ويخشى الدكتورغسان عيسى "اللجنة الوطنيّة للإشهاد ضد شلل الأطفال" من انتشار المرض في لبنان. ويقول عيسى في حديث لـ"العربي الجديد" أنّه "تمّ اكتشاف ثلاثين حالة شلل أطفال في سوريا خلال الفترة الماضية، ونظراً لمعدلات اللجوء المرتفعة إلى لبنان، بات علينا أن ندق ناقوس الخطر".
استجابت وزارة الصحة اللبنانية سريعا لتدارك احتمال انتشار شلل الأطفال المصنّف ضمن الأمراض "شديدة العدوى" بحسب تصنيفات منظمة الصحة العالميّة. أطلق وزير الصحة وائل أبو فاعور الحملة الوطنية الثالثة للتطعيم ضد شلل الأطفال، بمشاركة ممثلين عن منظمة الصحة العالمية واليونيسيف.
وحذّر الوزير أبو فاعور من أن "موجات النزوح القادمة، وانهيار النظام الصحي في سوريا، وعدم اتخاذ خطوات جذرية من قبل الدولة اللبنانية كإنشاء مخيمات، يخلق مخاطر جديدة تساعد على إعادة دخول فيروس شلل الأطفال إلى لبنان".
يدخل اللاجئون السوريّون إلى مستوصف إحدى الجمعيات الإغاثية في "برج البراجنة" في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت بسرعة. يقلقهم منظر الشبان "المتجمّعون في زوايا الشوارع الضيقة المؤدية للمستوصف" كما تقول إحدى النساء. يجلس الطبيب السوريّ إيّاد في غرفة الفحص الصغيرة بانتظار المرضى اللاجئين. تدخل مجموعة سيدات، تحمل إحداهّن الأطفال، بينما تعاني جارتها في جرّ أطفالها الثلاثة على درج المستوصف الضيّق. يعلو صوت البكاء مجدّداً مع بدأ التطعيم. يقول الدكتور إياّد أن حملة التلقيح التي أطلقتها وزارة الصحّة "وقائيّة فقط، والتلقيح يتم تحسبّاً بعد اكتشاف عدد من حالات شلل الأطفال في مناطق شمال سوريا، كدير الزور".
لا يدرك الأطفال السورييّون في لبنان حجم مأساة اللجوء التّي يكبرون فيها. لكّن المخاطر الصحيّة للجوئهم تفرض نفسها على أسرهم، وعلى الدولة المضيفة.