ماذا يمكن أن تعني فلسطين لشخص ولد في مشروع سكني حكومي على بعد 4000 كيلومتر من غزة؟ الحقيقة أنه منذ أكثر من عشرين عاماً، أي منذ انخراطي في العمل السياسي إبان الحملات المطالبة بالوحدة الأيرلندية، كنت دائماً أتماهى مع نضال الشعب الفلسطيني وأؤيده. لقد فعلت ذلك بشكل غريزي، وكما هو الحال مع الكثير من أفراد الشعب الأيرلندي، كانت الحاجة إلى التعبير عن التضامن مع فلسطين شيئاً بديهياً. لكن عندما أتأمل في هذه المسألة مجدداً اليوم، أجد أن هناك سببين رئيسيين يفسران أهمية فلسطين بالنسبة لي، وربما لآخرين كثر من الذين لم تطأ أقدامهم تلك الأرض.
السبب الأول عبّرت عنه فكرة محمود درويش عن الذات كمخزون للذاكرة الجماعية. شخصيا، إن الذكريات الجماعية التي أحملها هي 500 عام من الاستعمار الاستيطاني والقمع والإبادة الجماعية لشعب، ومعها من تقاليد متواصلة من الصمود والمقاومة. إن ندوب الماضي مستمرة في الوجود في أيرلندا، ولذا فمن الطبيعي أن يقوم أي شخص مهتم بالحرية والعدالة في أيرلندا بالتأمل في التضامن الدولي الذي استفاد منه الشعب الأيرلندي على مر القرون.
وهذا بدوره، يفرض علينا، أو على الأقل عليّ شخصياً، أن أقابل ذلك بالتضامن مع الشعوب المضطهدة في كل مكان. إن الذكريات الجماعية التي يحملها العديد من أفراد الشعب الأيرلندي عن الاستعمار الاستيطاني والقمع ووجود جار قوي يرتكب الجرائم ويفلت من العقاب يتردد صداها بقوة مع المعاناة المستمرة للشعب الفلسطيني، وينطبق الأمر نفسه مع التقاليد المشتركة للمقاومة، مثل الاحتجاج والأغاني والشعر النضالي والكفاح المسلح. هذه السمات المشتركة كلها تنادي بضرورة التضامن المستمرّ وبشكل لا هوادة فيه.
إذا كان السبب الأول الذي يفسّر أهمية فلسطين بالنسبة لي وللآخرين هو تاريخنا المشترك، فإن السبب الثاني يتعلق بالمستقبل. لقد جادل الراحل نيلسون مانديلا ذات مرة بأن حرية السود في جنوب أفريقيا ستظل غير مكتملة حتى تحقيق حرية الشعب الفلسطيني. ومنذ ذلك الحين، أصبحت هذه الملاحظة أكثر أهمية ومعنى. فالقمع المنهجي للشعب الفلسطيني من قبل دولة إسرائيل ممكن فقط في عالم يتسم بالظلم.
بينما ينخرط الناس في جميع أنحاء العالم في صراعات منفصلة من أجل العدالة والحرية، فإن أي صراع من هذا القبيل سيظل غير مكتمل من دون ربطه بالصراع من أجل العدالة والحرية في فلسطين. ولهذا السبب فإن الاشتراكيين والنقابيين والتقدميين في جميع أنحاء العالم يدعمون حركة المقاطعة ضد إسرائيل والنضال العام من أجل التحرير الفلسطيني.
من بعيد، وفيما كان الجيش الإسرائيلي يقوم بقتل المدنيين دون عقاب، كانت هناك أوقات شعرت فيها باليأس وكانت هناك أوقات لم أستطع خلالها أن أتخيل كيف صمد وثابر الشعب الفلسطيني في مواجهة هذا الظلم.
