لم تعش العديد من بلدات وقرى محافظة ديالى فرحة عيد الفطر هذا العام، لعدم الاستقرار الأمني الذي تسبب بحالة رعب لدى أهلها وأجبر بعضهم على النزوح خلال اليومين الأخيرين، وسط مخاوف من اتساع رقعة التوتر الأمني في المحافظة، وتحذير سياسيين من استغلال أحداثها.
وشهدت بلدات وقرى في المحافظة، خلال الأيّام الأخيرة، توتراً أمنياً طاول بلدات وقرى منطقة حوض الوقف، وهي أبو خنازير والكبة والمخيسة.
ووفقا لمسؤول بجهاز الشرطة العراقية في ديالى، فإن "الهجمات الأخيرة ليست إرهابية"، في إشارة إلى عدم وقوف تنظيم "داعش" وراءها.
وأضاف أن "المناطق التي شهدت عمليات اغتيال لمواطنين نفذتها جماعات ومليشيات مسلحة والأهداف طائفية"، مبينا لـ"العربي الجديد"، أنّ "بعض نازحي تلك المناطق عادوا قبل فترة إليها، الأمر الذي دفع المليشيات إلى تنفيذ هجمات وعمليات اغتيال وتضييق أمني عليهم لإجبارهم على النزوح مجددا".
وأكد أنّ "الأمر حصل بالفعل، والعديد من العوائل نزحت خلال اليومين الأخيرين، خوفا من القتل"، مشيرا إلى أنّ "تلك المناطق باتت مرعبة جداً في الليل، بل تحولت إلى مناطق أشباح، وتسمع فيها إطلاقات نار متفرقة". وأضاف "المليشيات تتجول فيها وخاصة في الليل وتضيّق الخناق على أهلها، وسط صمت حكومي إزاء ما يحدث"، مبينا "لم نشهد أي إجراءات أمنية لحماية تلك المناطق".
من جهته، قال أبو سلام، وهو أحد النازحين من بلدة المخيسة، في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد": "مناطقنا باتت غير صالحة للعيش. عمليات استهداف متعمدة وتهديد مستمر للعوائل"، مشددا على أن "المليشيات تريد إحداث تغيير ديموغرافي فيها، ولا توجد أي جهة تقف بوجه مخططها". وأضاف "أجبرت على النزوح مع عدد من العوائل في يوم العيد، وستتسع ظاهرة النزوح في حال لم تتحرك الحكومة لحماية الأهالي".
ويحذّر مسؤولون في المحافظة من خطورة عودة النزوح للمحافظة، مطالبين بموقف أمني منها.
وقال عضو مجلس ديالى، رعد المسعودي، إنّ "أيّ موجة نزوح في المحافظة ستتسبب بكارثة إنسانية وأمنية كبيرة"، مؤكدا في تصريح صحافي، أنّ "على الجهات المعنية اتخاذ إجراءات أكثر صرامة في المناطق المتوترة". وحذر من تحركات لبقايا "داعش" في عدّة مناطق من المحافظة، منها أبو صيدا وكنعان والقرى المحيطة بها.
ومع تصاعد حدّة التوتر الأمني في تلك المناطق، يحذر مسؤولون من استغلال ذلك سياسيا وطائفيا وعرقيا. وقال النائب عن ائتلاف النصر، آراس حبيب، إنّ "ما يجري في ديالى وكركوك أيضا هو تعبير عن وجود أزمة تختفي حيناً وتعود للظهور"، مؤكدا في بيان صحافي، أنّ "تلك المناطق تمثل بيئة خصبة للاستثمار السياسي والطائفي والعرقي".
ودعا الجهات المسؤولة إلى "العمل على تشخيص الأسباب الحقيقية خلف ما يجري من أحداث، ورسم خارطة طريق للحل"، مشددا على أهمية "فرض سيادة الدولة من خلال تطبيق القانون بقوة وحزم".