ميسي بعيد عن مستواه في قمة الأبطال: ضحية الخطة أم نجومية مبابي؟

16 فبراير 2022
ميسي فشل ضد الريال فهل يتدارك في الإياب؟ (العربي الجديد/Getty)
+ الخط -

 

لم ينتظر الأرجنتيني ليونيل ميسي طويلاً، حتى يواجه ريال مدريد مجدداً بعد سنوات من مباريات الكلاسيكو، التي كان خلالها "البولغا" رقماً مهماً وتاريخياً، بما أنّه يملك الرقم القياسي في عدد الأهداف في مواجهات الفريقين على مرّ التاريخ.

وكان ميسي، من بين النجوم التي انتظرها الجميع في لقاء ريال مدريد، من أجل صنع الفارق وتأكيد أن مباريات دوري الأبطال "اختصاصه" بعد أن ساعدته هذه المسابقة في فك عقدة الأهداف مع باريس سان جيرمان، متجاوزاً الصعوبات التي واجهها في الدوري الفرنسي منذ تعاقده مع الباريسي.

ولم يكن ميسي موفقاً هذه المرة عندما واجه الريال، فرغم خبرته الكبيرة، إلا أنه عجز عن مساعدة فريقه على تحقيق انتصار بفارق مريح قبل موعد الإيّاب، وهي من المواجهات القليلة التي لم يكن خلالها نجم برشلونة السابق قادراً على إرباك حسابات الريال.

وقد منحت صحيفة "ليكيب" الفرنسية، الأربعاء، النجم الأرجنتيني علامة ضعيفة حيث حصل "البولغا" على 3 من 10، وهو دليل قاطع على حجم الإحباط الذي تركه ميسي في نفوس كل متابعي قمة دوري الأبطال.

صعوبات في التحرك

تمتع "البولغا"، بحرية التحرك في هذه المباراة، بما أن المدرب ماوريسيو بوكيتينو، منح لاعبه المفضل كل الصلاحيات التي يبحث عنها من أجل اللعب في دور قلب هجوم أو على اليسار وتبادل الأدوار مع كيليان مبابي وآنخيل دي ماريا، ثم مع نيمار عند دخوله في الشوط الثاني، ولكن ميسي لم يستفد من هامش الحرية الذي تمتع به خلال هذه المواجهة، بما أنّه لم يتحرّر من ضغط البرازيلي كاسيميرو.

كما فشل ميسي، في توفير الحلول التي عادة ما يمنحها إلى بقية رفاقه على الميدان، ورغم أن الإيطالي ماركو فيراتي، سهل المهمة على ميسي عندما نجح في إيصال الكرة باستمرار إلى "البولغا"، إلا أن نجم منتخب الأرجنتين لم يعرف غير الفشل في المباراة، وركلة الجزاء أكدت فترة الفراغ التي يمرّ بها منذ إصابته بفيروس كورونا رغم هدفه في مرمى ليل في الدوري الفرنسي منذ أيام قليلة.

لم يتأقلم مع خطة المنافس أم طريقة فريقه؟

بالنسبة إلى لاعب في قيمة ميسي ومهاراته، فمن الصعب أن يقدر دفاع على الحدّ من خطورته، خاصة إن لعب في المركز الذي يجيد التعامل معه، ورغم أن ثلاثي وسط ميدان الريال، سبق أن واجهه ميسي في مناسبات كثيرة، إلا أنّه هذه المرة لم يكن قادراً على إيجاد المساحات بين كروس ومودريتش وكاسيميرو وهو أمر محيّر.

ويبدو أن طريقة لعب الباريسي لم تساعد ميسي كثيراً، خاصة وأن أساس خطة الفريق الهجومية هي السرعة في الهجوم، وهو أمر يجيده كيليان مبابي وآنخيل دي ماريا، وكل واحد منهما نجح في إحداث الخطورة على مرمى الريال أكثر من ميسي.

لم يعد النجم الأول

نجاح مبابي في التفوق على منافسه المباشر في دفاع الريال، جعل لاعبي الباريسي يسعون باستمرار إلى تمرير الكرة إليه بعد أن أعلن عن نفسه منذ الدقائق الأولى وأثبت أنّه جاهز للمباراة ولهذا فإن تفكير اللاعبين كان مرتكزاً على وضع مبابي في موقف جيد. واختيار العنوان في الصفحة الأولى، لصحيفة "ليكيب" الفرنسية يؤكد الترابط بين ميسي ومبابي، عندما أكدت أن مبابي هو نجم اللقاء الأول، وقالت "ماي.سي" والتي تنطق بالفرنسية "ميسي".

ويبدو أن ميسي لم يتأقلم بعد مع طريقة الباريسي ومع وضعه على الميدان، فهو النجم الأول ولكنّه ليس اللاعب الأخطر في الفريق وهذا الوضع يختلف عما عاشه في برشلونة، ففي الباريسي أصبح مبابي مصدر الخطر الأساسي ولهذا فإن بروز مبابي أثر كثيراً في أداء "البولغا" الذي قد يعود إلى مستواه في لقاء العودة ذلك أن ملعب "البيرنابيو" يعتبر حديقة ميسي المفضلة.