30 يناير 2018
الطبل والزمر مطلوب
كاظم البرجس (سورية)
بعباراتٍ ركيكة، وأخطاء لغوية أقرب ما تكون طلاسم سحرية، أتحفنا عضو مجلس الشعب السوري، محمد قبنض، بخطاب جديد مضحك ومثير للسخرية في آنٍ معاً، خطاب أين منه نظريات سهيل الحسن "أعداء العالم"؟.
ظهر قبنض، وهو يفيض مشاعر الولاء والحب لبشار الأسد، وقواته الصديقة والحليفة على تدمير حلب، وكان حريصاً على دور الإعلام بقوله: "الطبل والزمر والإعلام ضروري بأي شبر من أرضنا الحبيبة، أضر من أي شغلة فهو يقوي الجيش والناس اللي رايحين لبرا سورية".
لم يعرف التاريخ الدقيق لهذا الخطاب، التاريخي طبعاً، ولكن حسب كلام قبنض وشكره قوات الأسد، وما أسماها القوات "الرادفة"، ويقصد بها طبعاً القوات الرديفة، أن ذلك يعود إلى أواخر عام 2016، حين تم تهجير أهالي حلب الشرقية.
لا أحد يلوم قبنض منتج مسلسل باب الحارة الذي تحوّل (أي المسلسل) في أجزائه الأخيرة لوسيلة ناعمة من وسائل تعويم الأسد، وإيصال أفكاره فيما يتعلق بالمؤامرة، أو قضية لواء اسكندرون، أو حماية الأقليات، متعكزاَ على جزئية التعايش مع حارة اليهود، فالرجل هذا مبلغه، علما أن هذا "النائب" يستحق وسام شكر، لأنه أول عضو عبّر عن حقيقة ما يسميه السوريون بـ "مجلس التصفيق" الذي وصل سخف أعضائه وشططهم وعسفهم إلى ما هو أغرب من تعتعات قبنض، إذ طالب أحدهم مرة بتحديد دين اللقيط في سورية! وآخر طالب بتحويل الأموال المخصصة لوزارة أوقاف الأسد إلى ذوي قتلى الشبيحة!
ولا ننسى، في السياق، قول أحدهم لبشار الأسد في مارس/ آذار 2011 حين كانت قوات الأخير تسوم أهالي درعا سوء العذاب: "أنت قليل عليك سورية يا سيادة الرئيس، أنت يجب أن تحكم العالم".
ليست تلك الحوادث المضحكة أمرا غريبا أو موقفا صادما ومفاجئا يسترعي الملاحظة، فهي أمر طبيعي في "سورية الأسد" التي تحوّل فيها بشار نفسه فزاعة طيور، على مبدأ "إذا كان رب البيت للطبل ضارباً فأهل البيت شيمتهم الرقص". لذلك نفهم جلياً أنّ حالة التهريج السياسي في مجلس التصفيق تعبير عن طبيعة الفكر الرأسمالي الموالي للبوط العسكري، هذا الفكر الذي استمر طوال سنوات الثورة ضد بشار الأسد، سواء لاعتبارات سياسية أو اقتصادية، على الهتاف والتصفيق لرأس النظام وإعطائه عطر الكلمة وسدرة الخلود، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون، أما بقية الأمور التي تمس حياة المواطن وسلامته، فهي أمور ثانوية لا قيمة لها.
وهنا لا نقصد بالمواطن، ذلك المواطن المعارض المعتقل والنازح والجريح فهذا المواطن البائس مطرود من رحمتهم، لكن نقصد المواطن الموالي الذي يفدي بشار بالروح والدم، فيجازيه بشار بأن يسترضيه برأسي ماعز وساعة حائط، وأخيراَ فوط نسائية كما حدث في الحسكة، نقصد المواطنين الذين اضطروا يوماً للمبيت أمام المجلس الموقر وردهاته الفخمة، احتجاجاً على سوء أحوالهم، علماً أنّ الموالين ذاتهم صفقوا لتلك "الكاراكوزات" حين تم انتخابها، معتبرين ذلك من دلائل النصر المؤزر، ورماداً يذرونه في عيون المعارضين، وكل أصحاب "المؤامرة الكونية".
ليست المسألة إذا بقبنض، ولا مجلس "الموافقين بالإجماع" كاملاَ، بل بعقلية الإستبداد الإجرامية التي سطت على الحياة في سورية، وحرمت شعبها من حلمه بممارسة الديمقراطية والتمثيل الحقيقي للشعب، عبر انتخابات حرة نزيهة، وهو ما سيحققه السوريون، في نهاية المطاف، بحيث يحققون ما تحدّث عنه قبنض بإعلام حر نزيه مهني، وصياغة دستور وطني، قائم على التعددية وخال من تدخل المخابرات والتزكية التي تتم عبر قوائم "الجبهة الوطنية التقدمية". أما هذا المجلس فلا ينفع معه الإصلاح، ولو تم استبدال قبنض وأترابه بشخص أوتي مجامع الكلم. لذلك نقول في مجلسٍ كهذا في ظل هذا النظام: الطبل والزمر مطلوب.
