قتل 36 شخصاً وجرح 85 آخرون، مساء الثلاثاء في اليونان، بحادث اصطدام وقع بين قطارين يقومان برحلة بين أثينا وتيسالونيكي، بحسب ما أفادت به فرق الإغاثة الأربعاء.
وقال المتحدّث باسم فرق الإطفاء فاسيليس فاثراكويانيس في اليونان، اليوم الأربعاء، إن من المتوقع أن يرتفع عدد القتلى مع وصول درجات الحرارة في العربة الأولى إلى 1300 درجة مئوية، مضيفاً في إفادة صحافية: "هذا يجعل من الصعب التعرف إلى الأشخاص الذين كانوا بالداخل. العدد المؤكد للقتلى هو 36، ولكن بناءً على هذه الحقائق، والنتائج من مكان المأساة، من المتوقع أن يزيد العدد".
ولم تتوافر أي معلومات بعد عن أسباب وقوع الحادث بين القطارين، كما وصفت وسائل الإعلام اليونانية أن هذه الكارثة "أسوأ حادث للسكك الحديد شهدته اليونان على الإطلاق".
وأوضح الناطق أن عربات عدة خرجت عن السكة قبيل منتصف ليل الثلاثاء شمال مدينة لاريسا في وسط البلاد عند مستوى وادي تامبه بعد اصطدام قطار شحن بآخر يقلّ 350 راكباً، مشيراً إلى أن "عملية إخراج الأشخاص العالقين مستمرة وتُجرى في ظروف صعبة بسبب ضخامة الحادث بين القطارين".
وأوضح أنه "نقل 194 شخصاً بالحافلة إلى تيسالونيكي، بينهم 26 أدخلوا إلى مستشفيات"، مؤكداً أنه تم "تأمين غالبية الركاب".
وكان قطار الركاب يقوم برحلة بين العاصمة أثينا ومدينة تيسالونيكي في شمال شرق البلاد، فيما قطار الشحن كان يقوم بالرحلة نفسها بالاتجاه المعاكس.
وقالت رئيسة بلدية تامبه، يورغوس مانوليس عبر محطة "إي أر تي" العامة، إن عدداً كبيراً من الطلاب كان في القطار في طريق عودتهم إلى تيسالونيكي بعد عطلة نهاية أسبوع طويلة بسبب عطلة رسمية في اليونان.
وأوفدت أجهزة الإغاثة اليونانية نحو 150 مسعفاً و40 سيارة إسعاف. وتستخدم كذلك رافعات في محاولة لإزالة الحطام ورفع العربات المنقلبة.
وروى مسعف بعدما خرج من الحطام منهكاً، وهو يحاول إخراج جثث ركاب: "لم أرَ شيئاً كهذا من قبل، هذا مأساوي، مرت خمس ساعات ولا نزال نعثر على جثث".
وكانت إحدى العربات مطحونة بالكامل، ما صعّب تدخل المسعفين جداً، فيما لحق دمار جزئي بعربات أخرى، وتصاعد دخان كثيف وألسنة نيران من عربات أخرى.
وقالت محطة "أيه أر تي" التلفزيونية العامة إنّ ألسنة النيران حاصرت عدداً من الركّاب.
وعقدت الحكومة اليونانية اجتماع أزمة، وتوجه وزير الصحة ثانوس بليفريس إلى مكان الحادث، فيما يشرف وزير الداخلية تاكيس ثيودوريكاكوس على الوضع من مركز إدارة الأزمات مع قادة الشرطة وفرق الإطفاء والإغاثة.
وقال راكب عبر محطة "ميغا" التلفزيوني: "سمعت سائق القطار يتحدث إلى مدقق البطاقات (..) شعرنا بأن ثمة مشكلة".
وذكر راكب يدعى لازوس لصحيفة "بروثيما": "عشنا شيئاً صادماً جداً. لم أُصَب لكني ملطخ بدماء أشخاص آخرين أصيبوا بجواري".
وروى أحد الركاب عبر محطة "سكاي": "عند وقوع الحادث ذهلنا، لأن النوافذ تحطمت فجأة، وكان الناس يصرخون وقد انتابهم الذعر".
وأضاف الشاب الذي بدت عليه الصدمة: "لحسن الحظ تمكنا من فتح الأبواب وخرجنا سريعاً. في عربات أخرى لم يتمكنوا من الخروج واندلعت النيران فيها".
فيما روى راكب آخر للمحطة نفسها: "انقلب القطار كلياً، وكاد يسقط في الوادي، وراحت النيران تندلع في نصف العربة. جرح خمسة ركاب في العربة التي كنت فيها".
من جانبها، شددت فرق الإغاثة على أن المستشفى العسكري في كل من تيسالونيكي وأثينا على "استعداد" في حال الضرورة.
(فرانس برس)