طال بقاء السوريين المهاجرين في بلدان الشتات القريبة والبعيدة. توالت فصول الأزمة وحملت معها كلّ مرة سكاناً آمنين خارج حدود البلاد المشتعلة بثورتها وحروبها منذ عام 2011. هناك من يتحدث عن العودة، لكنّ الغالبية لا تجد ذلك محتملاً، خصوصاً في ظلّ عدم سقوط النظام ورئيسه بشار الأسد، بل إنّ البعض يرفض العودة تبعاً لأمور أخرى تحصل في سورية، سواء من النظام أو من المعارضة، التي تغير شكلها، وباتت بعض فصائلها تحمل صبغة تثير الرعب في قلوب المواطنين المعارضين أنفسهم، كما تفعل قوات النظام.
في هذا الإطار، حملت "العربي الجديد" هذا السؤال إلى شريحة من المهاجرين السوريين، تشكل عيّنة ولو أنّها غير منهجية، خصوصاً بعد ما أثير أخيراً عن احتمال العفو العام الذي سيصدره النظام، وسيشمل كلّ المعارضين والمطلوبين لأسباب أمنية في الداخل والخارج. السؤال كان ببساطة عبر موقع "فيسبوك"، وجاء بالصيغة الآتية: "أخي السوري في بلدان اللجوء والشتات، سؤال نتمنى التعاطي معه بجدية مع تبرير الإجابة: هل إذا صدر مرسوم بعفو عام من النظام السوري، وسمح لكلّ المهاجرين بالعودة، بضمانات ومن دون أيّ مساءلة، ستعود إلى سورية؟ ولماذا؟".
وإن سقط الأسد
ربما الإجابة غير المتوقعة، أنّ بعض المستطلعين أجابوا بعدم العودة، حتى لو صدر عفو وبضمانات دولية، بل حتى لو سقط نظام بشار الأسد. يعتبر هؤلاء أنّ نمط الحياة في بلدان لجوئهم الجديدة، يختلف بالمطلق عن شروط الحياة في سورية، بل في البلدان العربية عامة، إذ يُحترم الإنسان كونه إنساناً فحسب بصرف النظر عن تفاصيل الجنس والانتماء الديني والحالة المادية.
أسامة باكير، طبيب يقيم في أوروبا يقول: "خرجت وعائلتي ولن نعود إلى كلّ منطقة الشرق الأوسط بإذن الله، إلا زيارة، أما أبنائي وأحفادهم فأتمنى لهم حياة سعيدة مع شعوب أخرى تبني أوطاناً وليست زعامات... أوطانا لا يهاجرون منها نتيجة مؤامرة جديدة".
لا تبتعد ميس أحمد، اللاجئة في ألمانيا، عن ذلك: "لن أعود إلاّ لزيارة الأهل والأصحاب، فقد أسست هنا حياة مستقرة وأولادي يدرسون في أفضل الجامعات والمدارس. أما الأمان الذي فقدته في سورية فموجود هنا في بلاد الاغتراب".
تقول المترجمة والإعلامية ناديا خلوف بدورها: "لن أعود حتى لو تغير الأسد، لأنّي هربت من سورية قبل 10 سنوات، وعندما عدت كان الوضع الاجتماعي غير معقول، فهاجرت ثانية".
اقــرأ أيضاً
للسجين السياسي السابق، الأكاديمي المقيم في أوروبا، إبراهيم بيرقدار رأي مماثل، إذ يقول: "لا أتوقع الرجوع. أعتقد أنّ سورية لن تحلم بالأمان والعدالة الانتقالية إلاّ بعد سنوات طويلة. وعندها سأكون قد فارقت الحياة".
إجابات عديدة أكدت عدم العودة، ولو أنّها لم تبرر ذلك. منها المهندس مجيد شابيب والإعلامي طالب غنوم في السويد، والصحافي فؤاد عبد العزيز في فرنسا، والإعلامي فاضل نوفل.
في السياق نفسه، يقول الإعلامي المغترب منذ نحو ثلاثة عقود في كندا، ميخائيل سعد، إنّ العديد من الدراسات الأوروبية أجريت على عينات اللاجئين، ومعظم النتائج تؤكد، وبنسب كبيرة، عدم العودة، لافتاً إلى دراسة على السوريين في كندا، أجاب 5 في المائة فقط من المستطلعين فيها بأنّهم سيعودون.
