في مراوحة بين اللونين الأبيض والأزرق، تحاكي الأقفاص الموجودة في بهو محل العم هادي العرفاوي، ذي السبعين عاماً، ألوان مدينة سيدي بوسعيد التونسية، التي تعد وجهة سياحية عالمية لجمال إطلالتها على البحر الأبيض المتوسط وطابعها المعماري المميز.
بملامح حازمة تارةً ومنبسطة تارةً أخرى يقف العم عبد اللطيف داخل محله العتيق الذي ورثه عن أبيه وجده منذ ما يزيد عن أربعين عاماً، ليعلم تلميذته سمية أصول صنع آلة العود التونسية، مكذباً بذلك أن صاحب حرفتك عدوك، ويقول إن أشد ما يقلقه اندثار هذه الحرفة.
اعتاد الخمسيني نبيل بوكحيلي الوقوف طويلاً في الصيدليات للبحث عن دواء لمرض سرطان الدم الذي كان يعاني منه ابنه. سعر الدواء المرتفع وندرته في السوق كانا يحولان دون حصوله عليه بسهولة على الرغم من أنه ميسور الحال. واقع دفعه إلى فتح صيدلية اجتماعية مجانية.
يتوارث التونسيون عادة "حقّ الملح"، وفيها يقدّم الزوج هدية لشريكته في عيد الفطر، تكون إمّا مبلغاً من المال وإمّا قطعة من الذهب، وذلك تقديراً للجهد الذي بذلته من أجل عائلتهما في شهر رمضان.
يولي التونسيون الأحاديث النبوية الشريفة عناية كبرى ويحرصون على قراءتها وتفسيرها وحفظها في جلسات خاصة بالجوامع، وذلك برئاسة علماء في الفقه وأئمّة الزيتونة في شهر رمضان من كلّ عام.
من يمر على منطقة عين زغوان في تونس يلحظ دكاناً غريباً كأن الزمن توقف عنده منذ ستينيات القرن الماضي، يقبع داخله رجل سبعيني اسمه العم حسين (70 عاماً)، صانع الفوانيس والأواني النحاسية العتيقة منذ أكثر من 40 عاماً.
ثمانون عاماً لم تمنع التونسي منصف بسباس من مواصلة زراعة الأشجار والنباتات، وهي عادة دأب عليها منذ أكثر من ثلاثين عاماً. ورغم تقدمه في السنّ، إلا أنه ما زال شغوفاً بالطبيعة والزراعة.
ترتسم على وجوه فريق مطعم "المحبة" في تونس ابتسامة عريضة بينما يحضرون وجبات إفطار لمئات من فاقدي المأوى والمهاجرين بلا دخل وذوي الدخل المحدود خلال شهر رمضان.
يتشبّث الحكواتي التونسي هشام درويش بمهنته التي يخشى عليها من الاندثار، وينتقل من مكان إلى آخر داخل تونس وخارجها لسرد حكاياته على جمهور بات ينتظره في شهر رمضان.