15 نوفمبر 2024
أدوار خفية للسعودية
ساهمت قضية اغتيال الصحافي السعودي، جمال خاشقجي، في كشف ملفات وأدوار خفية كثيرة تقوم بها السعودية لمصلحة الولايات المتحدة، حتى ولو كانت متعارضةً مع مصالح المملكة وشعبها. كانت هذه الأمور معروفة في الباطن سابقاً، لكنها اليوم أصبحت مكشوفة أكثر، مع سعي ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، بشتّى الوسائل إلى كسب رضى الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وهو نجح، إلى حد ما، في نيل "العفو" من الأخير على الجريمة التي ارتكبها، حتى أن هذا رفع سقف التبرئة، ليشير إلى أن ولي العهد السعودي يكره جريمة قتل خاشقجي أكثر مما يكرهها ترامب نفسه، أي أنه من الممكن أن احتمال أن يكون ترامب قد أمر بالاغتيال أكبر من أن بن سلمان قام بذلك.
لا عجب في ذلك، فترامب كشف عن الأسباب التي تدفعه إلى مساندة بن سلمان بقوة. يأتي ملف النفط في مقدمة الأسباب، وهو الذي يعطيه الرئيس الأميركي أولوية قصوى، وقد شكر السعودية على الدور العلني والخفي الذي تقوم به لدعم خفض الأسعار. وعلى الرغم من أن خفض الأسعار ليس في مصلحة السعودية، ويصب حصراً في خدمة الدول الصناعية المستهلكة، إلا أن الرياض لم تتوان عن تلبية رغبات ترامب لتعلن زيادة إنتاجها، غير أنها لم تقف عند هذا الحد، فلمزيد من نيل الرضى، تعمد السعودية بشكل خفي إلى تخفيضٍ أكثر للإنتاج، بحسب ما كشفت صحيفة وول ستريت جورنال قبل أيام. حتى أن ولي العهد السعودي قد يكون مستعداً لتسليم إدارة "أرامكو" إلى ترامب وشركاته، في مقابل إغلاق صفحة قتل خاشقجي وإخراج بن سلمان من صورتها بشكل كامل.
وعلى الرغم من أهمية ملف النفط بالنسبة إلى ترامب، بالإضافة إلى صفقات التسليح الكثيرة والتي ستزيد في الأيام المقبلة، هناك ملف آخر على درجة كبيرة من الأهمية، وربما السرية، غير أن ترامب لم يتردد في الكشف عنه في سبيل تبرير دفاعه عن بن سلمان، ومواجهة الانتقادات الداخلية التي تلومه على ذلك، عنوانه "بقاء إسرائيل". عنوان من شأنه اللعب على وتر الولاء لإسرائيل الذي تحمله بعض الأصوات التي تهاجم موقف ترامب من بن سلمان. وقد خاطب الرئيس الأميركي هؤلاء، في حديث بمناسبة عيد الشكر من منتجعه في فلوريدا، قائلاً "الحقيقة هي أن السعودية مفيدة جداً لنا في الشرق الأوسط، لو لم يكن لدينا السعودية لما كانت لدينا قاعدة ضخمة، وإذا نظرت إلى إسرائيل من دون السعودية فستكون في ورطة كبيرة. ماذا يعني هذا؟ هل على إسرائيل أن ترحل؟ هل تريدون رحيل إسرائيل؟".
هذا الدور الذي كشف عنه ترامب كان يتردد في كواليس الصحف منذ فترة طويلة، وتحديداً منذ البدء بالحديث عن صفقة القرن في ما يخص القضية الفلسطينية، غير أنها المرة الأولى التي يتم فيها الحديث بشكل علني ورسمي عن الدور الخفي الذي تقوم به السعودية لضمان بقاء إسرائيل في المنطقة. لم يُفصح ترامب عن الدور الذي تقوم به السعودية، لكن قد لا يطول الأمر قبل أن يعمد الرئيس الأميركي إلى كشف مزيد من الأدوار التي تقوم بها السعودية في إطار مساهمتها في الحفاظ على إسرائيل وأمنها، وذلك في سبيل تأمين شبكة حماية إضافية لولي العهد السعودي، وتجنيد مزيد من الأصوات للدفاع عنه.
