لا بد لزوار إسطنبول من متعة المرور من شارع الاستقلال "تقسيم"، حيث تتحول الموسيقى إلى مهدئ للأعصاب بعد رحلة صاخبة في المدينة. ويمكن للزائر أن يختار ما يريد سماعه من الأغنية العربية أو التركية أو الكردية أو الأرمنية، أو العزف الموسيقي لثقافات وبلدان أخرى.
في الواقع، يعتبر المرور من شارع "تقسيم" فرصة مثالية لتعديل المزاج وتجديد النشاط، وهو ما يحدث لعشرات الزائرين، وتحديداً العرب منهم، الذين يصادفون الفرق الموسيقية على امتداد الشارع، وتشدهم أنغام الموسيقى، ويجدون أنفسهم فجأة وسط مئات الناس، يرقصون على وقعها، ويبتهجون من أعماق قلوبهم.
"بسك تيجي حارتنا"، "نسم علينا الهوى"، "وين على رام الله"، "انتي باغية واحد".. هذه أربع أغان من بين العشرات التي يؤدّيها الفنانون العرب في وسط "تقسيم". وتستوقف كل من يمرّ ويسمعها، حتى من لا يفهم العربية من الأتراك. وبالطبع، تلك هي لحظة جميلة وقاسية في الوقت ذاته، وتحديداً للذين قذفت بهم رياح القدر والغربة خارج أسوار أوطانهم. فبمجرّد أن تشنف هذه الأغنيات آذانهم، ينتشلهم حنين جارف، ويأخذهم الخيال بعيداً إلى تفاصيل حياتهم في بلدانهم وذكرياتهم فيها.
اقــرأ أيضاً
باسل خليل، فنان من بين خمسة فنانين آخرين، جمعتهم ظروف الاغتراب ليعزفوا ألحان الحب والحنين إلى وطنهم سورية في شارع الاستقلال "تقسيم". أوضح باسل، في حديث لـ "العربي الجديد"، أنه عمل لأكثر من عقدين من الزمن أستاذاً في أحد المعاهد العليا بدمشق، واضطر قبل سنوات للهجرة إلى تركيا بسبب الوضع في سورية.
ونظراً لتكاليف الحياة في إسطنبول، فكَّر باسل مع بقية أصدقائه في إنشاء فرقة موسيقية أسماها "دوم سيك"، والنزول إلى شارع الاستقلال. من ناحية يقدمون من خلالها صورة جميلة عن سورية والعرب، ومن جهة أخرى وجدوها فرصة جيدة تساعدهم على العيش في تركيا، رغم أنهم لم يتعودوا على ثقافة العزف في الشارع.
يقول محمد جوهر، وهو أحد العازفين السوريين، إنهم غالباً ما يشعرون بالانزعاج نتيجة الصورة النمطية السلبية التي أخذها الأتراك والعالم عن اللاجئ السوري. ولكن مثل هذه الأعمال الفنية تعكس الوجه الجميل والحضاري عن السوريين والعرب بشكل عام، خصوصاً أن "تقسيم" تُعتبَر ساحة مفتوحة للسياح من كل العالم.
"هناك فرق بالنسبة للغُربة التي تختارها أنت، وبين الغربة التي تُجبر عليها وتُصبح منفياً خارج كل شيء"، بهذا يلخص أحد الفنانين السوريين، قصَّة اتخاذه آلة العود والكمان وأغنيات فيروز ووديع الصافي وصباح فخري متنفساً لحياته اليومية، ومصدر إسعاد لبقية العرب في شارع "تقسيم"، والذي أصبحت الموسيقى هويته الأولى، وأحد أبرز ميزاته الرئيسية، كما قال لـ "العربي الجديد".
