تظاهر ليل السبت -الأحد عشرات الآلاف في مدينة نيويورك، ومدن أميركية أخرى، ضد القتل المتكرر لشباب سود عزل على يد قوات الشرطة، وكذلك احتجاجاً على عنصرية وعنف الشرطة، وتهاون القضاء الأميركي، في محاكمة أفراد الشرطة في أغلب الحالات.
وقدّر القائمون على التظاهرة، التي حملت عنوان "مسيرة المليون في مدينة نيويورك"، أن يكون عدد المشاركين في نيويورك وحدها، قد وصل إلى أكثر من خمسين ألف متظاهر، جابوا شوارع المدينة لأكثر من أربع ساعات، ورددوا شعارات كتبت على مئات اللافتات، وهي شعارات مستوحاة من العبارات الأخيرة، التي قالها بعض الضحايا قبل مقتلهم.
وشكّل المتظاهرون خليطاً من الأجيال، بما فيهم الأطفال، والخلفيات "العرقية" والدينية، إضافة إلى مشاركة التنظيمات والجمعيات المدنية. ولوحظ تواجد أعداد كبيرة من الشرطة، بلباس عسكري رسمي، وبعضهم بملابس مدنيّة، إضافة إلى الطائرات المروحية، التي كانت تحلق خلال التظاهرة.
وتصدّر أفراد من عائلات ضحايا الشرطة المسيرة في نيويورك، التي انطلقت من ساحة واشنطن في مانهاتن باتّجاه الجادة الخامسة والسادسة، وشارع برودوي، وصولاً إلى مقرات الشرطة الرئيسية في ميدان الشرطة.
إلى ذلك، أوضح أحد مؤسسي "مسيرة المليون في مدينة نيويورك"، سينيد نيكولاس، في تصريحٍ لـ"العربي الجديد"، أنّ "هذه الاحتجاجات هي البداية، ولن نسكت على نظام شرطة يقتل المواطنين العزل، من دون محاسبة أفراده، ولقد سرنا اليوم في شوارع مانهاتن جنباً إلى جنب مع أفراد من عائلات الناجين من عنف الشرطة، حضروا للاحتجاج لأن أبناءهم وبناتهم لن يتمكنوا من النزول إلى الشوارع والاحتجاج".
وتعدّ هذه الاحتجاجات هي الأكبر بين موجة الاحتجاجات التي تشهدها المدن الأميركية، منذ الثالث من الشهر الحالي، بعد قرار لجنة المحلفين بإسقاط التهم الموجهة إلى شرطي أبيض، خنق المواطن الأسود الأعزل إريك غارنر (43 عاماً) في مدينة نيويورك.
وكان قد سبق قرار هيئة المحلفين في نيويورك، قرار آخر لهيئة محلفين في مدينة فيرغسون، أسقطت فيه كذلك التهم عن شرطي أبيض قتل الشاب الأميركي الأعزل مايكل براون (18 عاماً).
هذا وقد رفع بعض المحتجين أيضاً شعارات تربط بين نضال الأميركيين الأفارقة في الولايات المتحدة، ومناهضة الفلسطينيين للاحتلال الإسرائيلي، ومنها شعار "من فيرغسون إلى غزة".
بدوره أكّد أحد مؤسسي حركة "مسيرة المليون في مدينة نيويورك"، أمارا إينس إيليوت، "عملنا لم يبدأ اليوم ولن ينتهي بانتهاء هذه الاحتجاجات، إننا نقوم بتسجيل وتوثيق عنف الشرطة المؤسساتي، الذي لم يحدث في ليلة وضحاها، ولن يتوقف بعد يوم واحد حافل بالتظاهرات".
من جهةٍ أخرى، طالب المحتجون بتشكيل لجان مستقلة للتحقيق مع أجهزة الشرطة، ومحاكمة الجناة، كما طالبوا بوقف عسكرة الشرطة الأميركية وإلغاء برنامج "1033"، الذي أقرّه الكونغرس عام 1997، والذي يُخصص مليارات الدولارات لعسكرة الشرطة الأميركية.