في مثل هذا اليوم من عام 2010 هاجم سرطان الثدي جسد الفلسطينية خديجة أحمد، وسكن جسدها مدّة سبع سنوات، داومت خلالها على جلسات العلاج بعد خضوعها لعملية جراحية لاستئصال الورم. وشُفيت خديجة من المرض بعد اكتشافها المُبكر له، على عكس تجربة والدتها التي فقدت حياتها بسبب الإصابة ذاتها قبل أعوام مضت.
اليوم حضرت الناجية من المرض معرض "بريق الأمل" الذي نظمه برنامج العون والأمل لرعاية مرضى السرطان، غرب مدينة غزة، بمشاركة عدد من الناجيات ومريضات ما زلن يعانين منه، بدعم من مؤسسات شريكة ركنت زوايا لها داخل المعرض، مخصصة 20 في المائة من ريعها لدعم تلك الفئة.
وقالت خديجة لـ"العربي الجديد": "بفضل الله والفحص المبكر للمرض، شُفيت بنسبة كبيرة، والآن آخذ علاجًا وقائيًا للحفاظ على سلامتي وحماية جسدي من عودة المرض"، مؤكدةً أن طريق النجاة من ذلك الورم هو الكشف المُبكر له، مشيرة إلى معرفتها بمرضها بعد وفاة والدتها بسرطان الثدي، ما أبقاها مداومة على الفحص.
بهجة الناجيات من المرض اختلطت مع مشاعر المريضات اللواتي ما زلن ينتظرن شفاءهن من السرطان، وسط أجواء احتفالية من الشركات الحاضرة بالمعرض، والتي تنوعت زواياها بين الأعمال اليدوية ومستحضرات التجميل والهدايا والإكسسوارات والمشغولات وأعمال التطريز والصناعات الخشبية.
روزان الخزندار، خصصت عملها في صناعة التصاميم المتنوعة على المنتجات، لدعم مريضات سرطان الثدي، إذ شاركت في المعرض متمنية بأن تساهم، ولو بالقليل، في تحقيق أدنى حق للنساء في الحصول على العلاج.
زاوية جمالية أخرى شاركت في المعرض، عن تصميم الحدائق وزراعة أسطح المنازل، وأشرفت عليها المهندسة الفلسطينية سوزان عطا الله، والتي أوضحت لـ"العربي الجديد" أنها تريد تخصيص جزء من أرباحها لخدمة مريضات سرطان الثدي، كونهن يعانين من عذابات مختلفة، سواء على صعيد سفرهن للعلاج أو حصولهن عليه في غزة.
أمّا كاميليا ثابت، فتأمل من خلال مشروعها الخاص بالعناية بالبشرة باستخدام المنتجات الطبيعية، أن تحقق ريعاً يغطي جزءاً ولو بسيطاً من التكاليف التي يحتاجها مرضى السرطان لعلاجهم. وتقول لـ"العربي الجديد": "جميعنا نريد دعم بعضنا، المريضات حياتهن لم تتوقف وهن بحاجة للدعم والمساندة".
وبينت إيمان شنن، الناجية من المرض، ومدير برنامج العون والأمل لرعاية مرضى السرطان، أن المعرض يُقام للمرة الثانية على التوالي، في شهر أكتوبر الوردي الذي يهدف لتوعية النساء بضرورة الفحص المبكر والذي يحميهن من المرض ويساعد في علاجهن.
وأوضحت شنن لـ"العربي الجديد" أنه رغم الحصار ونقص الأدوية وعدم القدرة على السفر، إلا أن نساء غزة قادرات على إيجاد حلول للعلاج من خلال برامج دعم ومساندة لهن، حيث أنهن في بريق الأمل في شهر مارس/آذار الماضي اتمكنّ من جمع 450 علبة علاج لمريضات السرطان من خلال نسبة 20 في المائة من أرباح الشركات المشاركة فيه.
وأشارت شنن إلى أن عدد مرضى السرطان في غزة يصل إلى ما يقارب 15 ألف شخص، منهم 48 في المائة من النساء، وتصل إلى 33 في المائة نسبة مريضات سرطان الثدي، إذ يحتل ذلك المرض المرتبة الأولى بين النساء.