المشكلة الأكبر أن أي تعليق على إعلان ترامب لم يصدر عن الرياض، إذ يبدو أن لا مشكلة لدى المملكة في إضافة صفة جديدة إلى "خادم الحرمين الشريفين"، فكل هذا يهون في سبيل الإبقاء على رأس ولي العهد السعودي، وإبعاد شبهات جريمة قتل خاشقجي عنه، حتى لو كان حامياً لإسرائيل.
لا عجب في ذلك، فترامب كشف عن الأسباب التي تدفعه إلى مساندة بن سلمان بقوة. يأتي ملف النفط في مقدمة الأسباب، وهو الذي يعطيه الرئيس الأميركي أولوية قصوى، وقد شكر السعودية على الدور العلني والخفي الذي تقوم به لدعم خفض الأسعار. وعلى الرغم من أن خفض الأسعار ليس في مصلحة السعودية، ويصب حصراً في خدمة الدول الصناعية المستهلكة، إلا أن الرياض لم تتوان عن تلبية رغبات ترامب لتعلن زيادة إنتاجها، غير أنها لم تقف عند هذا الحد، فلمزيد من نيل الرضى، تعمد السعودية بشكل خفي إلى تخفيضٍ أكثر للإنتاج، بحسب ما كشفت صحيفة وول ستريت جورنال قبل أيام. حتى أن ولي العهد السعودي قد يكون مستعداً لتسليم إدارة "أرامكو" إلى ترامب وشركاته، في مقابل إغلاق صفحة قتل خاشقجي وإخراج بن سلمان من صورتها بشكل كامل.
وعلى الرغم من أهمية ملف النفط بالنسبة إلى ترامب، بالإضافة إلى صفقات التسليح الكثيرة والتي ستزيد في الأيام المقبلة، هناك ملف آخر على درجة كبيرة من الأهمية، وربما السرية، غير أن ترامب لم يتردد في الكشف عنه في سبيل تبرير دفاعه عن بن سلمان، ومواجهة الانتقادات الداخلية التي تلومه على ذلك، عنوانه "بقاء إسرائيل". عنوان من شأنه اللعب على وتر الولاء لإسرائيل الذي تحمله بعض الأصوات التي تهاجم موقف ترامب من بن سلمان. وقد خاطب الرئيس الأميركي هؤلاء، في حديث بمناسبة عيد الشكر من منتجعه في فلوريدا، قائلاً "الحقيقة هي أن السعودية مفيدة جداً لنا في الشرق الأوسط، لو لم يكن لدينا السعودية لما كانت لدينا قاعدة ضخمة، وإذا نظرت إلى إسرائيل من دون السعودية فستكون في ورطة كبيرة. ماذا يعني هذا؟ هل على إسرائيل أن ترحل؟ هل تريدون رحيل إسرائيل؟".
هذا الدور الذي كشف عنه ترامب كان يتردد في كواليس الصحف منذ فترة طويلة، وتحديداً منذ البدء بالحديث عن صفقة القرن في ما يخص القضية الفلسطينية، غير أنها المرة الأولى التي يتم فيها الحديث بشكل علني ورسمي عن الدور الخفي الذي تقوم به السعودية لضمان بقاء إسرائيل في المنطقة. لم يُفصح ترامب عن الدور الذي تقوم به السعودية، لكن قد لا يطول الأمر قبل أن يعمد الرئيس الأميركي إلى كشف مزيد من الأدوار التي تقوم بها السعودية في إطار مساهمتها في الحفاظ على إسرائيل وأمنها، وذلك في سبيل تأمين شبكة حماية إضافية لولي العهد السعودي، وتجنيد مزيد من الأصوات للدفاع عنه.
المشكلة الأكبر أن أي تعليق على إعلان ترامب لم يصدر عن الرياض، إذ يبدو أن لا مشكلة لدى المملكة في إضافة صفة جديدة إلى "خادم الحرمين الشريفين"، فكل هذا يهون في سبيل الإبقاء على رأس ولي العهد السعودي، وإبعاد شبهات جريمة قتل خاشقجي عنه، حتى لو كان حامياً لإسرائيل.