15 نوفمبر 2024
الهدف: إهانة بوتين
الآن، وبعدما أتم الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ومعه رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، تهديداتهم بالرد على الاعتداء الكيميائي الذي نفذه نظام بشار الأسد على المدنيين في دوما، يمكن السؤال عن الجدوى، وما إذا كان رد الفعل عملياً موجها إلى النظام السوري أم إلى حليفه الروسي الذي بدأ يزعج الغرب بتمدّده خارج قواعده.
بدايةً، من الواضح أن حجم الرد وتداعياته العسكرية محدودان، وذلك القصد الأساسي من الضربة الثلاثية التي لا تريد الانجرار إلى معركة موسعة أو إشعال حرب عالمية ثالثة. وبالتأكيد، لم يكن القصد منها إسقاط نظام الأسد، والذي يمكن القول إنه لم يكن أساساً الهدف من الضربة التي أرادت توجيه رسائل أخرى إلى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، تحديداً.
الضربة الغربية، وإن قالت إنها استهدفت مخزون الأسلحة الكيميائية للنظام السوري، وهو أمر غير مؤكد، خصوصاً أنه كان أمام هذا النظام متسع من الوقت لإخفاء أسلحته أو نقلها، إلا أنها ليست موجهة لهذه الترسانة، وهي تدرك أنها قد تكون أصبحت في حمى القوات الروسية العاملة على الأرض السورية. ولا هي تأتي رداً مباشراً على استخدام الأسلحة الكيميائية في دوما، خصوصاً أنه منذ قصف مطار الشعيرات العام الماضي استخدم النظام السوري والروس السلاح الكيميائي في أكثر من مناسبة، من دون أن يستدعي ذلك رداً غربياً على شاكلة غارات أو حتى مزيد من العقوبات، فالقتل بالنسبة إلى الغرب لا اعتراض عليه في الداخل السوري، ولو بأسلحة كيميائية التي قد تتطلب مواقف أكثر حدّة من على المنابر الدبلوماسية، من دون أن يعني ذلك الانخراط في مواجهة إسقاط النظام "غير الأخلاقي".
القضية أبعد من الاعتداء الكيميائي على دوما، على الرغم من أنه كان المحرّك للتحرّك الغربي، والذي كان قد بدأ في البحث عن كيفية توجيه صفعةٍ إلى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بعد هجوم كيميائي آخر بعيد آلاف الكيلومترات عن سورية، وذلك بعد محاولة تسميم الجاسوس الروسي السابق، سيرغي سكريبال، وابنته يوليا في بريطاينا بغاز الخردل، وهو ما يعد هجوماً كيميائياً روسياً داخل الأراضي الأوروبية، الأمر الذي يستدعي رداً على موسكو لا يمكن أن يكون مباشراً. قد تكون الساحة السورية المكان الأنسب لتصفية الحسابات مع موسكو، وتوجيه رسائل سياسية وعسكرية إلى فلاديمير بوتين إنه لا يمكن له اللعب مجدّداً في الساحتين، الدولية والإقليمية، وأن هناك قوى عالمية لا بد أن يبدأ الرئيس الروسي بأخذها في الحسبان عند أي تحرّك سياسي له في المستقبل، سياسياً كان أو عسكرياً. وعلى هذا الأساس، كان الإعلان عن تشكيل التحالف الثلاثي الجديد (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا)، والذي يبدو أنه سيأخذ على عاتقه من الآن فصاعداً الوقوف في وجه تعاظم القوة الروسية عالمياً، والبداية قد تكون من سورية، إذ كانت مؤشرات التصريحات الأولى الآتية من الدول المشاركة في العملية تركز على العودة إلى العملية السياسية في سورية، غير التي أنشأتها روسيا، واستفردت فيها خلال السنتين الماضيتين، بل المسار الأساسي المصادق عليه عالمياً، أي "جنيف 1".