المجرم يسامح الضحية؟
من أسباب الرفض أيضاً غياب الأمان في سورية، في ظلّ العصابات والتنظيمات سواء المعارضة أو الموالية للأسد، ما يجعل العودة، برأي البعض، مجازفة تصل إلى حدّ المخاطرة بالحياة.
يقول الصحافي المقيم في تركيا، عامر عبد السلام: "لا لن أعود، فبدلاً من السفاح والعصابة، بات في سورية 100 عصابة وسفاح". يقترب من رأيه الصحافي مصعب سعود: "إسقاط المجرم ونظامه ليس فقط المشكلة اليوم، إذ بتنا في بلد العصابات المحتلة إما بصفة رسمية أو شبه رسمية، وكلّ منها يخدم أيديولوجية معينة، وكلّ عصابة منها فرّخت عدّة عصابات تتبع لها وتدّعي الحق في ملك الوطن. فمن سلم في المهجر من بطش نظام الأسد هددته إحدى العصابات المحتلة بالقتل في حال العودة، لذلك فالضمانات في شريعة الغاب غير موجودة.
يعترض البعض على صيغة السؤال، ويعتبرون أنّ نظام الأسد الذي قتل وهجّر أكثر من نصف السكان، وهدم أكثر من مليوني منزل ومنشأة، لا يحق له أن يصدر عفواً أو يسامح، بل آل القتلى وأصحاب الدم والحقوق، هم من يسامح أو لا يسامح. وهو ما يؤكده الصحافي مهند منصور من تركيا. ويسأل الخبير القانوني منعم هيلانة من ألمانيا: "من الذي سيصدر العفو العام؟ هل هو نفسه الذي قتل الناس الذين يطالبهم بالعودة، وعفا الله عما مضى؟ كيف يكون ذلك؟!".
في السياق نفسه، يتعجب حسن عبد الحي المقيم في الخليج: "هل بات المجرم يسامح الضحية؟". ويدعو بسام قطيفان إلى تصويب السؤال: "نسبة كبيرة لا تتقبل العفو من هكذا نظام، سواء لقناعة حقيقية بضرر النظام أو هي مجرد حجة لعدم التفكير في العودة. من الممكن أن يكون السؤال افتراضياً أكثر بصيغة: إذا سقط النظام - بشكل أو بآخر- وسادت أجواء تصالحية وكانت هناك ضمانات دولية واضحة ومؤكدة لعدم التعرض لمن غادر البلاد -لأيّ سبب- فهل ستعود؟ ولماذا؟". يضيف قطيفان: "من جهتي، سأعود مؤقتاً، ثم أغادر إلى مكان عملي الحالي، فلا أعتقد أنّ عملي سينتعش في أجواء ما بعد الحرب في سورية، وإذا ما كان ذلك ممكناً فلن أغادرها مجدداً".
نعود بشرط
قلة من المعلقين أجابت بـ "نعم سنعود"، وإن جاءت إجابتهم مشروطة أيضاً. مهندس البترول أحمد عبود يقول: "طبعاً سنعود، وإن بطريقة غير مباشرة". وتشترط الأكاديمية سميرة البهو: "إذا استتب الأمن وتيسّر العيش فلمَ لا نعود؟". ويقول الطبيب حميد اليوسف: "أعود طبعاً، بل واجب الجميع أن يعود. لقد كانت مؤامرة، والوطن أغلى من النظام والمعارضة، ليذهبوا إلى الجحيم هم والكراسي". كذلك، يقول أحمد أبو الخير من تركيا: "طبعاً سنعود ولا نترك البلد لهم". ويسهب الناشر محمود الوهب من تركيا: "طبعاً سأعود، لأنني بصراحة لم أجد ما هو أفضل، ثم إنّ واجب متابعة النضال في سبيل الديمقراطية يتطلب العودة".
