حذّرت منظمات تابعة للأمم المتحدة، الأربعاء، من أنّ أزمات اليمن الغارق بالحرب تهدّد بزيادة أعداد الذين يعانون من مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي بنحو 1.2 مليون شخص خلال ستة أشهر.
وقال برنامج الأغذية العالمي، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة، ومنظمة الأغذية والزراعة، في بيان مشترك، إنّ "الصدمات الاقتصادية، والصراع، والفيضانات، والجراد، والآن وباء كورونا تثير عاصفة يمكن أن تعكس المكاسب التي تحقّقت على صعيد الأمن الغذائي".
وكان اليمن البالغ عدد سكانه نحو 27 مليوناً تجاوز خطر المجاعة قبل 18 شهرا عندما تلقّت المنظمات الإغاثية مبالغ ساهمت في ضخ المساعدات، لكن انتشار فيروس كورونا أخيراً قلّص هذه المساعدات، معيداً شبح المجاعة إلى أفقر دول شبه الجزيرة العربية.
وذكرت المنظمات أنّ تحليلاً للأوضاع في 133 قطاعاً في جنوب اليمن أظهر "زيادة مقلقة" للأشخاص الذين يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد. ويبلغ العدد الإجمالي للذين يواجهون خطر انعدام الأمن الغذائي في اليمن نحو عشرة ملايين بحسب برنامج الأغذية العالمي.
More & more young #children are at risk of becoming severely malnourished & requiring urgent treatment. Increased and sustained support is vital if we are to save these children’s lives” says @VarkeySv in the alarming new IPC analysis out today: https://t.co/VFntUzFJLh
— UNICEF Yemen (@UNICEF_Yemen) July 22, 2020
وتوقّعت المنظمات أن "يرتفع عدد الأشخاص الذين يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد من 2 مليون إلى 3.2 ملايين خلال الأشهر الستة المقبلة" في جنوب اليمن، على أن تصدر نتائج تحليل آخر في مناطق الشمال في وقت لاحق من العام الحالي.
ويشهد اليمن منذ سنوات "أسوأ أزمة إنسانية في العالم"، حسبما تقول الأمم المتحدة. وقتل وأصيب عشرات الآلاف، ونزح الملايين عن منازلهم منذ بدء نزاع على السلطة في 2014، حين أطلق الحوثيون حملة من الشمال، وسيطروا على العاصمة صنعاء ومناطق أخرى جنوبا.
وفي يونيو/ حزيران الماضي، جمعت الأمم المتحدة حوالى نصف المبلغ المطلوب لمساعدة اليمن، والبالغ 2.41 مليار دولار في مؤتمر للمانحين استضافته السعودية التي تقود منذ 2015 تحالفاً عسكرياً يساند الحكومة المعترف بها دولياً في مواجهة الحوثيين.
وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة إنّ "المزيج الخطير من الصراع والصعوبات الاقتصادية وندرة الغذاء والنظام الصحي المتدهور تدفع ملايين الأطفال في اليمن إلى حافة الهاوية". وذكرت أنّ أزمة فيروس كورونا "يمكن أن تجعل الأمور أسوأ. المزيد من الأطفال الصغار معرضون لخطر سوء التغذية الحاد، ويتطلبون علاجًا عاجلاً".
وتسبب الوباء بوفاة 456 شخصاً من بين 1629 إصابة سجلت حتى الآن في اليمن. وقالت منسقة الشؤون الإنسانية الأممية، ليز غراندي، في وقت سابق، إنّ اليمن يقف على حافة مجاعة من جديد بينما لا تملك الأمم المتحدة أموالاً كافية لمواجهة الكارثة التي تم تجنبها قبل 18 شهراً.
(فرانس برس)