شهدت المواسم الأخيرة، رحيل الكثير من النجوم عن فريق ريال مدريد الإسباني، لأسباب مختلفة، منها من أراد خوض تجربة جديدة أو من انتهى عقده دون أن تقترح عليه إدارة النادي البقاء لمواسم إضافية، ويقود هذه المجموعة النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي صدم الجميع برحيله في ميركاتو 2018 إلى يوفنتوس الإيطالي.
ولئن اختلفت أسباب الرحيل، فإن النتيجة كانت واحدة، حيث كان الفشل حليف معظم اللاعبين الذين ابتعدوا عن قلعة النادي الملكي، ولم يكن الحظ إلى جانبهم بعد سنوات من التألق مع ريال مدريد، بل إن بعض الأسماء اعتزلت اللعب سريعاً بعد الرحيل عن بطل أوروبا 14 مرة.
وكان البلجيكي إيدين هازارد، آخر النجوم الذين رحلوا عن الريال، فقد قبل فسخ عقده بالتراضي مع الفريق في نهاية الموسم الماضي، غير أنه لم يعثر على عرض يحفزه للاستمرار في المنافسة وبعد نهاية الميركاتو أعلن اعتزال اللعب دولياً ويضع حداً لمسيرته الاحترافية، حيث كان قادراً على مواصلة التجربة ورفع التحدي ولكنه فضّل أن تكون تجربته مع الريال الأخيرة في عالم الاحتراف، ويُودع الملاعب.
كما أن الحارس كيلور نافاس، الذي لم يكن مستعداً للاستمرار حارس بديلا في الريال، اختار الرحيل إلى باريس سان جيرمان الفرنسي، ولكن النادي الفرنسي تعاقد مع الإيطالي جانلويجي دوناروما الذي افتك سريعاً مركز الحارس الأساسي ليُحيل الحارس الكوستاريكي على دكة الاحتياط ويفرض عليه الرحيل معاراً في الموسم الماضي إلى نوتنغهام الإنكليزي.
كما واجه سيرجيو راموس بدوره موقفاً مشابهاً خاصة في موسمه الأول مع باريس سان جيرمان، حيث لاحقته الانتقادات بشكل كبير، قبل أن يشهد مستواه تحسناً في الموسم الماضي، وخلال الميركاتو الصيفي الأخير، جدد التجربة مع فريقه السابق نادي إشبيلية في مهمة البحث عن استعادة الاعتبار مجدداً ولكن التجربة تميزت إلى حدّ الان بكثرة الأخطاء التي ارتكبها نجم الريال السابق وتسببت في هزائم لفريقه أبرزها أمام برشلونة.
وانضم الفرنسي رافايال فاران إلى مانشستر يونايتد، فرغم أنه كان يلعب أساسياً في صفوف الريال، إلا أنّه بحث عن تجربة جديدة، غير أن انتقاله إلى الدوري الإنكليزي أصبح بمثابة الكابوس بسبب الإصابات الكثيرة التي تعرض لها ودفعته للغياب عن عدد كبير من المباريات، كما أنه لم يقدم الإضافة التي توقعتها جماهير الفريق، وهو يستعد للرحيل عن "الشياطين الحمر" في الميركاتو الشتوي، حيث تشير كل التوقعات إلى أنه ين يواصل مع الفريق مع أخبار عن إمكانية انتقاله إلى بايرن ميونخ الألماني.
والتحق البرازيلي كاسيميرو بدوره بالفرنسي فاران، ولكن التجربة فاشلة بشكل كبير، لأن كاسيميرو لم يقدر في البداية عن فرض نفسه أساسيا في صفوف الفريق، كما أنه تعرض إلى الكثير من العقوبات، وغابت إضافته حيث افتقد إلى الانسجام مع نجوم وسط الميدان وكان واضحاً أنّه لم يجد توازنه بعد سنوات من اللعب رفقة لوكا مودريتش وكذلك توني كروس، وكان هذا الثلاثي مميزاً وقاد الريال لحصد دوري الأبطال في عديد المناسبات.
وبعد عامين فقط تقريباً من رحيله عن ريال مدريد، وضع نجم منتخب ويلز السابق، غريث بيل حداً لمسيرته الاحترافية بعد أن لعب إلى توتنهام وخاض تجربة أخيرة مع لوس أنجليس في الولايات المتحدة، ذلك أن بيل الذي أصرّ على البقاء مع الريال إلى نهاية عقده واجه أزمات بعد توديع "الميرنغي"، لم يقدر على التأقلم مع الواقع الجديد، وخيّر التركيز مع رياضته الثانية وهي الغولف على مواصلة اللعب.
ولم يحصد البرتغالي رونالدو ألقاباً بعد رحيله عن الريال، فقد كانت تجربته مع يوفنتوس مميزة في البداية على الصعيد المحلي ولكنها فاشلة بشكل كبير أوروبياً، إذ تلقى فريقه صدمات قوية دفعته إلى الرحيل والعودة إلى مانشستر يونايتد، ولكن التجربة صعبة وقاسية، ليضطرّ إلى المغادرة قبل نهاية العقد إثر أزمة مع المدرب الهولندي إيريك تين هاغ، كما فقد رونالدو مكانه الأساسي في الفريق، ليختار الانضمام إلى النصر السعودي.