مع ختام انعقاد مؤتمر حركة "فتح" السابع في رام الله، توجهت "العربي الجديد" بالأسئلة إلى عضو المجلس الثوري الأسبق، قائد القوات اللبنانية الفلسطينية المشتركة بمنطقة مارون الراس في حرب الليطاني 1978، معين الطاهر، للوقوف على امخرجات المؤتمر ومستقبل فتح والقيادة.
*كيف ترى نتائج مؤتمر "فتح"؟
يمكن القول إن النتائج التي خرج بها المؤتمر السابع نجحت في لم شمل حركة فتح، ووضعت النقاط على الحروف فيما يتعلق ببعض القضايا المصيرية، وأكدت على البعد الديمقراطي التجديدي في الحركة، بالإضافة إلى أن المؤتمر كان بمثابة تأكيد لكل أبناء حركة فتح بأن عقد المؤتمر لم يكن بعيد المنال، وأن دورية المؤتمرات هي جزء من العملية الديمقراطية الصحية، لا سيما أن كثيرا من الأحزاب والفصائل الفلسطينية لم تعقد مؤتمراتها منذ زمن طويل، ونأمل أن يؤدي المؤتمر ومخرجاته إلى تغييرات جذرية ونوعية يتطلع لها الكادر الفتحاوي.
*هل ترى أن المؤتمر مثّل نهاية لفتح كحركة ثورية؟
*لماذا برأيك تم تحديد حجم المشاركة في المؤتمر بهذه الطريقة؟
*ما رأيك بالاتهامات للرئيس الفلسطيني محمود عباس بأنه أراد تحجيم "فتح"؟
لو كان الرئيس أبو مازن يسعى بالفعل إلى تحجيم الحركة، لما كان دعا إلى عقد المؤتمر، وربما لجأ إلى إجراءات أخرى لتفصيل الحركة على مزاجه، وطبقا لرؤيته، ولكن ما حصل هو العكس تماماً حيث رأى الرئيس ضرورة عقد المؤتمر لتجديد الشرعيات، والتأكيد على حيوية العملية الديمقراطية، وحتى يلملم أطراف حركة فتح، ويكون للكادر الفتحاوي الحضور المطلوب. وبغض النظر عن الآراء التي تتفق مع رؤية الرئيس أبو مازن أو تختلف معها، أرى أن عقد المؤتمر ساهم في إنعاش الحركة، لا سيما أن البعض زعم أن الحركة دخلت في غرفة "العناية المركزة".
*هل تعتقد أن انشقاقات قد تحدث في الحركة بعد هذا المؤتمر؟
أبدا، ربما كنت سأخاف على مصير الحركة لو لم يُعقد المؤتمر، فعقد المؤتمر وضع النقاط على الحروف، وشكل حالة جديدة، بالتالي الناس تنتظر ما سيأتي بعد المؤتمر، والكادر سيحاسب القيادة على نتائج المؤتمر، وليس على خلفيات عقده.
*هل تحولت "فتح" إلى حزب للسلطة؟
*هل انتخابات اللجنة المركز للحركة تمهد لمرحلة ما بعد عباس؟
من الطبيعي طرح مثل هذه السؤال عبر مسيرة كل الأحزاب والحركات السياسية، وغالباً ما يطرح السؤال حول خلافة القائد أو التجديد له، قبيل عقد المؤتمر العام لأي تنظيم سياسي في أي مكان من العالم. وطالما أننا رسخنا تقاليد العملية الديمقراطية، ورسخنا مبدأ دورية انعقاد المؤتمرات، لن يُخشى على مستقبل حركة فتح في المستقبل. ومن يفهم أن دور المؤتمر مقتصر على تحديد من يخلف من، لديه مفهوم خاطئ، لأن الهدف من المؤتمر هو التأكيد على تجديد الحركة، والحفاظ على حيوية الحركة، وإبراز وحدتها، والتأكيد على ضرورة انتظام انعقاد المؤتمر العام التزاما بمقتضيات النظام الداخلي.
*هل حقق المؤتمر هدفه من تجاوز المنشقين عن الحركة؟
*هل شكلت نتائج المؤتمر رسالة واضحة للدول العربية والغرب بشأن تكريس سيطرة الجهة التي تملك القرار الفلسطيني؟
نعم، بكل صراحة نعم، نتائج المؤتمر شكلت حالة ردع لأي فكر يسعى لتجاوز القيادة الفلسطينية، أو أي محاولات لتجاوز دور حركة فتح في صناعة القرار الفلسطيني، أو أي محاولات لمصادرة استقلالية القرار الفلسطيني. هذا لا يعني أن علاقتنا ستكون متوترة مع أي من الأشقاء أو الأصدقاء، نحن نسعى دائما إلى استيعاب الجميع، وإقامة علاقات متوازنة وصحية مع الجميع.