وأوضح الباحثون بجامعة واشنطن، في نتائج دراستهم التي نشرت، اليوم الثلاثاء، في دورية "نيتشر" العلمية، أن آثار فيروس زيكا لا تقتصر على الحوامل والأجنة فقط، بل تمتد إلى الذكور.
وللوصول إلى نتائج الدراسة، حقن فريق البحث ذكور الفئران بفيروس زيكا، وبعد أسبوع عثر الباحثون على فيروس معدٍ في الخصيتين والسائل المنوي للذكور، ووجدوا أدلة على وجود جينات فيروسية في خلايا معينة بالخصيتين.
ووجد الباحثون أيضًا، أن خصيات الفئران المصابة بفيروس زيكا انكمشت إلى عُشر حجمها الطبيعي ودُمر تركيبها الداخلي. وقال فريق البحث "رأينا أدلة دامغة على تدمير الأنابيب المنوية المهمة لإنتاج السائل المنوي".
وأضافوا: "الفيروس يصيب منطقة لا تتجدد إذا ما أصيبت بعطب، وهذه هي المشكلة".
ورأى الباحثون، أن النتائج تقتصر على الفئران، حتى الآن، لكنها مثيرة للقلق بما يكفي لإجراء المزيد من الدراسات بسبب احتمال أن تكون هناك تداعيات لذلك على البشر.
ولا يوجد حاليًا لقاح معتمد ضد زيكا، فالطريق الوحيد لتجنب الإصابة به هو تجنب لسعات البعوض الذي ينقل الإصابة بالمرض.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية في الأول من فبراير/شباط الماضي، أن انتشار زيكا يمثل حدثًا طارئًا على مستوى العالم، مشيرة إلى احتمال ارتباطه باضطرابات عصبية منها صغر حجم الرأس لدى المواليد ومتلازمة جيلان-باريه التي يمكن أن تسبب الشلل.
وعثرت دراسات سابقة على أدلة تشير إلى أن زيكا يمكنه عبور حاجز المشيمة، لينتقل من الأم إلى الجنين خلال فترة الحمل، ويمكن أيضًا، أن يتسرب إلى أدمغة الأجنة في الرحم ويعمل على عرقلة نموها وتطورها.
وينتقل الفيروس بشكل أساسي عن طريق لسعات البعوض، لكن العلماء يدرسون أي احتمالات أخرى، وارتبط زيكا بآلاف من حالات الولادة بعيوب خلقية.
يقول خبراء منظمة الصحة، إن حدوث حالات وفيات جراء الإصابة بالفيروس أمر نادر، ومعظم حالات الإصابة لا تبدو عليها أيّ أعراض، ومن ثم يصعب فحصهم، لكن من بين الأعراض التي تم رصدها، ارتفاع متوسط في درجة الحرارة، والتهاب في العين، والصداع، وآلام المفاصل، وحكة في الجلد.