وفي ظل الحصار تحاول الطبيبة الوحيدة المختصة بعلاج السرطان في الغوطة، وسام محمد، الحفاظ على حياة المرضى، لكن الأدوية المخصصة لمرضى السرطان أوشكت على النفاد، ما يهدد حياة مئات المصابين.
وقالت الطبيبة التي تعمل في مركز "رحمة" بمدينة دوما، لـ"العربي الجديد"، إن "مركز الأورام والدم في الغوطة، يعالج 559 مريضا من أصل 1200 مصاب بالسرطان، ومنذ مطلع 2017، اشتد الحصار على الغوطة، وتحديدا بعد استيلاء النظام على أحياء برزة والقابون وتشرين شرق دمشق، والتي كانت الأدوية تمر عبرها إلى الغوطة عن طريق التهريب".
وأوضحت الطبيبة أن "المركز كان يقدم كل شهر نحو 120 جرعة علاج للمرضى، لكن اليوم لا توجد أدوية. قمنا بالتواصل مع المنظمات المعنية والحكومة السورية المؤقتة لإنقاذ حياة المرضى، خاصة أن كثير منهم مهدد بالموت في أي لحظة بسبب فقدان الدواء، وفي ظل عدم وجود معابر إنسانية للحالات التي ليس علاج".
وناشدت الطبيبة "أطراف الصراع في سورية تحييد المرضى عن الحرب، ومنحهم طريقا للعبور من أجل الحصول على العلاج".
وقالت إحدى المريضات في المركز لـ"العربي الجديد"، إنها تعاني من المرض، ولا يوجد أدوية، فضلا عن عدم وجود غذاء جيد بسبب الحصار المفروض على الغوطة، موضحة أنها تعيش تحت ضغط مادي ومعنوي في حين ينصحها الأطباء بضرورة البقاء في حالة نفسية جيدة.
ولقي طفلان رضيعان مصرعهما بداية الأسبوع الحالي في الغوطة الشرقية نتيجة سوء التغذية وندرة الحليب المجفف المخصص للرضع، بينما توجد عشرات الحالات المشابهة بين أطفال المنطقة.
ويحاصر النظام الغوطة الشرقية منذ عام 2013، لكن الحصار تم تشديده مؤخرا على الرغم من ضم المنطقة إلى اتفاق خفض التوتر الذي تنص بنوده على السماح بإدخال المواد الغذائية والطبية.