أنعشت تحضيرات التلاميذ المغاربة لامتحانات البكالوريا، التي تنطلق الثلاثاء المقبل، بالتزامن مع أول أيام شهر رمضان، المقاهي والمطاعم في العديد من مدن المملكة، إذ يحرص الطلبة على الاجتماع للمذاكرة في هذه الفضاءات.
وتمتلئ الكثير من المقاهي والمطاعم في المغرب بالتلاميذ، ذكورا وإناثا، والذين يفضلون مراجعة دروسهم ومقرراتهم التعليمية بشكل جماعي على طاولات المقاهي، مما أفضى إلى انتعاش المقاهي خلال الفترة التي تسبق الامتحانات.
وبخلاف التلاميذ الذين يفضلون المكوث في بيوتهم للاستعداد لامتحانات البكالوريا، وآخرون يذهبون إلى الحدائق والغابات المجاورة بهدف التركيز، فإن أعدادا كبيرة من الطلاب يحبذون المراجعة في المقاهي بشكل جماعي، لتكون فرصة للمراجعة وتبادل المعلومات والخبرات.
يقول عبد الحق شنوع، صاحب مقهى في مدينة الرباط، لـ"العربي الجديد"، إن مقهاه "خلال الأيام السابقة لانطلاق امتحانات البكالوريا، يغصّ بالتلاميذ الذين يحملون معهم كتبهم، ويمكثون ساعات طويلة داخل المقهى، ولا يغادرونه إلا في ساعات متأخرة من النهار".
ويشير صاحب المقهى إلى أن محله ينتعش كثيرا في الفترة التي تسبق امتحانات البكالوريا، بفضل المداخيل المالية التي يحصل عليها من خلال ما يسدّده التلاميذ إزاء اقتناء مشروبات متنوعة، خلال الوقت الذي يقضونه في مراجعة دروسهم في المقهى".
بدورها، تقول عبير الغرباوي، وهي تلميذة تجتاز امتحانات البكالوريا هذه السنة، لـ"العربي الجديد"، إنّها تفضل أجواء المقهى أكثر من غيره من الأماكن، لأنه فضاء مغلق ويتيح التركيز أكثر إلى جانب زميلاتها اللائي يجتمعن حول طاولة أو طاولتين للمذاكرة والمراجعة.
وتعتبر أجواء المقهى أفضل، للاستعداد للامتحانات، من الذهاب إلى الحديقة التي تبعد عن بيتها أكثر من كيلومترين، مما جعلها تحبذ المقهى أولا لقربه من منزلها، وثانيا لأنه يجمعها بزميلاتها، وثالثا لأنه فضاء خاص بالطلاب".
وبالنسبة لتلميذة أخرى، اختارت أيضا فضاء المقهى، كون الحديقة مكاناً مفتوحاً لا يساعد كثيرا على التركيز، كما أن المقهى بات وجهة مفضلة لزميلاتها.
وبخصوص سلبيات المقهى، ترى أن المشكلة تكمن في المصاريف اليومية، التي يتطلبها قضاء وقت المراجعة فيه، مما يجعلها لا تذهب يوميا إليه، مضيفة أن عائقا آخر يزعجها في المقهى، وهو التدخين".