وبالنظر إلى الخريطة الميدانية على الأرض، وبحسب ما أفادت به مصادر عسكرية لـ"العربي الجديد"، فإن مطار الضمير العسكري الذي يبعد عن الغوطة الشرقية قرابة 25 كيلومترا، هو أهم نقاط الانطلاق بالنسبة للطيران الحربي والقوات البرية الموجودة في محيط المطار والفوج 16 شرقه.
ويعدّ المطار نقطة إمداد قوات النظام المتمركزة في محيط الجبهات الشمالية والشرقية للغوطة الشرقية، وجميع تلك المحاور يوجد فيها مقاتلو فصيل "جيش الإسلام" المعارض على الجبهة المقابلة لقوات النظام. ويقدر طولها بقرابة 15 كيلومترا، وتضم محاور شمال شرق دوما والمحمدية والبحارية والنشابية والأحمدية ودير سلمان وحران العواميد.
ومن الجهة الجنوبية، يعتبر مطار دمشق الدولي ومحيطه نقطة انطلاق لقوات النظام المتمركزة في جبهات جنوب الغوطة، والتي تضم محاور جسرين وزبدين كفربطنا والجبهة الجنوبية لمدينة عين ترما.
وتوجد على الطرف المقابل مليشيات إيرانية وعراقية تتمركز في قواعد لها بمناطق شبعا وحتيتة التركمان والمليحة، وتمتد على طريق مطار دمشق الدولي، ومن خلالها تقوم قوات النظام باستهداف الجبهات الجنوبية للغوطة.
وتضم الجبهات الغربية المحور الغربي من مدينة عين ترما ومدن وبلدات حزة وعربين وحرستا وزملكا والمحور الغربي من مدينة دوما، ومعظمها مطلة على المتحلق الجنوبي والطريق الدولي الفاصل بين الغوطة وأحياء مدينة دمشق، وتوجد فيه أبرز الفصائل "فيلق الرحمن، جيش الإسلام، حركة أحرار الشام".
ويضم المحور الغربي للغوطة الشرقية أيضا محور حي جوبر، الذي يعد امتدادا لمحور عين ترما وزملكا، ويسيطر عليه فصيل "فيلق الرحمن" المعارض.
ويعتبر مطار المزة العسكري أحد نقاط القصف الجوي والصاروخي على الغوطة في المحور الجنوبي الغربي، في حين تتمركز مدفعية النظام التي تستهدف المحور الغربي للغوطة على سفح جبل قاسيون المشرف على الغوطة ومدينة دمشق. وتتمركز القوات البرية في محيط ضاحية الأسد وثكنة إدارة المركبات وحي تشرين وحي القابون وحي حرستا الغربية.
وأشار مصدر عسكري من الغوطة الشرقية، لـ"العربي الجديد"، إلى أن الجبهات الشرقية تعتبر أسهل لقوات النظام في عمليات الاقتحام؛ كونها ذات طبيعة زراعية والبنى السكنية فيها قليلة، مقارنة بالجبهات الغربية المتاخمة لمدينة دمشق، وهذا يرجح قيام النظام بالهجوم أولا من الجبهات الشرقية في حال وجود نية اقتحام واسع.
وتكبّدت قوات النظام خسائر فادحة على المحاور الغربية للغوطة، خلال السنوات الماضية، وقد كان أصعبها محاور جوبر وعين ترما والطريق الدولي غرب دوما وحرستا وعربين.
وفي السياق، أفاد الناشط عمر خطيب، من الغوطة، لـ"العربي الجديد"، بأنّ النظام عاود التصعيد على الغوطة، اليوم الإثنين، مستهدفاً براجمات الصواريخ والطيران الحربي مناطق عديدة. وطاول القصف الجوي والمدفعي والصاروخي مناطق في مدينة دوما وبلدة الشيفونية، مسفراً عن مقتل امرأة وإصابة العديد من المدنيين، بحسب ما أفاد به "مركز دمشق الإعلامي".
وأضاف خطيب في حديث مع "العربي الجديد" أن ثلاث طائرات مروحية وثلاث طائرات حربيّة تناوبت على قصف مدن وبلدات الغوطة الشرقية بالصواريخ الفراغية والبراميل المتفجرة، بالتزامن مع قصف من راجمات الصواريخ.
وأسفر القصف عن مقتل أربعة مدنيين في مدينة سقبا بينهم امرأة وثلاثة في مدينة عربين، فضلا عن وقوع عشرات الجرحى بين المدنيين، كما سقط جرحى بقصف على كفربطنا وأوتايا والشيفونية.
وارتفعت حصيلة الضحايا في الغوطة الشرقية إلى 17 قتيلا، وأفاد الدفاع المدني السوري في ريف دمشق بأن حصيلة القتلى جراء الغارة الجوية على مدينة حمورية بلغت عشرة بينهم أطفال ونساء، وما تزال الحصيلة مرشحة للزيادة.
إلى ذلك، قتل عنصران من المعارضة السورية المسلحة وجرح آخر جراء إصابة سيارة تقلهم على طريق قرية الحموز في ريف حمص الشمالي بصاروخ موجه من قوات النظام المتمركزة في قرية جبورين.
وتزامن ذلك مع قصف براجمات الصواريخ من قوات النظام على قرية عين حسين بحسب ما أفاد به "مركز حمص الإعلامي"، مضيفا أن فصائل المعارضة المسلحة ردت بقصف مواقع النظام السوري في قرية الغاصبية.
وفي الأثناء، تحدثت مصادر محلية عن مقتل مدني جراء غارة من الطيران الحربي الروسي على قرية العنكاوي في ريف حماة الغربي. من جانب آخر، أعلن تنظيم "هيئة تحرير الشام" عن صده محاولة تقدم من قوات النظام السوري على محور الراشدين في ريف حلب الغربي، بالتعاون مع فصيل "فيلق الشام".