شرط الممثل السوري عبد الحكيم قطيفان، المقيم في ألمانيا للعودة، هو "زوال طغمة السفاح". مثله المسرحي ضاهر عيطة الذي يقول: "لن أعود إلاّ بزوال السفاح وأتباعه". وكذلك الصحافي حسين الزعبي من فرنسا: "أعود حينما أرى الثوار في ساحة الأمويين. وقتها ينتفي سبب الخروج". ولا يبتعد الشاعر والأستاذ الجامعي حسين الجنيد: "لا عودة مع بقاء الطغاة. الكرامة أغلى من التراب والذكريات".
آراء مختلفة
خرجت بعض الإجابات، عن السؤال والهدف منه ربما، فقارب أصحابها المسألة من بعيد، أو كانت لهم رؤية خاصة، فالإعلامي دريد الحسن يقول: "ليس لهذا النظام أيّ ذمة، فإن أصدر عفواً لا يمكن أن يؤمن جانبه وعناصر الأمن وشبيحته". بدوره، يقول رئيس تجمع المحامين السوريين الأحرار في تركيا، غزوان قرنفل: "الوطن الذي يحتاج إلى ضمانات للعودة إليه ليس وطناً، ولن أعود إليه". المدرّس في إسطنبول خالد الأسعد يعتبر أنّ الإجابات مبنية على ظروف آنية وردود أفعال، وربما إن توفر الأمان فكثير من رافضي العودة سيسارعون إلى سورية. يلفت الحقوقي نعيم هيلانة بدوره: "وهل يوافق المؤيدون على عودة المعارضين؟".
وقد تبين من المرحلة العمرية للمستطلعين أنّ معظمهم من الشباب، وهم من تركزت إجاباتهم على عدم العودة، أحياناً بالمطلق، حتى لو سقط نظام بشار الأسد. يبرر هؤلاء الأسباب بأنّ المناخ العام في سورية، حتى ما قبل الحرب لم يكن، على صعيد الحريات وآفاق العمل، مشجعاً. وفي المقابل، يعتبرون أنّهم وجدوا في بلاد اللجوء ضالتهم وما يحقق أحلامهم، على صعيد الحريات والعمل وحتى الدراسة. أما من كانت أعمارهم أكثر من ستين عاماً، فقد فضل معظمهم العودة إلى سورية.
ومن الملاحظ خلال الإجابات، فضلاً عن خيبة الأمل، حتى لدى بعض من ركب على الثورة، أنّ من لديهم تجارب سياسية مع نظام الأسد، خصوصاً المعتقلين السياسيين السابقين، لا يثقون بالنظام حتى لو أصدر عفواً وتعهدت منظمات دولية بتطبيق بنود العفو.
اقــرأ أيضاً
في هذا الإطار، حملت "العربي الجديد" هذا السؤال إلى شريحة من المهاجرين السوريين، تشكل عيّنة ولو أنّها غير منهجية، خصوصاً بعد ما أثير أخيراً عن احتمال العفو العام الذي سيصدره النظام، وسيشمل كلّ المعارضين والمطلوبين لأسباب أمنية في الداخل والخارج. السؤال كان ببساطة عبر موقع "فيسبوك"، وجاء بالصيغة الآتية: "أخي السوري في بلدان اللجوء والشتات، سؤال نتمنى التعاطي معه بجدية مع تبرير الإجابة: هل إذا صدر مرسوم بعفو عام من النظام السوري، وسمح لكلّ المهاجرين بالعودة، بضمانات ومن دون أيّ مساءلة، ستعود إلى سورية؟ ولماذا؟".
وإن سقط الأسد
ربما الإجابة غير المتوقعة، أنّ بعض المستطلعين أجابوا بعدم العودة، حتى لو صدر عفو وبضمانات دولية، بل حتى لو سقط نظام بشار الأسد. يعتبر هؤلاء أنّ نمط الحياة في بلدان لجوئهم الجديدة، يختلف بالمطلق عن شروط الحياة في سورية، بل في البلدان العربية عامة، إذ يُحترم الإنسان كونه إنساناً فحسب بصرف النظر عن تفاصيل الجنس والانتماء الديني والحالة المادية.
أسامة باكير، طبيب يقيم في أوروبا يقول: "خرجت وعائلتي ولن نعود إلى كلّ منطقة الشرق الأوسط بإذن الله، إلا زيارة، أما أبنائي وأحفادهم فأتمنى لهم حياة سعيدة مع شعوب أخرى تبني أوطاناً وليست زعامات... أوطانا لا يهاجرون منها نتيجة مؤامرة جديدة".
