دعا صحافيون جزائريون إلى وقفات احتجاج يوم غد الإثنين بمناسبة اليوم الوطني للصحافة في الجزائر، احتجاجاً على الأوضاع الصعبة التي تعيشها الصحافة الجزائرية والضغوط التي تتعرض لها المؤسسات الإعلامية وحبس صحافيين والاعتداء عليهم.
ودعت مجموعة من الصحافيين إلى وقفة وطنية للصحافيين وناشطي حقوق الإنسان، للمطالبة بإطلاق سراح الصحافي سعيد شيتور، المعتقل في قضية تسريب ونشر وثائق وصفت بالسرية منذ 16 شهراً دون محاكمة.
وذكر بيان لمجموعة مساندة الصحافي، أن هذه الوقفة التي ستنظم داخل مقر دار الصحافة وسط العاصمة الجزائرية ستكون تحت شعار "الصحافة ليست جريمة"، وتأتي لمنع تكرار سيناريو وفاة الصحافي محمد تامالت، في السجن في سبتمبر/ أيلول 2015.
وذكر المصدر نفسه أن "صحة الصحافي المسجون متدهورة، مع تجاوزه للمدة القانونية المتعلقة بالحبس المؤقت والمحددة بـ12 شهراً (أربعة أشهر قابلة للتجديد ثلاث مرات) من قانون الإجراءات الجزائية".
واعتُقل الصحافي سعيد شيتور الذي يعمل لصالح مؤسسات إعلامية أجنبية في أغسطس/ آب 2017، ووجهت إليه تهمة تسريب وثائق تحمل طابعاً سرياً إلى مؤسسات إعلامية أجنبية، وتتزامن الوقفة في العاصمة الجزائرية مع وقفة تضامن أمام مقر السفارة الجزائرية في باريس.
واعتبرت المجموعة الصحافية أن وقفة الاحتجاج، "ستكون موعداً لتجديد رفضنا القاطع لأي محاولة للمساس بسلامة وحياة الصحافيين، أمام وضع سياسي مكهرب وانتهاك غير مسبوق لكرامة الصحافة الوطنية"، معتبرةً أنه "لا يمكن بأي حال من الأحوال السكوت على حملة التصعيد الخطيرة الأخيرة ضد الصحافيين وأدائهم في الميدان، مقابل غياب موقف رسمي يدين ما تعرض له عدد من الزملاء الصحافيين مؤخراً من مسائلات وضغوطات وإهانة، وتأخر صدور نتائج التحقيق في ظروف وفاة الصحافي محمد تامالت داخل السجن، الذي أعلنها وزير العدل حافظ الأختام منذ سنتين".
من جهة أخرى، دعا تنظيم "مبادرة كرامة الصحافي" إلى وقفة احتجاج غداً الإثنين، في ساحة حرية الصحافة وسط العاصمة الجزائرية، للفت الانتباه إلى ما تعتبره الوضع الكارثي غير المسبوق الذي تعيشه الصحافة والصحافيون في الجزائر، بسبب الضغوط والإكراهات والإفلاس المالي لعدد من الصحف واحتكار السلطات للإعلانات والتلاعب بها.
وقال بيان لمبادرة كرامة الصحافي الجزائري، إن "ما آلت إليه الصحافة من تردٍ بات يستدعي وقفة حازمة من عموم نساء ورجال المهنة"، ودعى إلى "رص الصف والتكتل خلف المطلب الواحد الموحد، وجعل مناسبة اليوم الوطني للصحافة، الذي سنستقبله يوم 22 من الشهر الحالي، وقفة ومحطة تاريخية نَهُبُّ فيها جميعاً ضد أوضاع عملنا السيئة جداً، وتدعو إلى استفاقة وصحوة ضمير".
وتعتزم مجموعة من الصحافيين تنظيم وقفة احتجاج قبالة مقر البرلمان لمساندة الصحافي بلقاسم جير، الذي تعرض لاعتداء لفظي وجسدي من نائب في البرلمان عن التجمع الوطني الديمقراطي، قبل أربعة أيام خلال تغطية اعتصام النواب وغلق البرلمان، وللمطالبة بمحاسبة النائب وتجريده من الحصانة النيابية.