عرضت عشر نساء فلسطينيات من قطاع غزة تجاربهن في مواجهة الأزمات، وخلق قصص نجاح على الرغم من الأوضاع السيئة التي مررن بها بفعل الحياة الصعبة في القطاع المُحاصر.
وتعددت قصص النجاح التي طرحتها الفلسطينيات من خلال حملة "هي تتكلم... نساء ملهمات يبعثن برسائل من غزة" التي أطلقتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر اليوم الخميس بمناسبة يوم المرأة العالمي، عبر وسوم #هي_تتكلم، و#She_speaks، وIWD2019#.
وعرضت المُشاركة أمال العويني قصتها مع العمل الإنساني بعد أن عملت على مدار 36 عاماً ضمن طواقم الصليب الأحمر، في حين تحدثت المشاركة فاطمة الحلولي التي حصلت على المركز الخامس في دورة الألعاب العربية عام 2011، عن تجربتها، وهي حاليا تدير مشروعها الخاص لصيانة الجوالات.
تحرير مرتجي (34 سنة)، خريجة علاقات عامة وإعلام، وكان لها مساحة للتعبير عن تجربتها في العمل مع عدة مواقع صحافية، إلى جانب تأسيس مبادرة شبابية عام 2018، وإصدار كتاب "السر يكمن في تفاصيل صغيرة".
وتحدثت المُشاركة نورا الزر التي حصلت على المرتبة الأولى على مستوى قطاع غزة في امتحان الثانوية العامة بمعدل 98.2 عام 2006، عن تجربتها التي تمكنت عبرها من تجاوز أزمة إصابتها في العدوان الإسرائيلي عام 2008، والتي أفقدتها ساقها.
الحادث المروع الذي حدث للفلسطينية وفاء الرضيع حين وضعت مولودها في أحد أيام حرب 2008، لم يمنعها من مواصلة هواية الرسم على السيراميك وتلوين الزجاج، كذلك لم تمنع إصابة الحرب هبة أبو شلوف من تحقيق أحلامها، إذ حصلت على دبلوم خدمة اجتماعية، ودبلوم إرشاد نفسي لتعمل كمرشدة نفسية.
وعرضت منتهى وافي، تفاصيل قصتها في العمل منذ 19 سنة كضابط إسعاف ضمن فرق جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، وتحدثت ميسون أبو حميد، وهي ربة بيت عن هوسها بعلم الفلك ومحاولاتها الحثيثة للتواصل مع وكالة ناسا، وحلمها بزيارتها رغم الإغلاق والحصار المفروض على مدينتها.
أما الصحافية الفلسطينية سمر أبو العوف الحائزة على عدة جوائز دولية، فأجابت عن سؤال "ماذا يعني أن تكون مصوراً صحافياً حراً"، والمعوقات والمخاطر التي تواجه عمل المصور، وعبرت نسرين السميري عن تجربتها في إدارة مشروعها الخاص المبني على هوايتها.
وقالت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة، سهير زقوت، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الحدث الملهم الذي يتم تنفيذه بمناسبة يوم المرأة العالمي يحمل مجموعة رسائل، أولها أن الإصابات والبتر لا يتركان ندوباً جسدية وحسب، بل ندوباً غائرة في النفس، والنساء يواجهن تحديات كبيرة بعد فقدانهن أجزاء من أجسادهن، إلا أن هناك من استطعن تحدي الصورة النمطية والتغلب عليها".
وأوضحت زقوت أنّ "القيود المفروضة على غزة تسببت بآثار على حياة السكان، حيث أصبح الحلم هو الخروج لرؤية العالم، وفي الوقت ذاته هناك نساء وجدن في الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي نافدة تطل على العالم"، مشيرة إلى أن الأوضاع الاقتصادية وارتفاع معدلات البطالة جعلت الشابات يفعلن كل ما بوسعهن لبدء مشروع صغير، وبعضهن أصبحن معيلات لأسرهن.
رسائل ملهمات غزة إلى العالم (عبد الحكيم أبو رياش) |
وأضافت أنّ اللجنة الدولية للصليب الأحمر أرادت إيصال صوت نساء غزة اللواتي تعرضن لثلاث حروب خلال عشر سنوات، مبينة أن "طريقة عرض تجارب النساء المُلهمات على الجمهور كانت لإعطائهن دفعة، ولتحفيز أخريات قد يعشن بظروف مشابهة".
وأوضحت المصورة سمر أبو العوف التي تشارك للمرة الأولى في عرض تجربتها أنها شاركت للحديث عن قصتها والتحديات التي واجهتها خلال مسيرة عملها، وقدرتها على تخطيها، مضيفة: "قصص النساء الأخريات ألهمتني، إذ سمعت تحديات أكبر من تلك التي خضتها".
وعبرت الصحافية تحرير مرتجى لـ"العربي الجديد"، عن سعادتها البالغة بالمشاركة في حدث مهم ومُلهِم يمكن النساء من الحديث عن تجاربهن على مرأى ومسمع العالم، مشددة على أن "النساء الفلسطينيات قادرات على الإنجاز، وتحدي كل الصعوبات، والخروج بإسهامات تثبت مدى إبداعهن ونجاحهن".