خرج أكثر من سبعة آلاف أردني، بعد صلاة الجمعة، في تظاهرة حاشدة، تنديداً بالجريمة التي ارتكبها تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، بحق الطيار الحربي الأردني معاذ الكساسبة الذي أعدمه حرقاً، الثلاثاء الماضي.
وطالب المشاركون في المسيرة التي انطلقت من أمام المسجد الحسيني (وسط البلد)، وتقدمتها ملكة الأردن رانيا العبد الله، بالثأر للطيار، ومواصلة الحرب على التنظيم حتى استئصاله.
وسبق انطلاق المسيرة، تنديد خطبة الجمعة في المسجد الحسيني بالجريمة التي قالت إنها "تستهدف تشويه صورة الإسلام، على يد عصابة لا تمت للإسلام بصلة"، مشدّدةً على "فشل محاولات التنظيم إثارة بلبلة داخل المملكة التي وقفت موحدة في وجهه، متضامنة مع ابنها الشهيد".
ورأت الخطبة أن خطر (داعش) على الأمة أكبر من خطر العدو (قاصداً إسرائيل)، وأن تهديد الأردن "تهديد للأمة الإسلامية كاملة"، خطبة الجمعة جاءت منسجمة مع توجيه وزارة الأوقاف الأردنية لجميع خطباء المملكة إلى تخصيص خطبهم عن قضية "الطيار الشهيد".
ورفع المشاركون في المسيرة التي دعا إليها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، وتبنتها الفعاليات الشبابية، صوراً للطيار كتب عليها "شهيد الحق" و"نسر الأردن"، كما رفعوا شعارات تتعهد بالثأر لمقتل الطيار، وأخرى تدعو إلى التلاحم الداخلي، ورص الصفوف خلف القوات المسلحة والقيادة، وسط مشاركة من ممثلين عن مختلف المدن والقرى الأردنية والمخيمات الفلسطينية.
وعلق النائب السابق في مجلس النواب الأردن، عودة قواس، على فيديو الإعدام قائلاً "ما حدث لا يستطيع العقل أن يتصوره.. شيء ينافي كل القيم الإنسانية والدينية".
وأشار في حديثه إلى "العربي الجديد"، إلى أن "آخر واقعة حرق كانت عندما أقدم اليهود على حرق المؤمنين في الأخدود، ونزل في ذلك أية قرآنية.. واليوم داعش يكرر فعلتهم"، داعياً إلى مواجهة التنظيم ليس بقوة السلاح فقط بل بالفكر والتربية والمناهج الدراسية.
وشدّد قواس على أنه كمسيحي يشارك في المسيرة ليعبر عن رفضه إلصاق ما حدث بالدين الإسلامي، قائلاً إن "الدين هو الصدق والعبادة، والسياسية تتضمن الكذب، وبالتالي يجب التفريق بينهما، حتى لا يتلوث الدين".
وهتف المشاركون في المسيرة مؤكدين على الوحدة الوطنية بين جميع مكونات الشعب الأردني، داعين إلى مواصلة التماسك بين مكونات الشعب.
بدوره، أوضح النائب الثاني لرئيس مجلس النواب، سليمان الزبن، أن المسيرة تبعث رسالة إلى التنظيم عن فشل محاولاته زعزعة الصف الأردني الواحد، وقال، وهو عسكري سابق، "سيعرف التنظيم من هم الأردنيون وسيذوق ناراً تهلكه".
وعبّر الزبن، في حديثة إلى "العربي الجديد"، عن قناعته بأن القوات المسلحة لن "يرتاح لها بال حتى تثأر لطيارها بإبادة التنظيم وإزالته عن الوجود".
من جهته، قال منسق "ائتلاف الولاء الوطن وقائد الوطن"، جهاد الشيخ، إن "ما قام به تنظيم (داعش) رسالة إلى كل من وقف في وجه المشاركة الأردنية في التحالف الدولي للحرب على التنظيم".
وشدّد في حديثه إلى "العربي الجديد" على أن الشعب الأردني يقف اليوم كله مع الحرب على التنظيم "الإرهابي".
وفي سياق متّصل، عبر الشيخ عن "سعادته بالعملية التي نفذها سلاح الطيران الأردني، أمس، واستهدفت معاقل التنظيم، تحت عنوان الشهيد الطيار معاذ الكساسبة"، قائلاً "كما قال الجيش هذه البداية والقادم أعظم".
يشار إلى أن الطيار الكساسبة، سقط في أسر التنظيم يوم 24 ديسمبر/كانون الأول الماضي، بعدما سقطت طائرته أثناء مشاركته في غارة على معاقل التنظيم، في منطقة الرقة السورية، ضمن صفوف التحالف الدولي، وفشلت محاولات إطلاق سراحه بالقوة أو بالتفاوض، ليبث التنظيم بعد قرابة 42 يوماً على أسره، فيديو إعدامه حرقاً.