أثارت وثائق كشفتها وكالة "رويترز"، عن وجود اتفاقية بين إيران والعراق لبيع أسلحة الى الجانب العراقي بقيمة 195 مليون دولار، ردود أفعال من قبل الحكومة الأميركية؛ فقد طالبت الادارة الأميركية على لسان المتحدث باسم خارجيتها، جين بساكي، حكومة بغداد بتوضيحات حول هذه الصفقة، خصوصاً أن نقل أسلحة من ايران الى دول أخرى يعد خرقاً لقرار مجلس الأمن رقم 1747.
المعطيات على الأرض تشير الى أن رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، في أمس الحاجة وبصورة عاجلة الى أسلحة يستخدمها في العمليات العسكرية التي تشنّها قواته في محافظة الأنبار ضدّ العناصر المسلحة من العشائر، إضافة الى التنظيمات المرتبطة بـ"القاعدة" والدولة الاسلامية في العراق والشام "داعش".
وحسب مصدر مقرب من حزب "الدعوة"، الذي يتزعمه رئيس الوزراء، فإن الأخير كان يتوقع ان يسحق التمرد في الأنبار في غضون أسبوع، ولكن الذي حصل ان التمرد استمر لأكثر من شهرين، وانتقل الى محافظات أخرى كالنار في الهشيم؛ فالقوات الحكومية تحاول منذ أسابيع السيطرة بشكل كامل على مناطق تخضع لسيطرة المسلحين، مثل سليمان بيك ومناطق في بيجي في محافظة صلاح الدين والمسيب في محافظة بابل ومناطق في محافظة ديالى. وقد أدت العمليات العسكرية في العراق والهجمات التي يشنّها المسلحون ضد القوات الأمنية الى مقتل أكثر من ألف عنصر أمني، حسب تصريحات بعض السياسين المعارضين للمالكي، فضلاً عن عشرات الآلاف من الجرحى.
ويرى مراقبون أن تردد قوات الجيش في الدخول الى مدينة الفلوجة هو بسبب نقص الأسلحة والأعتدة الذي تحتاجها القوات الأمنية في مواجهة المسلحين، إضافة الى أنها تعاني من نقص في التدريب على حرب الشوارع.
وقد ناشد المالكي الولايات المتحده إرسال أسلحة وذخائر ليستخدمها في حربه على "الارهاب"، فما كان من الأخيرة الا أن أرسلت له أسلحة مختلفة من نوع صواريخ "هليلفاير"، اضافة الى ذخائر دبابات وأسلحة صغيرة، لكن بعد تردد طويل بسبب مخاوف أن يستخدمها ضد السنة المتمردين بحجة مكافحة الارهاب. ودفع التردد الأميركي بالمالكي الى اللجوء لروسيا لعقد صفقات تسليح ضخمة معها. وكانت مناقشة تلك الصفقات من اولويات زيارة وزير الخارجية الروسية، سيرغي لافروف، الى بغداد الخميس الماضي.
ويرى مراقبون أن لجؤء المالكي الى عقد صفقات أسلحة بمبالغ لا تتجاوز 195 مليون دولار دليلاً على النقص الحاد في الأسلحة، الذي تعانيه قواته خصوصاً أنه قلق جداً من سقوط بغداد في أيدي المسلحين بعد تمكنهم من السيطرة على مناطق قريبة جداً من بغداد، حسب مصادر أمنية عراقية.