لا تبتعد ميس أحمد، اللاجئة في ألمانيا، عن ذلك: "لن أعود إلاّ لزيارة الأهل والأصحاب، فقد أسست هنا حياة مستقرة وأولادي يدرسون في أفضل الجامعات والمدارس. أما الأمان الذي فقدته في سورية فموجود هنا في بلاد الاغتراب".
تقول المترجمة والإعلامية ناديا خلوف بدورها: "لن أعود حتى لو تغير الأسد، لأنّي هربت من سورية قبل 10 سنوات، وعندما عدت كان الوضع الاجتماعي غير معقول، فهاجرت ثانية".
للسجين السياسي السابق، الأكاديمي المقيم في أوروبا، إبراهيم بيرقدار رأي مماثل، إذ يقول: "لا أتوقع الرجوع. أعتقد أنّ سورية لن تحلم بالأمان والعدالة الانتقالية إلاّ بعد سنوات طويلة. وعندها سأكون قد فارقت الحياة".
إجابات عديدة أكدت عدم العودة، ولو أنّها لم تبرر ذلك. منها المهندس مجيد شابيب والإعلامي طالب غنوم في السويد، والصحافي فؤاد عبد العزيز في فرنسا، والإعلامي فاضل نوفل.
في السياق نفسه، يقول الإعلامي المغترب منذ نحو ثلاثة عقود في كندا، ميخائيل سعد، إنّ العديد من الدراسات الأوروبية أجريت على عينات اللاجئين، ومعظم النتائج تؤكد، وبنسب كبيرة، عدم العودة، لافتاً إلى دراسة على السوريين في كندا، أجاب 5 في المائة فقط من المستطلعين فيها بأنّهم سيعودون.
المجرم يسامح الضحية؟
من أسباب الرفض أيضاً غياب الأمان في سورية، في ظلّ العصابات والتنظيمات سواء المعارضة أو الموالية للأسد، ما يجعل العودة، برأي البعض، مجازفة تصل إلى حدّ المخاطرة بالحياة.
يقول الصحافي المقيم في تركيا، عامر عبد السلام: "لا لن أعود، فبدلاً من السفاح والعصابة، بات في سورية 100 عصابة وسفاح". يقترب من رأيه الصحافي مصعب سعود: "إسقاط المجرم ونظامه ليس فقط المشكلة اليوم، إذ بتنا في بلد العصابات المحتلة إما بصفة رسمية أو شبه رسمية، وكلّ منها يخدم أيديولوجية معينة، وكلّ عصابة منها فرّخت عدّة عصابات تتبع لها وتدّعي الحق في ملك الوطن. فمن سلم في المهجر من بطش نظام الأسد هددته إحدى العصابات المحتلة بالقتل في حال العودة، لذلك فالضمانات في شريعة الغاب غير موجودة.
يعترض البعض على صيغة السؤال، ويعتبرون أنّ نظام الأسد الذي قتل وهجّر أكثر من نصف السكان، وهدم أكثر من مليوني منزل ومنشأة، لا يحق له أن يصدر عفواً أو يسامح، بل آل القتلى وأصحاب الدم والحقوق، هم من يسامح أو لا يسامح. وهو ما يؤكده الصحافي مهند منصور من تركيا. ويسأل الخبير القانوني منعم هيلانة من ألمانيا: "من الذي سيصدر العفو العام؟ هل هو نفسه الذي قتل الناس الذين يطالبهم بالعودة، وعفا الله عما مضى؟ كيف يكون ذلك؟!".
في السياق نفسه، يتعجب حسن عبد الحي المقيم في الخليج: "هل بات المجرم يسامح الضحية؟". ويدعو بسام قطيفان إلى تصويب السؤال: "نسبة كبيرة لا تتقبل العفو من هكذا نظام، سواء لقناعة حقيقية بضرر النظام أو هي مجرد حجة لعدم التفكير في العودة. من الممكن أن يكون السؤال افتراضياً أكثر بصيغة: إذا سقط النظام - بشكل أو بآخر- وسادت أجواء تصالحية وكانت هناك ضمانات دولية واضحة ومؤكدة لعدم التعرض لمن غادر البلاد -لأيّ سبب- فهل ستعود؟ ولماذا؟". يضيف قطيفان: "من جهتي، سأعود مؤقتاً، ثم أغادر إلى مكان عملي الحالي، فلا أعتقد أنّ عملي سينتعش في أجواء ما بعد الحرب في سورية، وإذا ما كان ذلك ممكناً فلن أغادرها مجدداً".
