وقالت مصادر "العربي الجديد"، إن مسلحي "الحوثي" فشلوا في السيطرة على موقع السودة العسكري بعد اشتباكات وصفت بأنها الأعنف منذ إعلان الهدنة الأسبوع الماضي، ودارت في أطراف مدينة عمران. وتبادل الطرفان القصف المدفعي في مناطق قهال، بيت عامر، بيت بادي، وشارع الأربعين، غرباً، مفيدة بأن الجيش دمر مخزناً لسلاح "الحوثيين" وأعطب "طقماً" (جيب عسكري)، لهم حاول التسلّل إلى موقع قريب من المجمع الحكومي. وقد تدخل الطيران الحربي على خط المواجهات وحلّق على علوٍ منخفض.
وأضافت المصادر أن "الحوثيين" قصفوا المجمع الحكومي بقذائف الهاون من جهات عدة، وأن قذيفتي "هاون" وصلتا إلى أحياء في المدينة إحداهما سقطت في كلية التربية. وأكدت المصادر سقوط قتلى وجرحى بينهم مدنيون من دون تحديد عددهم.
وأكد سكان محليون أن تبادلاً للقصف بين الطرفين حصل بالأسلحة الثقيلة من بينها المدفعية والدبابات والأسلحة الرشاشة والمعدلات. وأدى دويّ الانفجارات إلى إغلاق المحال التجارية في شوارع عمران، وأطلق الأهالي مناشدات واستغاثات، وسط حالة من الهلع.
ويأتي اشتعال المعارك في عمران في ظل تعثّر جهود تهدئة رعتها لجنة رئاسية، وبعد ساعات من بيان شديد اللهجة للحوثيين أكدوا فيه "على حق أبناء شعبنا في مواجهة أي عدوان يتعرضون له من قبل ميليشيا (الإصلاح) التكفيرية، طالما بقيت مؤسسات الدولة مشلولة، وغير قادرة على القيام بدورها في حماية مواطنيها".
واتهم "الحوثيون"، في بيانهم الذي أصدروه مساء الجمعة، تعليقاً على سقوط أحد مواقعهم بين الجوف ومأرب، "اللواء 115"، المرابط في الجوف، بتنفيذ حملة عسكرية والزحف على منطقة الصفراء، معتبرين أن "تحريك لواء عسكري في محافظة الجوف في مثل هذه الأيام عدوان لا مبرر له على الإطلاق سوى الهروب من تنفيذ الاتفاق الرئاسي بخصوص عمران وما جاورها".
وقال بيان المجلس السياسي لجماعة "الحوثيين"، إن "استخدام لواء عسكري في الجوف برهان على طبيعة ما يجري في عمران من أن عدداً من الألوية باتت خارج سيطرة الدولة، وتخضع لهيمنة ميليشيات (الإصلاح) وعلي محسن الأحمر"، والأخير هو مستشار الرئيس عبد ربه منصور هادي، لشؤون الدفاع والأمن.
وكان الجيش قد استعاد، الجمعة، موقع الصفراء العسكري في مديرية مجزر التابعة إدارياً لمحافظة مأرب على الحدود مع محافظة الجوف التي تقع إلى الشرق من محافظة عمران.
إلى ذلك، هز انفجار "مركز بدر العلمي" التابع لرجل الدين مرتضى زيد المحطوري، المقرّب من "الحوثيين" في حي الصافية، وسط صنعاء، في وقت متأخر من مساء الجمعة.
وقالت الأنباء الأولية إن الانفجار نجم عن قنبلة يدوية انفجرت في فناء المركز ولم ينتج عنه سقوط إصابات. وحسب مصادر "حوثية"، فإن المحطوري حمّل "طلاب المركز" مسؤولية حمايته.
اغتيال ضباط
في سياق آخر، اغتيل ضابط في البحث الجنائي في مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج، جنوبي اليمن، فجر اليوم السبت.
وعلم "العربي الجديد" أن الضابط يدعى نديم عالم غنام، واستهدفه مسلحون بإطلاق نار، في حين لاذ الجُناة بالفرار، وجرى نقل جثته الى ثلاجة مستشفى ابن خلدون، في لحج.
واغتيل غنام، بعد ساعات من اغتيال ضابط متقاعد في قوات الدفاع الجوي أثناء ممارسته الرياضة في النادي الأهلي القريب من إدارة الأمن في محافظة تعز، جنوبي غرب البلاد.
وقالت مصادر محلية إن مسلحاً أطلق النار من مسدسه الشخصي لحظة انقطاع التيار الكهربائي على العميد المتقاعد في الدفاع الجوي إبراهيم عامر، ما أدى إلى مقتله. وأعلنت أجهزة الأمن أنها تمكنت من إلقاء القبض على سبعة أشخاص من المشتبه بهم.
ويعدّ هذا الاغتيال هو ثاني عملية من نوعها في تعز، في أقل من أسبوع، حيث اغتيل ضابط في إدارة أمن تعز وهو العقيد أحمد محمد حنش الجهوري، الأربعاء الماضي.
وفي محافظة حضرموت، شرقي البلاد، نجا ضابط آخر يعمل في القوات الجوية من عملية اغتيال في مدينة غيل باوزير، مساء أمس الجمعة. وأصيب بطلق في يده ورجله برصاص مجهولين.
وذكرت مصادر في حضرموت أن الضابط، الذي يدعى نصر حسين، أسعف إلى مستشفى مدينة الغيل ثم نقل إلى مستشفى ابن سينا في مدينة المكلا، عاصمة المحافظة.
وتعيد حوادث الاغتيال إلى الأذهان مسلسل اغتيالات غامض طال مئات من رجال الأمن والجيش اليمنيين في السنوات الثلاث الأخيرة، بعضها يقيّد ضد "القاعدة" وأخرى ضد مجهولين.