هل سنترك للحجر/ أن يكتب وبأبجديته/ قصيدة الأرض/ حجرٌ على أرض السماء/ صرخة على سماء الأرض/ مرّ أطفال فلسطين من هنا/وتركوني/ لم أكنْ حجراً/ صرختي لم تكن ذراعاً.
ستصلك رسالتي هذه، وستقرأُها حرفاً حرفاً، وستتلفّت حواليك بابتسامة طفل يقطف ثمراتٍ أولى طلعت وترعرعت بين يديه، وستأتلق عيناك ـ عيناي بدمعة واحدة أراها الآن تسقط بين أجفاني. فها أنا أكتشف الآن فقط أنك لم ترحل كلّياً.
دخل مسقط "عُدوليّةٌ" جاهليّة/ من سفين طرفة بن العبد/ تعودُ إلى مرساها على شاطئ عُمان/ وقد أفرغتْ حُمولتها من اللبان والعود/ والقصائد العمودية في أسواق ولغات/ العالم الحديد/ بعد أنْ فاض بحرٌ استوائي على حين غرّة/ كان معلّقاً على جدارٍ في غرفة نومي.
لا أحد يلمسُ تخومه/ لا أحد يُدركُ برقَهُ ورعدَه/ أحفورٌ طيفيّ عثرَ عليه نبيٌّ ضال/ فوق أرارات/ سماءٌ أُصيبتْ بطلقٍ ناريّ/فيها تطيرُ البحارُ القديمةُ والغرقى/يصلُحُ، في ليالي الوحشة والبوح، لتمويه الهزائم الأليفة كالقطط.