نعود بشرط
قلة من المعلقين أجابت بـ "نعم سنعود"، وإن جاءت إجابتهم مشروطة أيضاً. مهندس البترول أحمد عبود يقول: "طبعاً سنعود، وإن بطريقة غير مباشرة". وتشترط الأكاديمية سميرة البهو: "إذا استتب الأمن وتيسّر العيش فلمَ لا نعود؟". ويقول الطبيب حميد اليوسف: "أعود طبعاً، بل واجب الجميع أن يعود. لقد كانت مؤامرة، والوطن أغلى من النظام والمعارضة، ليذهبوا إلى الجحيم هم والكراسي". كذلك، يقول أحمد أبو الخير من تركيا: "طبعاً سنعود ولا نترك البلد لهم". ويسهب الناشر محمود الوهب من تركيا: "طبعاً سأعود، لأنني بصراحة لم أجد ما هو أفضل، ثم إنّ واجب متابعة النضال في سبيل الديمقراطية يتطلب العودة".
شرط الممثل السوري عبد الحكيم قطيفان، المقيم في ألمانيا للعودة، هو "زوال طغمة السفاح". مثله المسرحي ضاهر عيطة الذي يقول: "لن أعود إلاّ بزوال السفاح وأتباعه". وكذلك الصحافي حسين الزعبي من فرنسا: "أعود حينما أرى الثوار في ساحة الأمويين. وقتها ينتفي سبب الخروج". ولا يبتعد الشاعر والأستاذ الجامعي حسين الجنيد: "لا عودة مع بقاء الطغاة. الكرامة أغلى من التراب والذكريات".
آراء مختلفة
خرجت بعض الإجابات، عن السؤال والهدف منه ربما، فقارب أصحابها المسألة من بعيد، أو كانت لهم رؤية خاصة، فالإعلامي دريد الحسن يقول: "ليس لهذا النظام أيّ ذمة، فإن أصدر عفواً لا يمكن أن يؤمن جانبه وعناصر الأمن وشبيحته". بدوره، يقول رئيس تجمع المحامين السوريين الأحرار في تركيا، غزوان قرنفل: "الوطن الذي يحتاج إلى ضمانات للعودة إليه ليس وطناً، ولن أعود إليه". المدرّس في إسطنبول خالد الأسعد يعتبر أنّ الإجابات مبنية على ظروف آنية وردود أفعال، وربما إن توفر الأمان فكثير من رافضي العودة سيسارعون إلى سورية. يلفت الحقوقي نعيم هيلانة بدوره: "وهل يوافق المؤيدون على عودة المعارضين؟".
وقد تبين من المرحلة العمرية للمستطلعين أنّ معظمهم من الشباب، وهم من تركزت إجاباتهم على عدم العودة، أحياناً بالمطلق، حتى لو سقط نظام بشار الأسد. يبرر هؤلاء الأسباب بأنّ المناخ العام في سورية، حتى ما قبل الحرب لم يكن، على صعيد الحريات وآفاق العمل، مشجعاً. وفي المقابل، يعتبرون أنّهم وجدوا في بلاد اللجوء ضالتهم وما يحقق أحلامهم، على صعيد الحريات والعمل وحتى الدراسة. أما من كانت أعمارهم أكثر من ستين عاماً، فقد فضل معظمهم العودة إلى سورية.
ومن الملاحظ خلال الإجابات، فضلاً عن خيبة الأمل، حتى لدى بعض من ركب على الثورة، أنّ من لديهم تجارب سياسية مع نظام الأسد، خصوصاً المعتقلين السياسيين السابقين، لا يثقون بالنظام حتى لو أصدر عفواً وتعهدت منظمات دولية بتطبيق بنود العفو.