حملت المتطوعة غدير أبو سمارة من مدينة غزة "مكنسة"، وإلى جوارها كانت صديقتها تهاني معروف، تحمل وعاء بلاستيكيا لتجميع القمامة ضمن حملة تطوعية لتنظيف حوض ميناء غزة براً وبحراً.
شارك نحو ألف متطوع في حملة "حترجعلك" التي نظمها عدد من المؤسسات، اليوم الثلاثاء، بدعم من منظمة الإغاثة الإسلامية، فتوزع المتطوعون في مختلف أرجاء ميناء غزة، لتنظيفه، وحث المواطنين على العناية به، باعتبار أنه المتنفس الوحيد للقطاع المحاصر منذ 12 عاماً.
حمل المشاركون إلى جانب أدوات التنظيف والأكياس البلاستيكية، شعارات تحث على نظافة البحر والميناء، في خطوة للتخفيف من معاناة أهالي القطاع. التنظيف لم يقتصر على البر، إذ اشترك نحو 30 غواصاً في تنظيف أعماق حوض الميناء، بمساعدة عدد من القوارب الصغيرة التي حملت المخلفات البلاستيكية، والشباك المهترئة، والقمامة التي قام باستخراجها المتطوعون.
وقال المهندس أحمد أبو عبدو، مسؤول مشروع مبادرة حماية البيئة في الإغاثة الإسلامية، إن مبادرة "حترجعلك" تهدف إلى تنظيف حوض الميناء براً وبحراً، وتعزيز الثقافة المجتمعية نحو النظافة، والحفاظ على حوض الميناء بعيداً عن الملوثات، موضحاً أن "اسم الحملة يهدف إلى تنبيه المواطن بأن القمامة سترجع إليه عاجلاً أو آجلاً".
وبيّن أبو عبدو أن "المبادرة تنقسم إلى ثلاث خطوات رئيسية، وهي تنظيف حوض الميناء بمشاركة 30 غواصا وثلاث سفن، وتنظيف مساحة حوض الميناء البرية، علاوة على سلسلة بشرية للحث على النظافة وحماية البيئة. نحو 10 مؤسسات محلية شاركت في المبادرة، وضمت نحو ألف متطوع، وتم توفير الأدوات بدعم من الإغاثة الإسلامية، ومساهمة من بلدية غزة، وعدد من المؤسسات المشاركة".
بدوره، أوضح الغواص حاتم الرواغ، عضو الاتحاد الفلسطيني للسباحة والرياضات المائية، أنه شارك في المبادرة لتأكيد أهمية حوض الميناء، كونه أبرز الأماكن الحضارية في غزة. وأضاف لـ "العربي الجديد": "قمنا بالغوص في مياه شديدة التلوث من أجل تنظيفها، وتم تقسيم عمل الغواصين لفرق، من أجل العناية بكل أصناف المخلفات".
وقالت المتطوعة ريم الرقب، من مدينة خان يونس، إنها شاركت في تنظيف الحوض البري للميناء برفقة زملائها في جمعية بيادر، بهدف إيصال رسالة إلى جميع المواطنين بضرورة الحفاظ على البيئة بشكل عام، والبيئة البحرية على وجه التحديد، مشددة على أهمية مثل هذه المبادرات في زيادة الوعي والمسؤولية المجتمعية.
ووافقتها الرأي أمل الكفارنة، من هيئة المستقبل للتنمية، والتي حملت كيساً بلاستيكياً لتجميع المخلفات، وقالت لـ"العربي الجديد": "إلى جانب محاربة الاحتلال الإسرائيلي، تجب محاربة التصرفات الخاطئة وغير المسؤولة التي ينتج منها تخريب الأماكن العامة، ونشر التوعية المجتمعية حول النظافة، وأهميتها".
ولم تمنع الإعاقة عماد الحوت، مدير اتحاد المعاقين الفلسطينيين في رفح، من المشاركة في المبادرة، وتأكيد أهميتها الصحية والبيئية والمجتمعية، وقال لـ"العربي الجديد": "الإعاقة هي إعاقة العقل وليس الجسد، وسنواصل مهامنا المجتمعية رغماً عنها".
أما جمال السميري، من الاتحاد العام للمعاقين فأوضح لـ"العربي الجديد"، أن إعاقته كانت حافزاً له على المشاركة، "المعوقون جزء لا يتجزأ من المجتمع وأنشطته اليومية، وعلى جميع مكونات الشعب الفلسطيني الحفاظ على البحر والبر والبيئة".