بعد أن لمست الفلسطينية شذى ياسين أن من يعانون من إعاقة في الأطراف العلوية، يواجهون نوعا من الإهمال مقارنة بذوي الإعاقات الأخرى في مدينة غزة، كرّست وقتها مع زميلة لها، لإطلاق مشروع إلكتروني يهدف إلى مساعدة هؤلاء في إعادة تأهيل حركة اليدين.
وقالت ياسين لـ"العربي الجديد"، إن "مشروعها يركز على استعراض عدد من التمارين المرتبطة بحركة اليد لدى ذوي الإعاقة، ومحاولة إعادة تأهيل عظام مفصل الكوع والرسغ، وهو متاح عبر تطبيق إلكتروني للهواتف الذكية".
وعرضت الشابة الفلسطينية مشروعها خلال معرض "إبداع الإرادة" الذي افتتح اليوم الاثنين، في مدينة غزة، بمناسبة اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة، وضم مشاريع يُديرها أشخاصُ من ذوي الإعاقة.
راوية عياد، تنتج المطرزات والأكسسوارات، ولم تمنعها حادثة أصابتها في التسعينيات، وأدت إلى بتر عدد من أصابع يديها من العمل، وإنتاج المشغولات بأصابعها المتبقية.
وقالت عياد لـ"العربي الجديد"، وهي تطرز منتجاً جديداً: "الإعاقة لم تمنعني من الوصول إلى أهدافي في الحياة. تعرضت لحادثة في عمر 15 سنة، ومنذ ذلك الوقت، أعمل في المطرزات التي أصبحت مصدر دخل لي، ولدي أيضاً مشاريع أخرى. البتر لم يؤثر عليّ وأعطاني قوة وإرادة أكبر".
ودشن القائمون على المعرض زاوية خاصة بالأطراف الصناعية استعرضها الشاب محمد صبيح، من "مركز الأطراف الصناعية" في غزة الذي بات يستقبل نحو 200 حالة شهريا منذ بدء مسيرات العودة وكسر الحصار.
وأكد صبيح لـ"العربي الجديد"، أن هذه الفعاليات وتصدي الاحتلال لها "زادت من حالات البتر في غزة، وبات أغلب هؤلاء يحتاجون أطرافا صناعية. المركز يقدم خدمات مختلفة، منها الأطراف الصناعية للجزأين العلوي والسفلي، وأجهزة تقويم العظام، والعلاج الطبيعي".
وشمل معرض "إبداع الإرادة" زوايا مختلفة لأشخاص من ذوي الإعاقة، بعضها يهدف لمساعدتهم في تخطي الصعوبات التي تواجههم في قطاع غزة.
مشروع آخر، قدمته الشابتان يسرا شابط ووئام الجرو في المعرض، ويهدف لتحقيق الاستقلالية في الحركة والتنقل لدى ذوي الإعاقة، وقالت شابط لـ"العربي الجديد": "صممنا جهازاً يمكن الأشخاص ذوي الإعاقة من الانتقال إلى أماكن مختلفة باستقلالية تامة. يستطيع الشخص تشغيل الجهاز بعد تثبيت جسده عليه، والتحكم في حركة الوقوف والجلوس، كما يتمتع الجهاز بمرونة الحركة والقدرة على تجاوز الممرات الضيقة والعقبات المختلفة".