بات المسعى الغربي واضحاً، والرسالة وصلت إلى بوتين، وذلك باعتراف السفير الروسي في واشنطن، أناتولي أنطونوف، الذي رأى أن الضربات هي "إهانة لرئيس روسيا"، وهو ربما الهدف الأساسي للضربة، وبناء عليه أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، "إتمام المهمة بنجاح".
بدايةً، من الواضح أن حجم الرد وتداعياته العسكرية محدودان، وذلك القصد الأساسي من الضربة الثلاثية التي لا تريد الانجرار إلى معركة موسعة أو إشعال حرب عالمية ثالثة. وبالتأكيد، لم يكن القصد منها إسقاط نظام الأسد، والذي يمكن القول إنه لم يكن أساساً الهدف من الضربة التي أرادت توجيه رسائل أخرى إلى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، تحديداً.
الضربة الغربية، وإن قالت إنها استهدفت مخزون الأسلحة الكيميائية للنظام السوري، وهو أمر غير مؤكد، خصوصاً أنه كان أمام هذا النظام متسع من الوقت لإخفاء أسلحته أو نقلها، إلا أنها ليست موجهة لهذه الترسانة، وهي تدرك أنها قد تكون أصبحت في حمى القوات الروسية العاملة على الأرض السورية. ولا هي تأتي رداً مباشراً على استخدام الأسلحة الكيميائية في دوما، خصوصاً أنه منذ قصف مطار الشعيرات العام الماضي استخدم النظام السوري والروس السلاح الكيميائي في أكثر من مناسبة، من دون أن يستدعي ذلك رداً غربياً على شاكلة غارات أو حتى مزيد من العقوبات، فالقتل بالنسبة إلى الغرب لا اعتراض عليه في الداخل السوري، ولو بأسلحة كيميائية التي قد تتطلب مواقف أكثر حدّة من على المنابر الدبلوماسية، من دون أن يعني ذلك الانخراط في مواجهة إسقاط النظام "غير الأخلاقي".
القضية أبعد من الاعتداء الكيميائي على دوما، على الرغم من أنه كان المحرّك للتحرّك الغربي، والذي كان قد بدأ في البحث عن كيفية توجيه صفعةٍ إلى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بعد هجوم كيميائي آخر بعيد آلاف الكيلومترات عن سورية، وذلك بعد محاولة تسميم الجاسوس الروسي السابق، سيرغي سكريبال، وابنته يوليا في بريطاينا بغاز الخردل، وهو ما يعد هجوماً كيميائياً روسياً داخل الأراضي الأوروبية، الأمر الذي يستدعي رداً على موسكو لا يمكن أن يكون مباشراً. قد تكون الساحة السورية المكان الأنسب لتصفية الحسابات مع موسكو، وتوجيه رسائل سياسية وعسكرية إلى فلاديمير بوتين إنه لا يمكن له اللعب مجدّداً في الساحتين، الدولية والإقليمية، وأن هناك قوى عالمية لا بد أن يبدأ الرئيس الروسي بأخذها في الحسبان عند أي تحرّك سياسي له في المستقبل، سياسياً كان أو عسكرياً. وعلى هذا الأساس، كان الإعلان عن تشكيل التحالف الثلاثي الجديد (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا)، والذي يبدو أنه سيأخذ على عاتقه من الآن فصاعداً الوقوف في وجه تعاظم القوة الروسية عالمياً، والبداية قد تكون من سورية، إذ كانت مؤشرات التصريحات الأولى الآتية من الدول المشاركة في العملية تركز على العودة إلى العملية السياسية في سورية، غير التي أنشأتها روسيا، واستفردت فيها خلال السنتين الماضيتين، بل المسار الأساسي المصادق عليه عالمياً، أي "جنيف 1".
بات المسعى الغربي واضحاً، والرسالة وصلت إلى بوتين، وذلك باعتراف السفير الروسي في واشنطن، أناتولي أنطونوف، الذي رأى أن الضربات هي "إهانة لرئيس روسيا"، وهو ربما الهدف الأساسي للضربة، وبناء عليه أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، "إتمام المهمة بنجاح".