01 نوفمبر 2024
"فتح - أبو مازن"
على الرغم من كثرة الاعتراضات، ومن أطراف كثيرة في "فتح"، داخل فلسطين وخارجها، يصر الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، على عقد المؤتمر السابع للحركة، وفق الشروط التي يريدها، ومع تحديد عدد الحضور وأسمائهم مسبقاً، بغض النظر عما يمكن أن تفرزه انتخابات قطاعات "فتح" في الداخل والخارج التي لم تنظم، ولا يبدو أنها ستنظم.
إصرار ستكون له تداعيات كثيرة على الحركة الفلسطينية التي لن تكون بعد المؤتمر السابع كما قبله. ففي سبيل عقد المؤتمر، عمد أبو مازن إلى تحديد 1400 شخصية فقط للمشاركة، وتم اختيارهم بدقة ليكونوا من الموالين له، وذلك كله بذريعة استبعاد العناصر المؤيدة للقيادي المطرود من الحركة، محمد دحلان، غير أن ما حصل كان أكبر من ذلك، إذ تم استبعاد كل الأصوات النقدية داخل الحركة، حتى وإن كانت معارضة في الوقت نفسه لدحلان، ما يعني أن عباس في صدد تفصيل حركةٍ جديدة على مقاسه الخاص، لمواجهة خصومه وصد محاولات استبداله التي تأخذ زخماً قوياً في الفترة الأخيرة.
ستترك مثل هذه الخطوة قسماً كبيراً من الحركة خارجها في المرحلة المقبلة، يضاف إلى القسم الذي يدور في فلك محمد دحلان. وفعلياً، بدأ الحديث عن "تيار ثالث" في الحركة، لا يدين بالولاء لأبو مازن ولا لدحلان. وعلى الرغم من أن أصوات هذا التيار لا تزال خافتة، إلا أنها من المفترض أن تعلو عقب المؤتمر السابع، بعد أن تتضح هوية نسبة المستبعدين من "فتح الجديدة" أو "فتح أبو مازن".
قد تضع فترة ما بعد المؤتمر وفي أثنائها "فتح" في مرحلة جديدة من الانشقاقات، مماثلة لما حدث في السبعينيات والثمانينيات، حين شهدت الحركة ثلاثة انشقاقات، أبقت على الاسم نفسه، لكنها ارتبطت عملياً باسم قائد الانشقاق، وذلك في فترةٍ كانت فيه القضية الفلسطينية وحركاتها ضحية تجاذبات المحاور العربية والإقليمية، وهي، إلى حد ما، مشابهة لما هو عليه اليوم، على الرغم من فقدان الاهتمام بالوضع الفلسطيني للمركزية التي كان عليها سابقاً. أول الانشقاقات كان في 1974عبر مسؤول الحركة في العراق، صبري البنا (أبو نضال)، والذي أسس ما عرفت باسم "حركة فتح - المجلس الثوري"، غير أن هذا التنظيم، وعلى مدار السنوات التالية إلى حين مقتل أبو نضال، بقي يعرف باسمه، حتى أن كثيرين لا يعرفون ارتباطه بالحركة. لاحقاً، حدث الانشقاق الثاني الذي لم يلمع كثيراً، عندما أسس عبد الكريم حمدي (أبو سائد) سنة 1980 "حركة فتح - مسيرة التصحيح". ولم تكن لهذه الحركة الانشقاقية أصداء واسعة، عكس التي سبقتها والتي تلتها. ففي 1983 شهدت "فتح" ما يمكن اعتباره الانشقاق الأكبر، حين قاد سعيد موسى (أبو موسى) حركة انشقاقية بدعم سوري، وبمساعدة من القياديين نمر صالح (أبو صالح) وموسى محمود العملة (أبو خالد)، مؤسساً ما سميت حركة "فتح - الانتفاضة"، والتي شاركت بمعارك عسكرية ضد "فتح" في لبنان، قبل أن تندثر أخيراً بعد وفاة مؤسسيها قبل سنوات قليلة.
ربما تكون الجردة التاريخية السابقة لمسار "فتح" ضرورية لتبيان ما قد يكون بانتظار الحركة في مرحلة مقبلة. وعلى الرغم من اختلاف الأطراف العربية والدولية التي كانت راعية للانشقاقات السابقة، إلا أن أطرافاً أخرى لا تزال حاضرة، وستكون مرحبةً باحتضان تيارات جديدة في "فتح"، تمنحها موطئ قدم جديداً في الأراضي الفلسطينية، وخصوصاً في الضفة الغربية، لتضاف هذه التيارات إلى الموجودة أساساً، والتي تدور في فلك محمد دحلان، وتحظى بدعم مادي ومعنوي من أكثر من طرف عربي.