ظهر قبنض، وهو يفيض مشاعر الولاء والحب لبشار الأسد، وقواته الصديقة والحليفة على تدمير حلب، وكان حريصاً على دور الإعلام بقوله: "الطبل والزمر والإعلام ضروري بأي شبر من أرضنا الحبيبة، أضر من أي شغلة فهو يقوي الجيش والناس اللي رايحين لبرا سورية".
لم يعرف التاريخ الدقيق لهذا الخطاب، التاريخي طبعاً، ولكن حسب كلام قبنض وشكره قوات الأسد، وما أسماها القوات "الرادفة"، ويقصد بها طبعاً القوات الرديفة، أن ذلك يعود إلى أواخر عام 2016، حين تم تهجير أهالي حلب الشرقية.
لا أحد يلوم قبنض منتج مسلسل باب الحارة الذي تحوّل (أي المسلسل) في أجزائه الأخيرة لوسيلة ناعمة من وسائل تعويم الأسد، وإيصال أفكاره فيما يتعلق بالمؤامرة، أو قضية لواء اسكندرون، أو حماية الأقليات، متعكزاَ على جزئية التعايش مع حارة اليهود، فالرجل هذا مبلغه، علما أن هذا "النائب" يستحق وسام شكر، لأنه أول عضو عبّر عن حقيقة ما يسميه السوريون بـ "مجلس التصفيق" الذي وصل سخف أعضائه وشططهم وعسفهم إلى ما هو أغرب من تعتعات قبنض، إذ طالب أحدهم مرة بتحديد دين اللقيط في سورية! وآخر طالب بتحويل الأموال المخصصة لوزارة أوقاف الأسد إلى ذوي قتلى الشبيحة!
ولا ننسى، في السياق، قول أحدهم لبشار الأسد في مارس/ آذار 2011 حين كانت قوات الأخير تسوم أهالي درعا سوء العذاب: "أنت قليل عليك سورية يا سيادة الرئيس، أنت يجب أن تحكم العالم".
ليست تلك الحوادث المضحكة أمرا غريبا أو موقفا صادما ومفاجئا يسترعي الملاحظة، فهي أمر طبيعي في "سورية الأسد" التي تحوّل فيها بشار نفسه فزاعة طيور، على مبدأ "إذا كان رب البيت للطبل ضارباً فأهل البيت شيمتهم الرقص". لذلك نفهم جلياً أنّ حالة التهريج السياسي في مجلس التصفيق تعبير عن طبيعة الفكر الرأسمالي الموالي للبوط العسكري، هذا الفكر الذي استمر طوال سنوات الثورة ضد بشار الأسد، سواء لاعتبارات سياسية أو اقتصادية، على الهتاف والتصفيق لرأس النظام وإعطائه عطر الكلمة وسدرة الخلود، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون، أما بقية الأمور التي تمس حياة المواطن وسلامته، فهي أمور ثانوية لا قيمة لها.
وهنا لا نقصد بالمواطن، ذلك المواطن المعارض المعتقل والنازح والجريح فهذا المواطن البائس مطرود من رحمتهم، لكن نقصد المواطن الموالي الذي يفدي بشار بالروح والدم، فيجازيه بشار بأن يسترضيه برأسي ماعز وساعة حائط، وأخيراَ فوط نسائية كما حدث في الحسكة، نقصد المواطنين الذين اضطروا يوماً للمبيت أمام المجلس الموقر وردهاته الفخمة، احتجاجاً على سوء أحوالهم، علماً أنّ الموالين ذاتهم صفقوا لتلك "الكاراكوزات" حين تم انتخابها، معتبرين ذلك من دلائل النصر المؤزر، ورماداً يذرونه في عيون المعارضين، وكل أصحاب "المؤامرة الكونية".
ليست المسألة إذا بقبنض، ولا مجلس "الموافقين بالإجماع" كاملاَ، بل بعقلية الإستبداد الإجرامية التي سطت على الحياة في سورية، وحرمت شعبها من حلمه بممارسة الديمقراطية والتمثيل الحقيقي للشعب، عبر انتخابات حرة نزيهة، وهو ما سيحققه السوريون، في نهاية المطاف، بحيث يحققون ما تحدّث عنه قبنض بإعلام حر نزيه مهني، وصياغة دستور وطني، قائم على التعددية وخال من تدخل المخابرات والتزكية التي تتم عبر قوائم "الجبهة الوطنية التقدمية". أما هذا المجلس فلا ينفع معه الإصلاح، ولو تم استبدال قبنض وأترابه بشخص أوتي مجامع الكلم. لذلك نقول في مجلسٍ كهذا في ظل هذا النظام: الطبل والزمر مطلوب.
مقالات أخرى
24 يناير 2018
07 يناير 2018
13 سبتمبر 2017