خلصت الدراسة الوطنية عن العنف الجنسي على الأطفال في لبنان، وهي الدراسة الأولى من نوعها على المستوى الوطني، إلى أن 4.1 في المائة من الأطفال في لبنان قد تعرضوا لعنف جنسي في عام 2013، محذرة من وضعيات أسرية هشة تشكل أرضية لارتكاب الإساءات الجنسية في حق الطفل.
وشملت الدراسة، التي حصل "العربي الجديد" على نسخة منها، قبل إصدارها رسمياً، يوم الخميس المقبل، في 29 نوفمبر الجاري، لمناسبة اليوم العالمي لوقاية وحماية الطفل من العنف، 2162 طفلاً من الجنسين، ومن مختلف المحافظات اللبنانية ومن مختلف الجنسيات والأديان والشرائح الاجتماعية، معتمدة الفئات العمرية الأكثر تعرضاً للعنف الجنسي من عمر 9 سنوات وحتى 17 سنة، إضافة إلى 120 طفلاً بين 7 و8 سنوات ينفذون أنشطة متخصصة ضمن مجموعات.
اقرأ أيضاً: سفّاحو القربى.. جرائم عائلية في المجتمع الجزائري
وبينت الدراسة الميدانية التي أنجزتها وزارة الشؤون الاجتماعية والمجلس الأعلى للطفولة بالشراكة مع جمعية دار الأمل في لبنان، وبدعم من منظمة دياكونيا، وجمعية إيكبات – فرنسا، أن 4.1 في المائة من أطفال العينة تعرضوا لإساءة جنسية في عام 2013، وهي نسبة متدنية نظراً لحساسية الموضوع والحرج الذي يسببه، وإن 47.2 في المائة من الضحايا يرتادون مدارس رسمية، و19.1 في المائة هم من غير الملتحقين بالمدارس، و18 في المائة هم من العاملين.
ولفتت إلى أن أعلى مستويات الإساءة الجنسية على الأطفال وقعت في محافظة الشمال (33 في المائة) ثم في محافظة الجنوب (22 في المائة) وأدناها في محافظة النبطية (7 في المائة). في حين أن نسبة الإناث في العينة المعرضة لإساءة جنسية بلغت 53.9 في المائة، فيما بلغت نسبة الذكور 46.1 في المائة.
وفندت الدراسة أشكال الإساءة الجنسية التي يتعرض لها الطفل، مشيرة إلى أن أكثر الإساءات الجنسية انتشاراً هي الشفهية (اللفظية) حيث أن 43 في المائة من الضحايا أرغموا على سماع كلمات جنسية، مواجهة أو عبر الهاتف أو على سماع نكتاً أو قصصاً ذات دلالات جنسية أو أحاديث ذات معان جنسية، تليها وبنسبة متساوية الإساءات الجنسية التمهيدية (30 في المائة)، والإساءات الجنسية البصرية (30 في المائة) كإرغام الطفل على مشاهدة صور وكتب ومجلات فاضحة وأفلام إباحية.
اقرأ أيضاً: تقرير: زيادة معدلات العنف ضد الأطفال في السعودية
وقد أكّدت الدراسة الميدانية وجودَ عوامل خطر محيطة بالطفل كالوضعيات الأسرية التي تنذر بالخطر، كونها توفر الأرضية الصالحة للإساءة الجنسية بحق الأطفال، لافتة إلى التدني الهائل لمستوى وعي الأهل في ما يتعلق بثقتهم العمياء بمحيطهم من جيران وأصدقاء وأقارب ومعارف، ونقل هذه الثقة المفرطة إلى أطفالهم عبر السماح لهم، دائماً أو أحياناً، بالنوم عندهم لوحدهم (50.6 في المائة)، أو بالذهاب معهم في نزهة (61.8 في المائة)، أو بزيارتهم بمفردهم (67.4 في المائة).
وكذلك أظهرت الدراسة أن النسبة العالية من الأطفال الذين وقعوا ضحية إساءة جنسية لجأوا إلى الصمت ولم يبلغوا أحداً بما حصل معهم (49.4 في المائة)، لافتة إلى افتقاد أطفال العينة إلى معلومات حول التحرش الجنسي، وإلى المهارات المناسبة لحماية الذات، وإلى المعرفة بوجود قانون لحمايتهم، وبوجود جمعيات وخطوط ساخنة للإبلاغ عن الانتهاك.
اقرأ أيضاً: لبنان: إحياء اليوم العالمي لمكافحة العنف ضد الطفل