تطوّع شباب جزائريون، اليوم الجمعة، للقيام برشّ المتظاهرين في الحراك الشعبي، بالماء لترطيب الجو بسبب موجة الحرارة التي تشهدها العاصمة ومدن الشمال في الجزائر.
وحمل مجموعة من الشباب بخاخات وقارورات بها مياه، لرشّها عشوائياً على المتظاهرين والحشود، وكذا لغسل وجوهم وتبليل الرؤوس درءاً لأضرار الحرارة المرتفعة.
ويرتدي هؤلاء الشباب سترات برتقالية كتب عليها "سلمية"، لتمييزهم عن باقي المجموعات المتطوعة. وقال محمد سالمي وهو متطوع مع المجموعة، إنه "فكّر مع رفاقه في عمل يساهمون من خلاله في الحراك الشعبي، ومثلما هناك متطوعون يعملون في التنظيف والإسعاف والتأطير والتنظيم، فكّرنا في شراء هذه البخاخات وتعبئتها بالماء ورش المتظاهرين لترطيب الجوّ، ومساعدتهم على مواجهة الحر"، مضيفاً أنّ "الفكرة نبعت من تظاهرات الجمعة الماضية التي شهدت حصول إغماءات بسبب الحرارة والرطوبة العالية".
وتعرف العاصمة ومدن الشمال في الجزائر ارتفاعاً كبيراً في درجات الحرارة تجاوزت 36 درجة، إضافة إلى ارتفاع مستوى الرطوبة.
واستحسن متظاهرون هذه المبادرة الشبابية، وقال الأستاذ الجامعي بن عروس زبيري، إنّ هذه المبادرة تؤشر على تحول في سلوك الشباب الجزائري الناشط باتجاه الأنشطة الجماعية والمجتمعية.
وفي السياق نفسه، قامت مجموعة من الشباب المسعف بالتطوع لإسعاف المتظاهرين في حال تعرض أحدهم لضربة شمس أو أطلقت الشرطة الغازات المسيلة للدموع، كما تطوعت مجموعة ثالثة لوضع أكياس النفايات في أكثر من مكان، للسماح للمتظاهرين بتجميع النفايات فيها وإعطاء صورة حسنة عن الجزائريين.