في الجهة المقابلة، وسط ميدان "تقسيم" مباشرة، يوجد العشرات أيضاً من العازفين والفنانين الأتراك والأجانب بشكل يومي، جميعهم يعتبر نفسه رسلاً لثقافة بلدهم، ويجدون في ذلك فرصة لتقديم أعمالهم الفنية أيضاً، كما يتحدث الفنان التركي تولين توركان.
في الواقع، يعتبر المرور من شارع "تقسيم" فرصة مثالية لتعديل المزاج وتجديد النشاط، وهو ما يحدث لعشرات الزائرين، وتحديداً العرب منهم، الذين يصادفون الفرق الموسيقية على امتداد الشارع، وتشدهم أنغام الموسيقى، ويجدون أنفسهم فجأة وسط مئات الناس، يرقصون على وقعها، ويبتهجون من أعماق قلوبهم.
"بسك تيجي حارتنا"، "نسم علينا الهوى"، "وين على رام الله"، "انتي باغية واحد".. هذه أربع أغان من بين العشرات التي يؤدّيها الفنانون العرب في وسط "تقسيم". وتستوقف كل من يمرّ ويسمعها، حتى من لا يفهم العربية من الأتراك. وبالطبع، تلك هي لحظة جميلة وقاسية في الوقت ذاته، وتحديداً للذين قذفت بهم رياح القدر والغربة خارج أسوار أوطانهم. فبمجرّد أن تشنف هذه الأغنيات آذانهم، ينتشلهم حنين جارف، ويأخذهم الخيال بعيداً إلى تفاصيل حياتهم في بلدانهم وذكرياتهم فيها.
باسل خليل، فنان من بين خمسة فنانين آخرين، جمعتهم ظروف الاغتراب ليعزفوا ألحان الحب والحنين إلى وطنهم سورية في شارع الاستقلال "تقسيم". أوضح باسل، في حديث لـ "العربي الجديد"، أنه عمل لأكثر من عقدين من الزمن أستاذاً في أحد المعاهد العليا بدمشق، واضطر قبل سنوات للهجرة إلى تركيا بسبب الوضع في سورية.
ونظراً لتكاليف الحياة في إسطنبول، فكَّر باسل مع بقية أصدقائه في إنشاء فرقة موسيقية أسماها "دوم سيك"، والنزول إلى شارع الاستقلال. من ناحية يقدمون من خلالها صورة جميلة عن سورية والعرب، ومن جهة أخرى وجدوها فرصة جيدة تساعدهم على العيش في تركيا، رغم أنهم لم يتعودوا على ثقافة العزف في الشارع.
يقول محمد جوهر، وهو أحد العازفين السوريين، إنهم غالباً ما يشعرون بالانزعاج نتيجة الصورة النمطية السلبية التي أخذها الأتراك والعالم عن اللاجئ السوري. ولكن مثل هذه الأعمال الفنية تعكس الوجه الجميل والحضاري عن السوريين والعرب بشكل عام، خصوصاً أن "تقسيم" تُعتبَر ساحة مفتوحة للسياح من كل العالم.
"هناك فرق بالنسبة للغُربة التي تختارها أنت، وبين الغربة التي تُجبر عليها وتُصبح منفياً خارج كل شيء"، بهذا يلخص أحد الفنانين السوريين، قصَّة اتخاذه آلة العود والكمان وأغنيات فيروز ووديع الصافي وصباح فخري متنفساً لحياته اليومية، ومصدر إسعاد لبقية العرب في شارع "تقسيم"، والذي أصبحت الموسيقى هويته الأولى، وأحد أبرز ميزاته الرئيسية، كما قال لـ "العربي الجديد".
في الجهة المقابلة، وسط ميدان "تقسيم" مباشرة، يوجد العشرات أيضاً من العازفين والفنانين الأتراك والأجانب بشكل يومي، جميعهم يعتبر نفسه رسلاً لثقافة بلدهم، ويجدون في ذلك فرصة لتقديم أعمالهم الفنية أيضاً، كما يتحدث الفنان التركي تولين توركان.