في زمن كورونا، ربما يكون من الصعب معالجة موضوع العزلة وكيفيّة الخروج منها. فالأزمة الراهنة لم تعمّق انزواء هؤلاء الذين اعتادوا أن يكونوا على حدة ويستمتعون بالأمر، إنّما دفعت آخرين إلى العيش على انفراد بطريقة أو بأخرى. فهي فرضت على ملايين من الناس ملازمة بيوتهم، الأمر الذي يُعَدّ تباعداً اجتماعيّاً بكلّ ما للكلمة من معنى وإن حاول كثيرون الإيحاء بغير ذلك والتحدّث عن تباعد جسديّ ليس إلا.
بالنسبة إلى الكاتبة والصحافيّة الفرنسيّة فلافيا مازيلين سالفي، المتخصصة في علم النفس وتطوير الذات، فإنّه باستثناء بعض النسّاك، نحن - كبشر - ننمو ونتطوّر من خلال تفاعلاتنا مع الآخرين ومن خلال تشارك الأحاسيس والأفكار والمشاريع وما إلى ذلك. وتشير في تقرير لها نشرته مجلّة "بسيكولوجي" الفرنسيّة التي تُعنى بعلم النفس، إلى أنّ الدراسات بيّنت أنّ للإحاطة والتبادل والمشاركة تأثيراً إيجابياً على صحّة الناس الجسديّة والنفسيّة على حدّ سواء. تضيف مازيلين سالفي أنّه في عالمنا حيث التواصل يُعَدّ مفرطاً اليوم، لا بدّ من أن تكون العزلة قد تراجعت بين الأفراد، بحسب ما يفرضه المنطق، غير أنّ الحال ليست كذلك في ظلّ جائحة كورونا.
وقبل أن توضح مازيلين سالفي كيفيّة إعادة نسج الروابط وكيفيّة الشعور بعزلة أقلّ حدّة، تلفت إلى أنّ الأميركيّة غريتشين روبن، المتخصّصة في شؤون السعادة ومؤلّفة عدد من الكتب حول الموضوع، ترى أنّ العزلة تمثّل عائقاً أساسياً في وجه السعادة وتصفها بأنّها "بليّة راهنة"، مشدّدة على أنّ مكافحتها تُعَدّ "تحدياً أكبر". من جهة أخرى، تنقل الصحافيّة عن المتخصّصة الفرنسيّة في علم النفس والمعالجة النفسيّة آن-ماري بونوا قولها إنّ "العزلة ليست نكبة محتّمة. وعلى الرغم من أنّها تستند بجزء منها إلى ظروف ماديّة وبيئيّة، فإنّها كذلك مسألة تموضع وسلوك". بالتالي، من الضروري أن يعي المرء ما يعوزه وكذلك احتياجاته ثمّ الانطلاق في التغيير بخطوات يوميّة صغيرة.
أمّا الخطوات الأساسيّة السبع التي تطرحها مازيلين سالفي للخروج من العزلة التي لا تُعَدّ أمراً صحياً، فهي:
1- طرح التساؤلات حول الاحتياجات الذاتيّة.
2- الاهتمام بالذات.
3- مكافحة السلبيّة.
4- استعادة الروابط.
5- الاهتمام بالآخرين.
6- إعادة تقييم الذات.
7- النوم جيّداً.