسن. يقول: "التوعية التي أعمل عليها، وسأتابع، لن تكون فقط من خلال عرض أفلام، بل عبر حملات توعية سأنظمها مع مجموعتي الشبابية التي تؤيد هذه الفكرة". هي مجموعة شبابية يعتبر الحسن أكبر أفرادها بأعوامه العشرين، فيما يبلغ عمر أصغرهم 14 عاماً فقط.

أحمد السعيد أحد أفراد هذه المجموعة أيضاً. فلسطيني من عين الحلوة في الثامنة عشرة من العمر. درس اختصاص المحاسبة المهنية في أحد معاهد صيدا، ولم يجد عملاً. كذلك لم يتمكن من الانتساب إلى الجامعة. يقول السعيد: "لم أساهم في إنتاج فيلم المخدرات الأخير. ومع ذلك، شاركت في الفيلم الخاص بجرائم القتل في المخيم. الفيلم عبارة عن عروض راقصة بالترافق مع الموسيقى، تحذر من تلك الجرائم. هو يعبر عن رأينا في رفض الاقتتال الداخلي في المخيمات، ورفض كلّ جرائم القتل. كذلك، يعبر الفيلم الآخر عن رأينا في رفض الاتجار بالمخدرات وترويجها داخل المخيم، ما يؤدي إلى انتشارها وتعاطي الشباب لها". يتابع: "أفلامنا القصيرة هذه عبارة عن صرخة في وجه من يريد أخذنا إلى مكان لا نريده. نحن كشباب فلسطينيين من مخيم عين الحلوة نرفض أن نكون مرتهنين لأي فكر، أو أن نعمل بحسب ما يمليه علينا الآخرون. لذلك فأنا أشارك في التمثيل وعمر (الحسن) يكتب الشعر وقصص الأفلام، كما يشارك أفراد المجموعة الآخرون في التمثيل والتصوير وغيرهما. نحلم في تطوير أنفسنا، وإيصال رسائلنا إلى العالم من خلال أعمالنا ولو أنّها أعمال متواضعة".

إقرأ أيضاً: برامج خاصة للاجئات الفلسطينيات المتسرّبات

ذات صلة

الصورة
دبابة إسرائيلية على حدود لبنان من جهة الناقورة، 13 أكتوبر 2024 (Getty)

سياسة

اشتدت حدة المواجهات البرية بين حزب الله وجيش الاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان مع دخول المعارك شهرها الأول من دون أن تتمكن إسرائيل من إحكام السيطرة.
الصورة
قصف إسرائيلي في محيط قلعة بعلبك الأثرية، 21 أكتوبر 2024 (نضال صلح/فرانس برس)

سياسة

انضمّت مدينة بعلبك إلى الأهداف الإسرائيلية الجديدة في العدوان الموسَّع على لبنان تنفيذاً لسياسة الأرض المحروقة ومخطّط التدمير والتهجير الممنهج.
الصورة
أنشطة ترفيهية للأطفال النازحين إلى طرابلس (العربي الجديد)

مجتمع

أطلقت منظمات وجمعيات أهلية في مدينة طرابلس اللبنانية مبادرات للتعاطي مع تبعات موجة النزوح الكبيرة التي شهدتها المدينة خلال الفترة الأخيرة.
الصورة
دمار جراء غارات إسرائيلية على بعلبك، 25 أكتوبر 2024 (Getty)

سياسة

شنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي سلسلة غارات دموية على مناطق عدّة في محافظة بعلبك الهرمل اللبنانية أدت إلى سقوط عدد كبيرٍ من الشهداء والجرحى وتسجيل دمار كبير
المساهمون