قد يكون من السابق لأوانه الحكم بأن الأمور في "فتح" تسير حتماً نحو هذا المصير، غير أن النظرة التاريخية، مع إسقاطاتها الراهنة، توحي بذلك، وتؤشر إلى أن "فتح" ما بعد المؤتمر السابع ستخرج أصغر بكثير من الحركة الأساسية، صاحبة التاريخ النضالي، لتتشظى وتفصّل فقط على مقاس هذه الشخصية أو تلك.
إصرار ستكون له تداعيات كثيرة على الحركة الفلسطينية التي لن تكون بعد المؤتمر السابع كما قبله. ففي سبيل عقد المؤتمر، عمد أبو مازن إلى تحديد 1400 شخصية فقط للمشاركة، وتم اختيارهم بدقة ليكونوا من الموالين له، وذلك كله بذريعة استبعاد العناصر المؤيدة للقيادي المطرود من الحركة، محمد دحلان، غير أن ما حصل كان أكبر من ذلك، إذ تم استبعاد كل الأصوات النقدية داخل الحركة، حتى وإن كانت معارضة في الوقت نفسه لدحلان، ما يعني أن عباس في صدد تفصيل حركةٍ جديدة على مقاسه الخاص، لمواجهة خصومه وصد محاولات استبداله التي تأخذ زخماً قوياً في الفترة الأخيرة.
ستترك مثل هذه الخطوة قسماً كبيراً من الحركة خارجها في المرحلة المقبلة، يضاف إلى القسم الذي يدور في فلك محمد دحلان. وفعلياً، بدأ الحديث عن "تيار ثالث" في الحركة، لا يدين بالولاء لأبو مازن ولا لدحلان. وعلى الرغم من أن أصوات هذا التيار لا تزال خافتة، إلا أنها من المفترض أن تعلو عقب المؤتمر السابع، بعد أن تتضح هوية نسبة المستبعدين من "فتح الجديدة" أو "فتح أبو مازن".
قد تضع فترة ما بعد المؤتمر وفي أثنائها "فتح" في مرحلة جديدة من الانشقاقات، مماثلة لما حدث في السبعينيات والثمانينيات، حين شهدت الحركة ثلاثة انشقاقات، أبقت على الاسم نفسه، لكنها ارتبطت عملياً باسم قائد الانشقاق، وذلك في فترةٍ كانت فيه القضية الفلسطينية وحركاتها ضحية تجاذبات المحاور العربية والإقليمية، وهي، إلى حد ما، مشابهة لما هو عليه اليوم، على الرغم من فقدان الاهتمام بالوضع الفلسطيني للمركزية التي كان عليها سابقاً. أول الانشقاقات كان في 1974عبر مسؤول الحركة في العراق، صبري البنا (أبو نضال)، والذي أسس ما عرفت باسم "حركة فتح - المجلس الثوري"، غير أن هذا التنظيم، وعلى مدار السنوات التالية إلى حين مقتل أبو نضال، بقي يعرف باسمه، حتى أن كثيرين لا يعرفون ارتباطه بالحركة. لاحقاً، حدث الانشقاق الثاني الذي لم يلمع كثيراً، عندما أسس عبد الكريم حمدي (أبو سائد) سنة 1980 "حركة فتح - مسيرة التصحيح". ولم تكن لهذه الحركة الانشقاقية أصداء واسعة، عكس التي سبقتها والتي تلتها. ففي 1983 شهدت "فتح" ما يمكن اعتباره الانشقاق الأكبر، حين قاد سعيد موسى (أبو موسى) حركة انشقاقية بدعم سوري، وبمساعدة من القياديين نمر صالح (أبو صالح) وموسى محمود العملة (أبو خالد)، مؤسساً ما سميت حركة "فتح - الانتفاضة"، والتي شاركت بمعارك عسكرية ضد "فتح" في لبنان، قبل أن تندثر أخيراً بعد وفاة مؤسسيها قبل سنوات قليلة.
ربما تكون الجردة التاريخية السابقة لمسار "فتح" ضرورية لتبيان ما قد يكون بانتظار الحركة في مرحلة مقبلة. وعلى الرغم من اختلاف الأطراف العربية والدولية التي كانت راعية للانشقاقات السابقة، إلا أن أطرافاً أخرى لا تزال حاضرة، وستكون مرحبةً باحتضان تيارات جديدة في "فتح"، تمنحها موطئ قدم جديداً في الأراضي الفلسطينية، وخصوصاً في الضفة الغربية، لتضاف هذه التيارات إلى الموجودة أساساً، والتي تدور في فلك محمد دحلان، وتحظى بدعم مادي ومعنوي من أكثر من طرف عربي.
قد يكون من السابق لأوانه الحكم بأن الأمور في "فتح" تسير حتماً نحو هذا المصير، غير أن النظرة التاريخية، مع إسقاطاتها الراهنة، توحي بذلك، وتؤشر إلى أن "فتح" ما بعد المؤتمر السابع ستخرج أصغر بكثير من الحركة الأساسية، صاحبة التاريخ النضالي، لتتشظى وتفصّل فقط على مقاس هذه الشخصية أو تلك.