طبيعي أن نفهم حرص النظام في سورية على شخصية تروجه، مثل سهيل الحسن الذي يجمّل وجه قواته المتردية بما يخدم بروباغندا الانتصار التي يسعى الأسد إلى توظيفها وإنجاحها أكثر من تقدم قواته ميدانياً على الأرض.
بحكم سياسة النظام وروسيا في سورية بقضم مناطق خفض التصعيد والتوتر، ومثالها إدلب والغوطة الشرقية، فلا أحد يستبعد أن تجري سكة الحل العسكري باتجاه درعا، مادام "الضامن الروسي" ذاته حليفاً للأسد على الأرض.
في نهاية المطاف، سيحقق السوريون أحلامهم بإعلام حر نزيه مهني، وصياغة دستور وطني، قائم على التعددية وخال من تدخل المخابرات والتزكية التي تتم عبر قوائم "الجبهة الوطنية التقدمية"
دعا الشيخ الله أن يعمّ الخير على سورية، ولا أدري هل الغوطة الشرقية مسقط رأسه التي تحرق ببراميل الأسد وصواريخ روسيا الإرتجاجية، جزء من سورية التي يريد لها الخير أم أنها مطرودة من رحمة بشار؟
إنها كارثة إنسانية حلّت على الأميركي، أبيض أو أسود، مسلما أو مسيحيا أو يهوديا، وليس من الإنسانية بشيء أن يشمت شخص ما بمأساة المدنيين، على أقل تقدير إكراما للأميركيين الذين اعتصموا في مطارات بلادهم رفضاً لقانون حظر سفر المسلمين.
يسعى بشار الأسد من خلال تسيس الرياضة إلى تعويم نفسه على جماجم السوريين، والقول للعالم إنه موجود و"ما في شي بسورية"، والشمس تشرق من الشرق والعصافير تزقزق، وأنّ ذلك لم يحدث من دون العودة إلى حضن الوطن "المتجانس"
لأول مرة، يجتمع السوريون، بمن فيهم الموالون، على شعور جامع ضد النظام، وهو السخرية من مجلس صوري ليس أنزور وعباس وأعضاؤه إلا أحجار شطرنج بيد بشار الذي هو الآخر دمية بيد مافيا المحتل الروسي.
المصالحات عرّت الأمم المتحدة في سورية، إذ لا نشاهدها، إلا حينما يفتك الجوع بالمحاصرين، لتأتي، في النهاية، وتجعل النظام يظهر أمام الرأي العام الغربي بدور المخلص والحمل الوديع، لأنه سيجلب مع تلك السلال الغذائية أبواقه الإعلامية التي تصور المصالحة.
أليس من الإنصاف أن نقر بدور الأردن وتركيا ولبنان في استقبال واستضافة اللاجئين السوريين؟ ألا تحتضن الأردن بإمكانياتها المادية المتواضعة من اللاجئين السوريين ما يفوق العدد الموجود في دول أوربا قاطبة؟
الضربة المؤلمة التي وجهتها كتائب الثوار مؤخرا لقوات النظام وبوتين في ريف حماة الشمالي، والتي أدت لتدمير أكثر من عشرين آلية عسكرية، فضلا عن إسقاط طائرة مروحية تعطي دليلا على أن الثورة مستمرة والاحتلال إلى زوال.