أعلى من فكرة طائشة

11 فبراير 2015
بشار العيسى / سوريا
+ الخط -

الوسادة
كقطيع من العِرْق ذاته
أسندوا إليكِ، الواحد تلو الآخر، يا زينة الغرفة
ظهوراً مرهقةً
ورؤوساً مغمومةً.
وأحياناً، كمثل خناجر مثلّمةٍ
مغروزةٍ في صدركِ، أكواعُهم – المغرورين.
ستبقين، هنا، مُستراحاً هادئاً
لعديمي الحيلة، حيث لا أحد يكترثُ
لأحشائكِ المنسولةِ
ولا لبَشَرتكِ التي، رغم كل شيء، عليها
أن تظل ناضرة.
متيّمٌ ما
سيتركُ لكِ مع دمعه
نُسالةً من شَعره.
فتىً ما، كسيرُ الخاطر، مهروسُ الرأس
سيخبّئ تحتكِ رأسَهَ.
أطفالٌ ما سيمتطونكِ..
ولن يتناهى صوتك إلى مسامع
الرجال، إذ يتراشقون بكِ في المشاجرات
ولا إلى مسامع النّسوة وهنّ يَنْدفنَ
أحشاءكِ المندلقةَ أرضاً.
لكن، ثمة الذين يُنْدَفون بالعِصِيّ؛ أن يخرسوا مثلكِ
في استراحة الجلادين.
ليت عكّازةَ الجَدّ طريّةٌ، مثلكِ، ولطيفةٌ
حينها، كان في وُسْعنا الاحتفاءُ بها.

 

عَمْري *
القرويون
استعاضوا عن رؤوسهم
بظهورٍ أخرى..
مع ذلك
لم ينجوا من الصداع.
الدروب تخرج من القرية، منعطفةً
على محفلٍ بلا ناسٍ. تدوخ 
ثم تؤوب إلى حيث المسجد.
بينما الريح هابّةٌ، كانوا يعطسون
ويتناطحون بلا رؤوس.
المتنوّرون، منهم، كانوا يقولون:
"افتحوا في الجدار نافذة".
غير أنّ الجدار المحيط بهم
كان أعلى من فكرة طائشة.
وحده - سعيد، المجنون، كان يقول:
"لو كنتُ مُرتاشاً
لكان في وُسعي التبوُّلُ خارجاً".
مذّاك
أدركوا أن "سعيد"
مجنون.

* عَمْري: قرية الشاعر



* شاعر كردي سوري. القصائد من مجموعته BARANA ŞEVÊN RIJÎ (مطر الليالي القَفار)

ترجمة عن الكردية: أمير الحسين

المساهمون