ولكن بعد ذلك، وبالاستناد إلى تلك الذكريات الجماعية المشتركة، أتذكّر تيرنس ماكسوايني، الذي توفي بعد إضرابه عن الطعام في سجن إنكليزي، وأتذكر إيمانه بأن الذين سوف يسودون وينتصرون في النهاية هم "ليسوا أولئك الذين يمكنهم إلحاق أكبر قدر من الأذى، ولكن أولئك الذين يستطيعون تحمل أكبر قدر من الأذى". إن عزم المقاومة عند الشعب الفلسطيني يبشرنا جميعاً بأنه حتى في أحلك الأوقات، هناك أمل في مستقبل أفضل.
(أكاديمي وناشط أيرلندي)
السبب الأول عبّرت عنه فكرة محمود درويش عن الذات كمخزون للذاكرة الجماعية. شخصيا، إن الذكريات الجماعية التي أحملها هي 500 عام من الاستعمار الاستيطاني والقمع والإبادة الجماعية لشعب، ومعها من تقاليد متواصلة من الصمود والمقاومة. إن ندوب الماضي مستمرة في الوجود في أيرلندا، ولذا فمن الطبيعي أن يقوم أي شخص مهتم بالحرية والعدالة في أيرلندا بالتأمل في التضامن الدولي الذي استفاد منه الشعب الأيرلندي على مر القرون.
وهذا بدوره، يفرض علينا، أو على الأقل عليّ شخصياً، أن أقابل ذلك بالتضامن مع الشعوب المضطهدة في كل مكان. إن الذكريات الجماعية التي يحملها العديد من أفراد الشعب الأيرلندي عن الاستعمار الاستيطاني والقمع ووجود جار قوي يرتكب الجرائم ويفلت من العقاب يتردد صداها بقوة مع المعاناة المستمرة للشعب الفلسطيني، وينطبق الأمر نفسه مع التقاليد المشتركة للمقاومة، مثل الاحتجاج والأغاني والشعر النضالي والكفاح المسلح. هذه السمات المشتركة كلها تنادي بضرورة التضامن المستمرّ وبشكل لا هوادة فيه.
إذا كان السبب الأول الذي يفسّر أهمية فلسطين بالنسبة لي وللآخرين هو تاريخنا المشترك، فإن السبب الثاني يتعلق بالمستقبل. لقد جادل الراحل نيلسون مانديلا ذات مرة بأن حرية السود في جنوب أفريقيا ستظل غير مكتملة حتى تحقيق حرية الشعب الفلسطيني. ومنذ ذلك الحين، أصبحت هذه الملاحظة أكثر أهمية ومعنى. فالقمع المنهجي للشعب الفلسطيني من قبل دولة إسرائيل ممكن فقط في عالم يتسم بالظلم.
بينما ينخرط الناس في جميع أنحاء العالم في صراعات منفصلة من أجل العدالة والحرية، فإن أي صراع من هذا القبيل سيظل غير مكتمل من دون ربطه بالصراع من أجل العدالة والحرية في فلسطين. ولهذا السبب فإن الاشتراكيين والنقابيين والتقدميين في جميع أنحاء العالم يدعمون حركة المقاطعة ضد إسرائيل والنضال العام من أجل التحرير الفلسطيني.
من بعيد، وفيما كان الجيش الإسرائيلي يقوم بقتل المدنيين دون عقاب، كانت هناك أوقات شعرت فيها باليأس وكانت هناك أوقات لم أستطع خلالها أن أتخيل كيف صمد وثابر الشعب الفلسطيني في مواجهة هذا الظلم.
ولكن بعد ذلك، وبالاستناد إلى تلك الذكريات الجماعية المشتركة، أتذكّر تيرنس ماكسوايني، الذي توفي بعد إضرابه عن الطعام في سجن إنكليزي، وأتذكر إيمانه بأن الذين سوف يسودون وينتصرون في النهاية هم "ليسوا أولئك الذين يمكنهم إلحاق أكبر قدر من الأذى، ولكن أولئك الذين يستطيعون تحمل أكبر قدر من الأذى". إن عزم المقاومة عند الشعب الفلسطيني يبشرنا جميعاً بأنه حتى في أحلك الأوقات، هناك أمل في مستقبل أفضل.
(أكاديمي وناشط أيرلندي)