وقال مصدر محلي، لـ"العربي الجديد"، إنّ عشرات العراقيين تظاهروا، السبت، قرب بوابة منفذ الشلامجة الحدودي مع إيران، بسبب فرض المنفذ أموال جباية إضافية على الشاحنات والعجلات الداخلة عبره إلى العراق.
وأفاد المصدر برفع المتظاهرين شعارات منددة بالحكومة العراقية، ومحافظ البصرة أسعد العيداني، مشيراً إلى أنّ "المحتجين أكدوا أنّهم سيواصلون تظاهراتهم لحين إنهاء جميع أنواع الاستغلال والإتاوات التي تُفرض على العراقيين، ويُستثنى منها الإيرانيون".
وأوضح أنّ المتظاهرين لوّحوا أيضاً بعدم السفر إلى إيران واستيراد البضائع منها، مشدّدين على ضرورة الاستجابة لمطالبهم، المتعلّقة بتحسين أحوالهم المعيشية والخدمية.
وقالت وسائل إعلام محلية، اليوم السبت، إنّ القوات العراقية منعت الصحافيين من تغطية تظاهرة منفذ الشلامجة، أو الدخول لإجراء مقابلات مع المسؤولين عن المنفذ.
إلى ذلك، حذّر عضو البرلمان العراقي عن محافظة البصرة بدر الزيادي، من اتساع رقعة التظاهرات، منبّهاً، في تصريح صحافي، اليوم السبت، إلى أنّ "الأوضاع قد تخرج عن السيطرة".
وأوضح أنّ "متظاهري البصرة في طريقهم للتصعيد، في ظل وجود خشية من احتمال سقوط المحافظة مرة أخرى بيد المتظاهرين"، مؤكداً أنّ "البصرة لم تشهد أي نوع من الخدمات منذ الاحتلال الأميركي للعراق عام 2003".
ولفت إلى أنّ "عدداً كبيراً من العائلات بدأت بالهجرة إلى خارج المحافظة بسبب تردّي الخدمات"، مطالباً رئيس الوزراء عادل عبد المهدي وحكومته، بـ"التوجّه إلى البصرة من أجل حلّ المشاكل فيها قبل تفاقم الأزمة التي قد تؤثر بشكل سلبي على الاقتصاد العراقي".
وكان عضو البرلمان العراقي عن محافظة البصرة عدي عواد، قد اعتبر بدوره، في وقت سابق، أنّ "تجدّد التظاهرات أمر طبيعي بعد أن تنصّلت الحكومة من وعودها التي سبق أن أطلقتها لأبناء البصرة"، مؤكداً أنّ "المواطن البصري فقد الأمل بمسألة وجود حلول جذرية لمشاكله من قبل السلطات العراقية بشقيها التشريعي والتنفيذي".
وأحرق متظاهرون، أمس الجمعة، صوراً لمحافظ البصرة أسعد العيداني، قرب مبنى الحكومة المحلية، احتجاجاً على إقدامه على ضرب أحد المتظاهرين، الخميس، حيث ترجّل من سيارته وسحب المتظاهر من وسط الشارع وقام بضربه، وبرّر فعلته، في وقت لاحق، بأنّ المتظاهر شتم عائلته.
يُشار إلى أنّ شرارة التظاهر اندلعت في البصرة للمطالبة بالخدمات، في يوليو/ تموز الماضي، قبل أن تتوقف نهاية سبتمبر/ أيلول الماضي، على خلفية اقتحام وحرق متظاهرين للقنصلية الإيرانية في المحافظة، ومبان حكومية أخرى، وتعرّض قادة التظاهر، على إثر ذلك، لحملة اعتقالات واغتيالات.