إن أصحاب الشعوذة الذين يطلقون على أنفسهم أصحاب "الطب البديل" وتجار بول البعير، عليهم إقبال أكثر من الأطباء خريجي الجامعات والمعاهد، كذلك زبائن الرقية الشرعية أكثر بكثير من زبائن محمد عابد الجابري أو عبد الله العروي.
الحقيقة المخيفة التي لا يريد أن يعرفها أحد هي أن لا أحد من الشباب يريد أن يكون ذلك الأستاذ المغربي الذي بات يلهم المخيال الشعبي في النكتة. فالأستاذ المغربي يحضر في المجالس الشعبية كمهرج الشعب حتى لا أقول مهرج الملك..
إذا كان التاريخ الفكري للبشرية في تطوره، ينبني على الرفع من شأن الدولة باعتبارها الخير المطلق، الذي انتقل بالبشرية من الفوضى وحرب الكل ضد الكل، وتنظيم حياة الناس، وضبط العلاقة فيما بينهم، والحرص على استتباب الأمن وضمان العدالة والحرية...
هذه الصورة جاءت منسجمة مع تطلعات جيل الربيع العربي، هذا الجيل الذي يطرح سؤالا: هل يوجد مرشح سياسي في المغرب يمكن أن أعطيه صوتي وأدعمه بهذه القوة ويعبر عن طموحات جيلنا، وأخرج بعد فوزه وأفتح يدي للسماء؟
الاحتماء بالجدران بدعوى الدفاع عن التراث الليبرالي وحماية الأميركيين من الإرهاب، لا يختلف عن القراءات السلفية المتطرفة من داخل الإسلام ومحاربة الآخر بدعوى الحفاظ على نقاء الإسلام، وحماية المسلمين من الكفار والعلمانيين والملحدين.